الأحد مارس 16, 2025

ها نحن هنا سنذكر بعض العلماء الذين ردوا على محمد بن عبدالوهاب لترى أخي القارئ أن التلميذ يسير على خطى أستاذه:

1-  الأمير الصنعاني([1]) صاحب كتاب سبل السلام، وقد كان مدحه أولاً من باب تحسين الظن، فألَّف في مدحه قصيدة مطلعها:

                سلامٌ على نجد ومن حلَّ في نجــــــــد

                                وإن كان تسليمي على البعد لا يُجدي

      وقد اشتهرت هذه القصيدة فطارت كل مطار، ثم لما بلغه ما عليه ممدوحه من سفك الدماء ونهب الأموال، والتجرئ على قتل النفوس ولو بالاغتيال، وإكفار الأمة في جميع الأقطار، رجع عن تأييده وقال:

                رجعت عن القول الذي قلت في النجدي

فقد صح لي عنه خلاف الذي عنـــــدي                 

                ظننت به خيراً فقلت عسى عســـــــــى

نجد ناصحاً يهدي العباد  ويستهـــــــدي                  

                لقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنـــــا

وما كلّ ظنّ للحقائـق لي يهــــــــــــدي                      

                وقد جاءنا من أرضه الشيخ مِرْبـَــــــــدُ

فحقّق من أحواله كل ما يبـــــــــــــدي                       

                وقد جاء من تأليفه برسائــــــــــــــــل

يكفر أهل الأرض فيها على عمـــــــــدِ                    

                ولفّق في تكفيرهم كل حجــــــــــــــة  

تراها كبيت العنكبوت لدى النقـــــــــدِ                     

      إلى آخر القصيدة، ثم شرحها شرحاً يكشف أحوال ابن عبدالوهاب من الغلو والإسراف في القتل والنهب، وسمى كتابه:

             * إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبدالوهاب.

2-  شيخ ابن عبدالوهاب محمد بن سليمان الكردي([2])، كما نقل ذلك عنه أحمد زيني دحلان([3]) في كتابه الفتوحات الإسلامية بعد الفتوحات النبوية([4]).

3-  أخوه الشيخ سليمان بن عبدالوهاب برسالتين المتوفى 1210هـ.

             * الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية.

             * فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبدالوهاب.

4-  الشيخ ابن عابدين الحنفي([5]).

             * رد المحتار على الدرالمختار أو ما يعرف بحاشية ابن عابدين([6]).

5-  مفتي الحنابلة الشيخ محمد الحنبلي([7]) في مكة في كتابه:

             * السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، قال فيه([8]) عند ترجمة عبدالوهاب بن سليمان: وهو والد محمد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الآفاق، لكن بينهما تباين، مع أن محمداً لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمـن عاصـر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبان على ولده محمد، لكونه لم يرضَ أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته، ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر فقدر الله أن صار ما صار.

             وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ محمد، كان منافياً له في دعوته، ورد عليه رداً جيداً بالآيات والآثار، لكون المردود عليه لا يقبل سواهما، ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدماً أو متأخراً، كائناً من كان، غير الشيخ تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم([9])، فإنه يرى كلامهما نصاً لا يقبل التأويل، ويصول به على الناس وإن كان كلامهمـا علـى غـير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه ((فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبدالوهاب )).

             وسلَّمه الله من شرّه ومكره مع تلك الصولة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد وردَّ عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة، يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلاً، لقوله بتكفير من خالفه واستحلال قتله، وقيل إن مجنوناً كان في بلدة، ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمدٌ أن يُعطى سيفاً ويُدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه، فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه، فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين، ويكررها مراراً، ولا شك أن هذه من الكرامات. انتهى كلام مفتي الحنابلة.

6-  الشيخ أحمد زيني دحلان مفتي الشافعية في مكة المتوفى 1304هـ في:

             * كتابه الفتوحات الإسلامية بعد الفتوحات النبوية([10]).

             * كتابه الدرر السنية في الرد على الوهابية.

7-  محمد السوقية([11]) في كتابه:

             * تبيين الرد والصواب بالرد على أتباع محمد بن عبدالوهاب.

8-  مصطفى الشطي([12]) في كتابه:

             * النقول الشرعية في الرد على الوهابية.

9-  محسن الأمين الحسيني العاملي في كتابه:

              * كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبدالوهاب.

10-  عبدالقادر بن محمد بن سليم الكيلاني الاسكندراني في كتابه:

            * النفحة الزكية في الرد على شبه الوهابية.

11-  الشيخ رضوان العدل بيبرس الشافعي في كتابه:

             * روضة المحتاجين لمعرفة قواعد الدين.

12- الشيخ عبدالله الحبشي حفظه الله في كتاب:

             * المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية وغيره من كتبه.

        وكثير غير هؤلاء العلماء ممن عاصره وجاء بعده، ولم نسرد أسماءهم لأننا وجدنا في هؤلاء كفاية، فمنهم شافعي وحنفي وحنبلي، اللهم اجعلنا مع جمهور علماء الإسلام.

([1]) محمد بن إسماعيل الصنعاني المعروف بالأمير (1099هـ-1182هـ ).

([2]) الشيخ محمد بن سليمان الكردي (1127هـ-1194هـ ).

([3]) مفتي الشافعية في مكة الشيخ أحمد زيني دحلان (1232هـ-1304هـ ).

([4]) انظر كتاب الفتوحات المكية ج2/232.

([5]) الشيخ محمد أمين بن عابدين الحنفي (1198هـ-1252هـ ).

([6]) في ج4/262.

([7]) الشيخ ابن حميد محمد بن عبدالله النجدي الحنبلي (1236هـ-1295هـ ).

([8]) السحب الوابلة ص275.

([9]) محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية (691هـ-751هـ ).

([10]) في ج2/228-240.

([11]) محمد توفيق نجيب السوقية (ت 1339هـ ).

([12]) مصطفى بن أحمد بن حسن الشطي (ت 1347هـ ).