الجمعة مايو 16, 2025

باب ما يَقُولُ إِذَا مَرَّ بآيَةٍ فِيهَا سُؤَالٌ أَوْ رَحْمَةٌ
أَوْ عَذَابٌ أَوْ غَيْرُهَا

  • عن إسماعِيلَ ابنِ عُلَيّةَ([1]) عن أعرابِيّ مِن أهلِ البادِيةِ، وفي روايةِ أحمدَ: سَمِعتُه مِن رجُلٍ مِن أهلِ الباديةِ، قال: سَمِعتُ أبا هُريرةَ رضي الله عنه يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ r: «مَن قَرَأ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} فَأَتَى علَى ءاخِرِها {فَبِأَيِّ حَدِيثِ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} فَلْيقُلْ: ءامَنْتُ باللهِ، وَمَنْ قَرَأَ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فَأَتَى علَى ءاخِرِها {أَلَيسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فَلْيَقُلْ: بَلَى وَأَنا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِين، وَمَنْ قَرَأَ: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} فَأَتَّى عَلَى ءاخِرِها {أَلَيْسَ ذٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحيي الْمَوْتَى} [سُورة القيامة: 40] فَلْيَقُلْ: بَلَى». لفظُهما([2]) مُتقارِبٌ وأكثَرُ السِّياقِ للحُمَيدِيّ. هذا حدِيثٌ حسَن يَتقوَّى بكَثرةِ طُرُقِه، أخرجَه أبو داود وأحمدُ والحُمَيدِيُّ.
  • عن عَمرِو بنِ قَيسٍ أنّه سَمِعَ عاصِمَ بنَ حُميدٍ يقول: سَمِعتُ عَوفَ بنَ مالكٍ رضي الله عنه يقُول: قُمتُ معَ النَّبِيّ r فبَدَأَ فاسْتاكَ وتَوضَّأَ، ثُمّ قامَ فصَلَّى فاستَفْتَحَ البَقَرَةَ لا يَمُرُّ بآيةِ رَحمَةٍ إَلّا وقَفَ فسأَلَ([3])، وَلا يَمُرُّ بآيةِ عَذابٍ إلّا وَقَفَ فتَعَوَّذَ([4]). هذا حدِيثٌ حسَن أخرجَه أحمد.
  • عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهُما أنّ النّبيِّ r كانَ إذَا قَرَأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّك الْأَعْلَى} قال: «سُبْحانَ رَبِّي الأَعْلَى»([5]). هذا حدِيثٌ حسَن أخرجَه أبو داود.
  • عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهُما قال: «إذَا قَرَأْتَ: {سَبِّحَ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلىْ} فَقُلْ: سُبحانَ رَبِّي الأَعلَى، وإذَا قَرَأْتَ: {ألَيْسَ ذَلِكَ بِقادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فَقُلْ: سُبْحانَكَ بَلَى». هذا موقوف صحيح أخرجه عبدُ بنُ حُمَيدٍ.

[1])) وعُلَيّةُ اسمُ أُمِّه، أمّا هو فإسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ مِقْسَمٍ الأسَدِيّ مَولاهُم البِصريّ.

[2])) يعني: روايةَ الحُمَيديّ وأحمدَ.

[3])) قال الشّهاب الرَّملي في شرح أبي داود (4/684): «وقَفَ عن القِراءة فسَألَ اللهَ تَعالَى مِن فَضلِه العَظِيم».

[4])) قال الشّهاب الرَّملي في شرح أبي داود (4/684): «أي: تَعوَّذَ باللهِ مِن عذَابِه».

[5])) قال شيخنا رحمه الله: «مَعناهُ: أُنزِّهُ رَبِّي عزَّ وجلَّ الّذِي هُو أعلَى مِن كُلِّ عليٍّ، أي: علُوَّ قَدرٍ لا عُلُوَّ حَيِّزٍ لأنّ الشأن في عُلوّ القَدر ليسَ في عُلُوّ الحيِّز والمكانِ».