قِصَّةُ أَصْحَابِ الْفِيلِ
وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى الْعَامِ الَّذِى غَزَا فِيهِ أَبْرَهَةُ الْحَبَشِىُّ الْكَعْبَةَ فَأَهْلَكَهُ اللَّهُ وَجَيْشَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ.
وَكَانَ أَبْرَهَةُ قَدْ بَنَى فِى الْيَمَنِ كَنِيسَةً سَمَّاهَا الْقُلَّيْس فَلَمَّا وَجَدَ أَنَّ قُلُوبَ الْعَرَبِ مَا زَالَتْ مُتَعَلِّقَةً بِالْكَعْبَةِ سَارَ بِجُنُودِهِ إِلَيْهَا لِيَهْدِمَهَا وَكَانَ مَعَهُ فِيلٌ كَبِيرٌ فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْغَارَةِ عَلَى الْمَوَاشِى فَأَصَابُوا إِبِلًا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَعَثَ أَحَدَ جُنُودِهِ إِلَى مَكَّةَ فَلَقِىَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بنَ هَاشِمٍ فَقَالَ إِنَّ الْمَلِكَ أَرْسَلَنِى إِلَيْكَ لِأُخْبِرَكَ بِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِقِتَالٍ إِلَّا أَنْ تُقَاتِلُوهُ وَإِنَّمَا جَاءَ لِهَدْمِ هَذَا الْبَيْتِ ثَمَّ يَنْصَرِفُ عَنْكُمْ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ «مَا لَهُ عِنْدَنَا قِتَالٌ وَمَا لَنَا بِهِ يَدٌ إِنَّا سَنُخْلِى بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا جَاءَ لَهُ».
رَجَعَ مَبْعُوثُ أَبْرَهَةَ وَمَعَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى أَبْرَهَةَ فَلَمَّا دَخَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَلَى أَبْرَهَةَ عَظَّمَهُ وَكَرَّمَهُ ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُ مَا حَاجَتُكَ إِلَى الْمَلِكِ فَسَأَلَهُ التَّرْجُمَانُ فَقَالَ «حَاجَتِى أَنْ يَرُدَّ عَلَىَّ مِائَتَىْ بَعِيرٍ أَصَابَهَا».
فَقَالَ أَبْرَهَةُ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُ لَقَدْ كُنْتَ أَعْجَبْتَنِى حِينَ رَأَيْتُكَ وَلَقَدْ زَهِدْتُ الآنَ فِيكَ جِئْتُ إِلَى بَيْتٍ هُوَ دِينُكَ لِأَهْدِمَهُ فَلَمْ تُكَلِّمْنِى فِيهِ وَتُكَلِّمُنِى فِي إِبِلٍ أَصَبْتُهَا.
فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ «أَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الإِبِلِ وَلِهَذَا الْبَيْتِ رَبٌّ سَيَمْنَعُهُ» فَأَمَرَ بِإِبِلِهِ فَرُدَّتْ عَلَيْهِ فَخَرَجَ فَأَخْبَرَ قُرَيْشًا وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَفَرَّقُوا فِى الشِّعَابِ وَرُءُوسِ الْجِبَالِ خَوْفًا مِنْ أَذَى الْجَيْشِ إِذَا دَخَلَ فَفَعَلُوا.
أَصْبَحَ أَبْرَهَةُ بَعْدَ أَنْ كَلَّمَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مُتَهَيِّئًا لِدُخُولِ مَكَّةَ فَبَرَكَ الْفِيلُ فَحَرَّكُوهُ لِلنُّهُوضِ فَأَبَى فَضَرَبُوهُ فَأَبَى فَوَجَّهُوهُ إِلَى الْيَمَنِ رَاجِعًا فَقَامَ يُهَرْوِلُ وَوَجَّهُوهُ إِلَى الشَّامِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَإِلَى الْمَشْرِقِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَوَجَّهُوهُ إِلَى الْحَرَمِ فَأَبَى وَأَرْسَلَ اللَّهُ طَيْرًا مِنَ الْبَحْرِ جَمَاعَاتٍ جَمَاعَاتٍ.
وَكَانَ مَعَ كُلِّ طَيْرٍ ثَلاثَةُ أَحْجَارٍ حَجَرَانِ فِى رِجْلَيْهِ وَحَجَرٌ فِى مِنْقَارِهِ وَكَانَ كُلُّ حَجَرٍ فَوْقَ حَبَّةِ الْعَدَسِ وَدُونَ حَبَّةِ الْحِمَّصِ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ جَيْشِ أَبْرَهَةَ يَنْزِلُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ فَهَلَكُوا وَلَمْ يَدْخُلُوا الْحَرَمَ.
وَمِرِضَ أَبْرَهَةُ فَتَقَطَّعَ أَنْمُلَةً أَنْمُلَةً وَمَا مَاتَ حَتَّى انْصَدَعَ صَدْرُهُ عَنْ قَلْبِهِ. وَقِيلَ كَانَ الْعَسْكَرُ سِتِّينَ أَلْفًا لَمْ يَرْجِعْ مِنْهُمْ إِلَّا أَمِيرُهُمْ فِى مَجْمُوعَةٍ قَلِيلَةٍ.
الأَسْئِلَةُ:
(1) مَتَى وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَيْنَ.
(2) مَنْ هُوَ أَبْرَهَةُ، مَاذَا فَعَلَ.
(3) لَمَّا دَخَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَلَى أَبْرَهَةَ مَاذَا حَصَلَ.
(4) كَيْفَ حَاوَلَ أَبْرَهَةُ أَنْ يَهْدِمَ الْكَعْبَةَ، مَاذَا فَعَلَ الْفِيلُ.
(5) مَا هِىَ قِصَّةُ الطُّيُورِ الَّتِى جَاءَتْ مِنَ الْبَحْرِ، مَاذَا كَانَ مَعَهَا، مَاذَا فَعَلَتْ بِجَيْشِ أَبْرَهَةَ.
(6) كَيْفَ مَاتَ أَبْرَهَةُ، كَمْ كَانَ عَدَدُ جَيْشِهِ.