ما تعريف حسن الخلق وفضله
روى البيهقى فى كتاب الآداب أن رسول الله ﷺ قال أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت فى وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه. فأفهمنا رسول الله ﷺ بأنه ضامن وكافل لمن حسن خلقه بيتا فى أعلى الجنة. وحسن الخلق معناه الإحسان إلى الناس وكف الأذى عن الناس وتحمل أذى الغير فمن تمسك بهذه الوصايا فهو من الأعلين درجة عند الله لو كان لا يصوم إلا رمضان ولا يصلى إلا الصلوات الخمس فهو كالرجل الذى يقوم الليل يصلى والناس نيام ويصوم صياما متتابعا أى يصوم الدهر، هذا وهذا درجتهما سواء هذا بحسن خلقه وذاك بكثرة الصلاة والصيام. قال رسول الله ﷺ خصلتان ما إن تجمل الخلائق بمثلهما حسن الخلق وطول الصمت رواه ابن أبى الدنيا القرشى فى كتاب الصمت، معناه هاتان الخصلتان فيهما خير كبير فالذى ينال حسن الخلق ينال مقاما عاليا ودرجة عالية عند الله لأن فى حسن الخلق مخالفة شديدة للنفس والهوى وحسن الخلق يتطلب ترك الغضب انتصارا للنفس. قال رسول الله ﷺ أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا وفى رواية أحسنهم خلقا. وليعلم أن الأنبياء هم صفوة الخلق وأخلاقهم أحسن الأخلاق قال الله تعالى فى مدح نبينا ﷺ ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ وقالت عائشة رضى الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله ﷺ كان خلقه القرءان رواه البخارى، معناه كان يتخلق بالأخلاق التى أمر بها القرءان. والقرءان يأمر بالعفو والإحسان وبكف الأذى عن الناس وبتحمل أذى الغير. سيدنا يوسف عليه السلام لما التقى بإخوته الذين ءاذوه أذى شديدا أحسن إليهم ما عاملهم بالمثل كان باستطاعته أن يرميهم فى السجن لكنه لم يفعل بل قال لهم لا تثريب عليكم اليوم سأستغفر لكم ربى معناه أنتم اليوم حسنوا عملكم وأنا أدعو الله لكم. اللهم ارزقنا الإيمان الكامل وحسن أخلاقنا.