محمد بن عبد الوهاب خرج منذ ما يقرب من مائتي سنة، من نجد الحجاز من حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: هناك الزلزال والفتن وبها يطلع قرن الشيطان. رواه البخاري ؛ وقد كان في بداية أمره من طلبة العلم في المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان أبوه رجلاً صالحاً من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان.
وكان والد هذا الرجل ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغٌ وضلال، مما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزعاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذرون الناس منه، فحقق الله فراستهم فيه، لما ابتدع ما ابتدعـه مـن الزيـغ والضلال، الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين، وتوصل بذلك إلى تكفير المسلمين.
فمن اعتقاداته الفاسدة التي خالف فيها الأمة المحمدية تحريم شد الرحال لزيـارة قبـر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريم، وعقيدة التجسيم في الله والتحيز في جهة، وحرم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وكان ينهى عن الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويتأذى من سماعها، وينهى عن الإتيان بها ليلة الجمعة، وعن الجهر بها بعد الأذان على المآذن ويؤذي من يفعل ذلك، ويعاقبه أشد العقاب وربما قتله، وكان يقول: إن الربابة في بيت الخاطئة (الزانية) أقل إثماً ممن ينادي بالصلاة على النبي على المآذن، ويُلبِّس على أصحابه بأن ذلك كله محافظة على التوحيد، راجع كتاب روضة المحتاجين لمعرفة قواعد الدين ص284.
ومن أقبح كفرياته أنه كان ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم كثـيراً، بعبارات مختلفة، ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد، فمنها قوله إنــه صلى الله عليه وسلم طارش، والطارش في لغة أهل الشرق – هو – المرسل من قوم إلى آخرين، فمراده أنه صلى الله عليه وسلم حامل كتب، أي غاية أمره أنه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره في أمر ليبلغهم إياه ثم ينصرف، وكان أتباعه يقولون ذلك بحضرته وهو يُظهر لهم الرضى، قال له واحدٌ منهم: عصاي هذه خير من محمد لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ومحمد قد مات، ولم يبق فيه نفع أصلاً وإنما هو طارش وقد مضى، ولا شك أن – هذا الكلام – كفر بالإجماع. المصدر السابق ص285، وتكفير من يدعو الله متوسلا ًبالنبي كقول الداعي الموحد: اللهم بجاه حبيبك محمد يسر أمري، و بذلك يكون الوهابية الأنجاس قد جعلوا اللواط والزنى وأكل الخنزير وشرب الخمر أخفّ من التوسل بالنبي والعياذ بالله!!