عباد الله ليسوا بالمتنعمين
عليكم بالقناعة بالقليل من الرزق فإن القناعة باليسير من الرزق سلامة الدين والدنيا، وعليكم بإكثار ذكر الموت فإنه يساعد على القناعة باليسير من الرزق والاستعداد للآخرة وإيثارِ الآخرة على الدنيا. ولنقتد بالصحابة رضوان الله عليهم فإنهم لو كانوا على مثلِ حالنا اليوم من تتبعِ الراحات وتكثيرِ المال ما انتشرَ الإسلام إلى الشرق والغرب، ولكان الإسلام مقتصرًا على الحجاز والجزيرة العربية. ترك التنعم خير عند الله لأن التنعم إذا التزمه الشخص لا يواسي غيره من المحتاجين لأنه يسعى للمحافظة على ما هو عليه من التنعم. ثم من يلازم التنعم يخشى عليه إذا قل ماله أن يمد يده إلى الحرام لئلا يفوته ذلك التنعم. لذلك الرسول لما وجه معاذ بن جبل إلى جهة ليدعو إلى الدين قال له: إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين. فإن عباد الله أي الأتقياء الزاهدين لا يتنعمون حتى لو كان الواحد في بادئ أمره عاش في تنعم كعمر بن عبد العزيز كان في رفاهية ثم لما استلم الخلافة ترك التنعم وصار من الزاهدين الصالحين. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الصالحين الذاكرين الشاكرين الزاهدين ومن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والحمد لله رب العالمين.