الإثنين أبريل 21, 2025

     عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ

     قَالَ الإِمَامُ الْهَرَرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ طُرُقَ الْخَيْرِ كَثِيرَةٌ وَبَعْضَهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ بَعْضُهَا يَكُونُ أَكْثَرَ نَفْعًا مِنْ بَعْضٍ فَيَنْبَغِى تَقْدِيمُ الأَهَمِّ فَالأَهَمِّ. فَأَهَمُّ أُمُورِ الدِّينِ وَأَوْلاهَا لِلِاهْتِمَامِ بِهِ عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّتِى عَلَيْهَا السَّلَفُ وَالْخَلَفُ. السَّلَفُ هُمْ أَهْلُ الْقُرُونِ الثَّلاثَةِ الأُولَى هَؤُلاءِ كُلُّهُمْ عَلَى مَا عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَلا يَزَالُ هَذَا مُسْتَمِرًّا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ وَعَدَ نَبِيَّهُ أَنْ لا تَضِلَّ أُمَّتُهُ وَأَنَ جُمْهُورَهُمْ لا يَضِلُّونَ أَمَّا مَنْ شَذَّ عَنْهُمْ فَهُوَ يَضِلُّ لا مَحَالَةَ لا بُدَّ فَهُوَ ضَالٌّ وَقَدْ حَصَلَ هَذَا.

     وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ أَعْظَمَ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ الَّتِى كَانَ عَلَيْهَا الصَّحَابَةُ وَمَنْ تَبِعَهُمْ وَتَوَارَثَهَا الْمُسْلِمُونَ الْخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ مُنْذُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَرْنًا، وَهَذَا الْمَذْهَبُ عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ هُوَ الَّذِى كَانَ عَلَيْهِ الْخُلَفَاءُ وَالسَّلاطِينُ. وَمِنْ جُمْلَةِ السَّلاطِينِ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى هَذِهِ الْعَقِيدَةِ الأَشْعَرِيَّةِ السُّلْطَانُ صَلاحُ الدِّينِ الأَيُّوبِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ. كَانَ السُّلْطَانُ صَلاحُ الدِّينِ الأَيُّوبِىُّ وَاسْمُهُ يُوسُفُ عَالِمًا حَافِظًا لِلْقُرْءَانِ وَحَافِظًا لِكِتَابِ التَّنْبِيهِ فِى الْفِقْهِ الشَّافِعِىِّ وَحَافِظًا لِكِتَابِ الْحَمَاسَةِ. كَانَ شَدِيدَ الِاهْتِمَامِ بِعَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ الْعَقِيدَةِ الأَشْعَرِيَّةِ. كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنِينَ أَنْ يَقْرَؤُوا الْعَقِيدَةَ الأَشْعَرِيَّةَ عَلَى الْمَآذِنِ لِيَسْمَعَ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ. ثُمَّ قَرَرَ تَدْرِيسَ كِتَابِ الْعَقِيدَةِ الأَشْعَرِيَّةِ لِلصِّغَارِ وَالْكِبَارِ حَتَّى الصِّغَارُ الَّذِينَ فِى الْكَتَاتِيبِ وَهَذِهِ الْعَقِيدَةُ هَذَا الْكِتَابُ الَّذِى يُسَمَّى حَدَائِقَ الْفُصُولِ وَجَوَاهِرَ الْعُقُولِ.