كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيها التصريح بهذه الفتنة، كقوله صلى الله عليه وسلم: يخـرج أناس من قِبَل المشرق يقرؤون القـرءان لا يجـاوز تراقيهـم، يمرقون من الدين كما يمرق السهـم مـن الرميـة، سيماهم التحليق([1])، وهذا الحديث جاء بروايات كثيرة أكثرها في صحيح البخاري، وبعضها في غيره، ولا حاجة لنا إلى الإطالة بنقل تلك الروايات، ولا لذكر من خرَّجها، لأنها صحيحة مشهورة، ففي قوله سيماهم التحليق، تصريح بهذه الطائفة، لأنهم كانوا يأمرون كل من اتبعهم أن يحلق رأسه، ولم يكن هذا الوصف لأحد من طوائف الخوارج والمبتدعة الذين كانوا قبل زمن هؤلاء.
وكان السيد عبدالرحمن الأهدل([2]) مفتي زبيد([3]) يقول: لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية، بل يكفي في الرد عليهم قوله صلى الله عليـه وسلـم: سيماهـم التحليـق، فإنـه لم يفعلـه أحـد مـن المبتدعـة غيرهم. انتهى كلام الشيخ أحمد زيني دحلان.
([1]) رواه البخاري في صحيحه كتاب التوحيد باب قراءة الفاجر والمنافق، وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم، وأبو داود في صحيحه كتاب في سننه كتاب السنة باب: في قتال الخوارج، والنسائي في سننه كتاب تحريم الدم باب: من رفع سيفه ثم وضعه في الناس، وابن ماجه في سننه المقدمة باب: في ذكر الخوارج، وأحمد في مسنده ج3/472.
([2]) الشيخ عبدالرحمن بن سليمان الأهدل (1179هـ-1250هـ ).
([3]) بلدة في اليمن خرجت كثير من العلماء منهم الحافظ مرتضى الزبيدي.