السبت أكتوبر 12, 2024

الرجل إذا جمع المالَ الكثيرَ من الحلال بنية أن ينفعَ المحتاجين ويعملَ به العملَ الذين ينفعُه في الآخرة فهذا مرغوبٌ فيه وكذلك إذا إنسانٌ جمع المال لأولاده إلى حدِّ أنهم لا يحتاجون بعد وفاته للتعرض للناس من الفاقة فهذا مطلوب. أما أن يترك لهم ملايين الدولارات وهو يعلم أنه بين المسلمين ما هو بحاجة فهذا أمرٌ لا يحبه الله. ليترك لأولاده قدرَ ما يحفظُهم من الفقر والفاقة بحيث لا يحتاجون إلى الاستعطاء من الناس. أما إن ترك لهم الملايين هذا شيء لا يحبه الله لأنه لا بد أنه يوجد بين المسلمين من هم أهلُ الفاقة والأرامل والأيتام، نظره لهذه الجهة خير له أن يمتع أولاده بهذه الملايين. وأما لو ترك الوالد لولده ما يشتري به بيتا فلا بأس بذلك، فلو ترك الوالد لكل ولد مائتي ألف دولار فلا بأس بذلك لأن هذا يمنعه للولد من الطمع في الناس، يكفي لشراء بيت وعمل مهنة تكفيه، أما لو ترك للولد الواحد عدة ملايين فهذا لا خير فيه. ليس أمرًا مرغوبًا فيه شرعًا ولكنه ليس حرامًا لكن إن علم من هم من المسلمين في حال الضرورة وخزن هذا المال الكثير بنية أن ينتفع به أولاده لا يجوز له. ثم كثير من الأولاد يطلُعون فاسقين، إذا مات والدهم لا يستغفرون له. الأولاد مطلوب على الدوام أن يترحموا على والدهم ووالدتهم ويستغفروا لهما كما قال تعالى: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. قليل اليوم من إذا فرغ من عمله بالنهار يذكرُ أن يستغفرَ لأهل البرزخ من أهله ويترحمَ عليهم. أكثرُهم اليوم إذا انتهَوا من أعمالهم يشتغلون بالتلفزيون بدلًا من أن يشتغلوا بما ينفعهم لآخرتهم. فلا حول ولا قوة إلا بالله. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يلطف بنا وبأولادنا وأن يرحمنا ويكفيَنا وأولادَنا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه والحمد لله رب العالمين.