فَائِدَةٌ: دُعَاءٌ
نَافِعٌ لِقَضَاءِ الدَّيْنِ:
عنْ معاذِ بنِ جبلٍ : أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ افتَقَدَهُ يومَ الجمعةِ، فلمَّا صلَّى
رسولُ اللهِ ﷺ أتى معاذًا فقالَ لهُ
النبيُّ ﷺ:
([1])
((يا مُعَاذُ مَا لِي لَمْ أَرَكَ؟)) فقالَ: يا رسولَ اللهِ، لِيَهُودِيٍ عَلَيَّ
أوقيةٌ مِنْ تِبْرٍ، فخرجتُ إليكَ فحبسني عنكَ، فقالَ لهُ رسولُ اللهِ ﷺ: ((يا
مُعَاذُ أَلَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ
مِثْلُ صُبْر أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ)) ـ وصُبْر: جبلٌ باليمنِ ـ ((فادْعُ
اللهَ يَا مُعَاذُ قُلْ: اللَّهُمَّ مَالِكَ الملْكِ تُؤْتِي الملْكَ مَنْ تَشَاءُ
وتَنْزِعُ الملْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ
بِيَدِكَ الخَيْرُ([2])
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ، وتُولِجُ
النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ، وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ الميِّتِ، وتُخْرِجَ الميِّتَ
مِنَ الحَيِّ، وتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، رَحْمَنَ الدُّنْيَا
والآخِرَةِ ورَحِيمَهُمَا تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُمَا وتَمْنَعُ مَنْ تَشَاءُ
ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ)).
دُعَاءٌ: اللَّهُمَّ يَا مَالِكَ
الملكِ يَا مَنْ يُعْطِي الملكَ مَنْ يَشَاءُ ارْحَمْنَا رَحْمَةً تُغْنِيْنَا
بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاْكَ وَتُنْجِيْنَا بِهَا مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ يَا اللهُ.
([2]) قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ﲊ ﲋ﴾ لَيْسَ
مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَالِقٌ لِلْخَيْرِ دُونَ الشَّرِّ إِنَّمَا اقْتُصِرَ عَلَى
ذِكْرِ الْخَيْرِ هُنَا لِلِاكْتِفَاءِ بِذِكْرِهِ عَنْ ذِكْرِ الشَّرِّ لِأَنَّهُ
اسْتَقَرَّ فِي عَقِيدَةِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ اللهَ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ،
وَالشَّىْءُ يَشْمَلُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ
اللهُ تَعَالَى قَبْلَ هَذِهِ الآيَةِ بِقَوْلِهِ: ﴿ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ﴾ سورة آل عمران / 26.