رِفقُ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم
الحمدُ لله والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ الله
أحْبابَنا الكرام، إنَّ الرِّفقَ خِلافُ العُنف. واللهُ عزَّ وجلَّ يُحبُّ لِعَبدِهِ المؤمنِ أنْ يأخُذَ بالرِّفقِ في أمْرِهِ كلِّهِ. فَمَنْ أرادَ أنْ يكونَ حالُهُ كذلك فَلْيَتَتَبَّعْ أخْلاقَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم.
فقدْ روى مسلمٌ في صحيحِه أنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّم قال “مَنْ يُحْرَم الرِّفقَ يُحرم الخيرَ كلَّهُ”، ولمْ تعرِف البشَرِيّةُ أكثرَ رِفقًا ولا أعظمَ حِلْمًا مِنْ سيِّدِنا محمّدٍ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه.
فقدْ لاقَى عليه الصّلاةُ والسّلامُ في سبيلِ دَعْوَتِهِ وتَبْليغِ رسالَتِهِ ما لمْ يُلاقهِ أحدٌ منَ العالَمين. آذاهُ قوْمُهُ فسَبّوهُ وضرَبوه واتّهموهُ بالسِّحرِ والجنون، بلْ حاوَلوا قَتْلَهُ. وبعدَ ذلك وفي يومِ فتْحِ مكّة حينَما تَمَكَّنَ منهُمْ وصاروا في قَبْضَتِهِ قالَ لهم “اِذهبوا فأنتُمُ الطُّلَقاء”.
إنّهُ صاحبُ القلبِ الرّحيمِ والخُلُقِ الرَّفيع الذي وصَفَهُ ربُّهُ في كتابِهِ فقال سبحانه { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
اللهمَّ صلِّ على سيِّدِنا محمّدٍ أفضلِ الخَلقِ والمُرسَلين وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الطّيِّبينَ الطّاهِرين والحمدُ للهِ ربِّ العالَمين.