رحمةُ النَّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم
الحمدُ للهِ والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ الله
كانَ الحبيبُ المصطفى صلّى اللهُ عليه وسلّم يَعْطِفُ على الأطفالِ ويَرِقُّ لهم، يُقَبِّلُهُمْ ويَضُمُّهُمْ ويُلاعِبُهُمْ ويُحَنِّكُهُمْ بالتّمرِ كما فعلَ بعَبدِ اللهِ بنِ الزُّبيْر رضيَ اللهُ عنهُ عِنْدَ وِلادَتِهِ.
فقدْ روَى البُخاريُّ أنّهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ قبَّلَ حفيدَهُ الحسَنَ بنَ عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُما، فقالَ لهُ رجلٌ “إنَّ لي عشرةً منَ الوَلَدِ ما قبَّلْتُ منْهُمْ أحَدًا”، فقالَ عليه الصّلاةُ والسّلام: “مَنْ لا يَرْحَم لا يُرْحَم”.
وكانَ صلَواتُ ربِّي وسلامُهُ عليه إذا دخلَ في الصّلاةِ فسَمِعَ بُكاءَ الصَّبِي، أسرَعَ في أدائِها وخَفَّفَها.
فقدْ روَى الإمامُ مُسلِم أنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّم قال: “إنّي لَأقومُ في الصّلاةِ أريدُ أنْ أُطَوِّلَ فيها فأسْمَعُ بُكاءَ الصَّبيِّ فأتَجَوَّزُ في صلاتِي كراهِيةَ أنْ أَشُقَّ على أُمِّهِ”.
وكانَ صلَواتُ ربّي وسلامُهُ عليه يَحْزَنُ لِفَقْدِ الأطفالِ معَ كامِلِ الرِّضا والتّسْليمِ والصّبرِ والاحْتِساب.
فقدْ روَى مُسلمٌ أنّهُ صلّى اللهُ عليه وسلّم رأى أحدَ أحْفادِهِ يَحْتَضِرُ فبَكى، فقالَ سعدُ بنُ عُبادة رضيَ اللهُ عنهُ يا رسولَ اللهِ ما هذا؟ فقال “هذهِ رَحمة جعَلَها اللهُ في قلوبِ عِبادِهِ وإنّما يرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبادِهِ الرُّحَماء”.
اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ على نبيِّكَ محمّدٍ الرؤوفِ الرَّحيمِ وعلى آلِه وأصْحابِهِ الطّاهِرين، والحمدُ للهِ ربِّ العالَمين.