ما حكم من استخف بالصلاة أو أنكر وجوبها
اعلم أن الصلاة عبادة عظيمة فمن استخف بها كفر كأن قال الصلاة ليس لها أهمية أو قال ما أصبت خيرا منذ صليت وكذا إن قال صم وصل تركبك القلة فإنه يكفر لأن التشاؤم بالصلاة يعد استخفافا بها فهؤلاء الذين يتشاءمون بالصلاة يعتقدون أن هذه العبادة العظيمة مصدر للشؤم والخسران فيعتبرونها ضارة لهم. وكذا يكفر من يقول أكون قوادا إن صليت لأنه استهزأ بالصلاة واستخف بها والقواد هو الذى يجلب الزبائن للزانيات. وكذلك لو أمره شخص بالصلاة فقال لا أصلى مستخفا بالصلاة أو قال الصلاة لا تصلح لى بقصد الاستهزاء كفر بخلاف ما لو قالت ذلك امرأة حائض بقصد أن الصلاة لا تصح منها وهى حائض فلا تكفر. ومن أنكر وجوب الصلاة المفروضة كفر لتكذيبه قول الله تعالى ﴿إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا﴾ وهذا بخلاف من يعتقد بوجوبها عليه لكنه لا يصلى فإنه لا يكفر لكن عليه ذنب كبير قال رسول الله ﷺ خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن بتمامهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد أن يدخله الجنة إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة رواه الإمام أحمد. وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة أن مرتكب المعصية الكبيرة لا يكفر إذا لم يستحلها كما ذكر ذلك الإمام أبو جعفر الطحاوى أحمد بن سلامة المصرى فى عقيدته وهى عقيدة مشهورة بين المسلمين فى الشرق والغرب العلماء يدرسونها.