ما حكم من يقول نحن نأخذ بالقرءان ولا نأخذ بالحديث
اعلم أن القرءان والحديث كلاهما بوحى من الله قال رسول الله ﷺ إن جبريل ينزل على بالسنة كما ينزل على بالقرءان وقال تعالى ﴿قل أطيعوا الله والرسول﴾ وطاعة الرسول ﷺ إنما تكون باتباع ما أمر به والانتهاء عما نهى عنه قال تعالى ﴿وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ وقال تعالى ﴿يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول﴾ أى إلى كتاب الله وحديث رسول الله ﷺ. فيعلم من ذلك أن هؤلاء الذين يدعون الإسلام ويسمون أنفسهم بالقرءانيين أو جماعة القرءان هم مكذبون لله ورسوله، لو كانوا يصدقون بالقرءان لصدقوا بحديث الرسول ﷺ فكثير من الأحكام الشرعية إنما عرفت من حديث رسول الله ﷺ كعدد ركعات الصلوات الخمس، كيف عرفنا أن صلاة الصبح ركعتان وصلاة الظهر أربع ركعات، لا يوجد هذا فى القرءان إنما عرفنا ذلك من حديث رسول الله ﷺ. والحديث المتواتر أى الذى ثبت عن الرسول ﷺ بالتواتر حجة مثل القرءان. فيقال لهؤلاء الذين لا يصدقون بحديث رسول الله ﷺ كيف عرفتم أن هذا القرءان هو الذى أنزل على الرسول ﷺ. أليس الصحابة هم الذين نقلوا القرءان عن الرسول. فكما أنهم نقلوا عنه القرءان نقلوا أيضا عنه الحديث بدليل قوله تعالى ﴿ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ أى القرءان والحديث.