ذِكْرُ رَضَاعَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّةُ (2)
قَالَتْ حَلِيمَةُ فَأَتَيْتُهُ فَأَخَذَتْهُ وَرَجَعْتُ إِلَى رَحْلِى فَقَالَ زَوْجِى قَدْ أَخَذْتِهِ فَقُلْتُ نَعَمْ وَاللَّهِ وَذَلِكَ أَنِّى لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ فَقَالَ أَصَبْتِ فَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فِيهِ خَيْرًا. قَالَتْ حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّةُ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ جَعَلْتُهُ فِى حِجْرِى حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِى بِمَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ اللَّبَنِ فَشَرِبَ حَتَّى رَوِىَ وَشَرِبَ أَخُوهُ (تَعْنِى ابْنَهَا) حَتَّى رَوِىَ وَقَامَ زَوْجِى إِلَى نَاقَتِنَا مِنَ اللَّيْلِ فَإِذَا بِهَا حَافِلٌ [أَىْ ضَرْعُهَا مَلْآنُ بِاللَّبَنِ]، فَحَلَبْنَا مِنَ اللَّبَنِ مَا شِئْنَا وَشَرِبْنَا حَتَّى رَوِينَا وَبِتْنَا لَيْلَتَنَا تِلْكَ شِبَاعًا وَقَدْ نَامَ صَبِيَّانَا. فَقَالَ لِى زَوْجِى وَاللَّهِ يَا حَلِيمَةُ مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ أَصَبْتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً وَقَدْ نَامَ صَبِيَّانَا وَرَوِيَا. قَالَتْ ثُمَّ خَرَجْنَا فَسَبَقَتْ حِمَارَتِى الرَّكْبَ كُلَّهُ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ وَيْحَكِ تَمَهَّلِى أَلَيْسَتْ هَذِهِ حِمَارَتُكِ الَّتِى خَرَجْتِ عَلَيْهَا فَأَقُولُ بَلَى وَاللَّهِ وَهِىَ لا تَزَالُ قُدَّامَنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَنَازِلَنَا مِنْ حَاضِرِ بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ فَقَدِمْنَا عَلَى أَجْدَبِ أَرْضٍ [وَالْجَدْبُ ضِدُّ الْخِصْبِ] فَوَالَّذِى نَفْسُ حَلِيمَةَ بِيَدِهِ إِنْهُمْ كَانُوا لَيَسْرَحُونَ أَغْنَامَهُمْ إِذَا أَصْبَحُوا وَيَسْرَحُ رَاعِى غَنَمِى فَتَرْجِعُ غَنَمِى سَمِينَةً ضُرُوعُهَا مَلِيئَةٌ بِاللَّبَنِ وَتَرْجِعُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا بِهَا مِنَ اللَّبَنِ فَنَشْرَبُ مَا شِئْنَا مِنَ اللَّبَنِ وَمَا فِى الْحَاضِرِ أَحَدٌ يَحْلُبُ قَطْرَةً وَلا يَجِدُهَا.
الأَسْئِلَةُ:
(1) لَمَّا أَخَذَتْ حَلِيمَةُ الرَّسُولَ لإِرْضَاعِهِ مَاذَا قَالَ زَوْجُهَا.
(2) مَاذَا رَأَتْ مِنْ بَرَكَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3) مَاذَا حَصَلَ لِدَابَّةِ حَلِيمَةَ وَأَغْنَامِهَا.
(4) مَا مَعْنَى ضَرْعُهَا حَافِلٌ أَىِ النَّاقَةِ.