رحمةُ النّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
الحمدُ للهِ والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ
لقدْ بُعِثَ سيِّدُنا محمّدٌ صلّى اللهُ عليه وسلّم رحمةً للعالَمين. وقد اتَّسعَتْ رحمْتُهُ العظيمة لِتَشْمَلَ البهائِمَ والحيوانات. فأمرَ بالرِّفقِ بها ونَهَى مالِكَها أنْ يُجِيعَها أو أنْ يُعَذِّبَها.
روى الإمام أحمد عن عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ رضيَ اللهُ عنهُما أنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ دخلَ بستانًا لرَجلٍ منَ الأنصارِ فإذا فيهِ جَمل، فلمّا رأى النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّم حنَّ الجملُ وذَرَفَتْ عَيْناهُ فأتاهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم فمَسَحَ ذِفْراه (أي موْضِعَ الأُذُنَيْنِ منْ مُؤَخَّرِ الرأسِ) فسَكَتَ الجمل، ثمَّ قالَ لِصاحبِ الجمل “أفَلا تتَّقي اللهَ في هذهِ البَهيمة التي ملَّكَكَ اللهُ إيّاها فإنّهُ شَكَى لي أنَّكَ تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ”، (أيْ تُتْعِبُهُ مِنْ كَثرةِ العملِ عليه).
وعنِ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم “دخَلَتِ امرْأةٌ النّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْها فلَمْ تُطْعِمْها ولمْ تَدَعْها تأكلُ مِنْ خَشاشِ الأرضِ”، وخَشاشُ الأرضِ أي حشراتُ الأرضِ وهوامُّها.
كما أنّهُ صلّى اللهُ عليه وسلّم نَهَى عنْ تَسْليطِ الحيواناتِ بعضِها على بعضٍ بالأذى. فقدْ روى أبو داود عنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهُما أنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ نَهَى عنِ التّحْريشِ بينَ البهائِمِ.
اللهمَّ صلِّ وسلّمْ على سيِّدِنا محمّدٍ الذي أرْسَلْتَهُ رحمةً للعالَمين وسِراجًا للمُهْتَدِين وعلى آلِهِ وصحبِهِ الطيّبينَ الطاهِرين والحمدُ للهِ ربِّ العالَمين.