الجمعة يناير 17, 2025

قِصَّةُ الْوَلِىِّ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ بنِ أَبِى نُعُم رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ

 

   عَبْدُ الرَّحْمٰنِ بنُ أَبِى نُعُم رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ حَبَسَهُ الْحَجَّاجُ بنُ يُوسُفَ وَضَعَهُ فِى السِّجْنِ لِيَمُوتَ بِالْجُوعِ أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ بِالْجُوعِ وَشَدَّدَ حِرَاسَةَ السِّجْنِ الَّذِى هُوَ فِيهِ مِنْ أَنْ يُدْخَلَ إِلَيْهِ بِأَكْلٍ أَوْ شَرَابٍ بِطَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ، بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا فُتِحَ السِّجْنُ الَّذِى هُوَ فِيهِ فَوَجَدُوهُ قَائِمًا يُصَلِّى، اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْطَاهُ لَذَّةً بِدُونِ أَكْلٍ وَبِدُونِ شَرَابٍ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ظَلَّ يَتَطَوَّعُ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْعِبَادَةِ فَلَمَّا أُخْبِرَ الْحَجَّاجُ بِأَنَّهُمْ وَجَدُوهُ قَائِمًا يُصَلِّى هُوَ ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ وَأَنَّهُ يَكُونُ صَارَ جِيفَةً أَىْ أَنْتَنَ وَانْتَفَخَ كَأَغْلَبِ النَّاسِ إِذَا مَاتُوا بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَنْتَفِخُونَ تَتَفَسَّخُ أَبْدَانُهُمْ يَخْرُجُ مِنْهَا الْقَيْحُ وَالصَّدِيدُ تَكُونُ رَائِحَةُ الْمَيِّتِ عَلَى حَسَبِ الْعَادَةِ مُنْتِنَةً مُنْتِنَةً جِدًّا هَذَا لَمَّا وَجَدُوهُ عَلَى خِلافِ مَا ظَنَّ هُوَ هَذَا الْحَجَّاجُ الظَّالِمُ دَخَلَ قَلْبَهُ شَىْءٌ فَأَعْفَاهُ مِنَ الْقَتْلِ مَا عَاقَبَهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَرَكَهُ أَخْلَى سَبِيلَهُ، هَذَا الْوَلِىُّ يُسَمَّى عَبْدَ الرَّحْمٰنِ بنَ أَبِى نُعُم رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.