تكلم عن صفة السمع لله
يجب اعتقاد أن الله يسمع بسمعه الأزلى كل المسموعات فهو تبارك وتعالى يسمع كلامه الأزلى وكلام المخلوقات وأصواتهم بلا أذن ولا ءالة أخرى قال الله تعالى ﴿ليس كمثله شىء وهو السميع البصير﴾. قدم الله تعالى قوله ﴿ليس كمثله شىء﴾ على قوله ﴿وهو السميع البصير﴾ حتى لا يتوهم متوهم أن سمع الله وبصره كسمع وبصر غيره. قال الإمام أبو زرعة العراقى فى الغيث الهامع شرح جمع الجوامع أول هذه الآية تنزيه (أى نفى ما لا يليق بالله عن الله) وءاخرها إثبات (أى إثبات ما يليق بالله وهو السمع والبصر) وصدرها (أى أولها) رد على المجسمة (الذين شبهوا الله بخلقه فنسبوا إليه الجسم) وعجزها (أى ءاخرها) رد على المعطلة (الذين نفوا الصفات عن الله). نزه الله نفسه عن مشابهة المخلوقات ثم أثبت الصفات لنفسه فكان أول الآية تنزيها وردا على المجسمة وءاخر الآية إثباتا للصفات وردا على المعطلة. أما الدليل العقلى على اتصاف الله بالسمع فهو أنه تعالى لو لم يكن متصفا بالسمع لكان متصفا بالصمم وهو نقص على الله والنقص عليه محال.