ذِكْرُ رَضَاعَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّةُ (1)
وَلَدَتْ ءَامِنَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى عَامِ الْفِيلِ وَأَرْضَعَتْهُ أَوَّلَ الأَمْرِ. وَكَانَ مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ أَنْ يَجْلِبُوا الْمُرْضِعَاتِ لِأَوْلادِهِمْ وَكَانَ بَنُو سَعْدٍ فِى ضِيقٍ مِنَ الْعَيْشِ فَقَدِمُوا إِلَى قَبِيلَةِ قُرَيْشٍ لِيَأْخُذُوا الأَوْلادَ لِلإِرْضَاعِ بِالأُجْرَةِ فَعُرِضَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُرْضِعَاتِ فَلَمْ تَرْضَ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِأَخْذِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَتِيمًا وَكَانَتْ كُلُّ مُرْضِعَةٍ تَأْمَلُ أَنْ تَحْظَى بِوَلَدٍ مِنْ أَوْلادِ الأَغْنِيَاءِ فَأَخَذَتْ كُلُّ مُرْضِعَةٍ وَلَدًا وَلَمْ يَبْقَ سِوَى النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَتْهُ حَلِيمَةُ.
وَقَدْ ذَكَرَتْ حَلِيمَةُ أَمْرَ رَضَاعِهِ مِنْهَا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فَقَالَتْ خَرَجْتُ فِى نِسْوَةٍ مِنْ بَنِى سَعْدِ ابْنِ بَكْرٍ نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ عَلَى أَتَانٍ لِى [أَىْ أُنْثَى الْحِمَارِ] فِى سَنَةِ قَحْطٍ لَمْ تُبْقِ لَنَا شَيْئًا وَمَعِى زَوْجِي وَمَعَنَا نَاقَةٌ وَاللَّهِ لا نَحْلُبُ مِنْهَا قَطْرَةَ لَبَنٍ وَاحِدَةً وَمَعِى صَبِىٌّ لِى لا نَنَامُ لَيْلَتَنَا مِنْ بُكَائِهِ وَمَا فِى ثَدْيَىَّ مَا يُشْبِعُهُ. فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ لَمْ يَبْقَ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَأْبَاهُ لِأَنَّنَا كُنَّا نَرْجُو كَرَامَةَ الرَّضَاعَةِ مِنَ الْوَالِدِ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتِيمًا وَكُنَّا نَقُولُ يَتِيمٌ مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ أُمُّهُ بِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ صَوَاحِبِى امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ صَبِيًّا غَيْرِى فَكَرِهْتُ أَنْ أَرْجَعَ وَلَمْ ءَاخُذْ شَيْئًا وَقَدْ أَخَذَتْ صَوَاحِبِى فَقُلْتُ لِزَوْجِى وَاللَّهِ لَأَرْجِعَنَّ إِلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ.
الأَسْئِلَةُ:
(1) هَلْ أَرْضَعَتْ ءَامِنَةُ الرَّسُولَ أَوَّلَ الأَمْرِ.
(2) لِمَاذَا لَمْ تَرْضَ الْمُرْضِعَاتُ أَنْ تَأْخُذَ الرَّسُولَ، مَا مَعْنَى يَتِيمٍ.
(3) مَا اسْمُ مُرْضِعَةِ الرَّسُولِ، مِنْ أَىِّ قَبِيلَةٍ.
(4) كَيْفَ أَخَذَتْ حَلِيمَةُ النَّبِىَّ لإِرْضَاعِهِ، مَاذَا قَالَتْ لِزَوْجِهَا.