الإثنين أبريل 21, 2025

باب ما يَقُولُ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا أَوْ نَعْلًا وَما أَشْبَهَهُ

  • عن سَهلِ بنِ مُعاذِ بنِ أنسٍ الجُهَنِيّ عن أبِيه رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فقالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي كَسانِي هَذا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ، غَفَرَ اللهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أبو داود.
  • عن أبي سَعيدٍ الخُدريّ رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا اسْتَجَدَّ ثَوبًا([1]) سَمّاه باسْمِه قَميصٌ أو عِمامةٌ أو رِداءٌ ثُمّ يقولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ ما صُنِعَ لَه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أحمد.
  • وبالسّنَدِ الماضِي إلى الطَّبَرانيّ في «الدُّعاءِ» حدّثنا مُعاذُ بنُ المثَنّى حدّثنا مُسدَّدٌ حدّثنا عيسَى بنُ يونسَ عن سَعيدٍ الجُرَيرِيّ فذكَره لكنّه قال: «كَسَوْتَنِي هَذا الثَّوْبَ فَلَكَ الحَمْدُ» ولَم يَقُل قَميصٌ أو عِمامَةٌ أو رِداءٌ، والباقي سَواءٌ. أخرجه أبو داود عن مُسدَّدٍ، ورِجالُه رجالُ الصّحِيح لكِنَّ الجُرَيرِيَّ اختَلَط.
  • عن أبي أُمامةَ رضي الله عنه قال: لَبِسَ عمَرُ رضي الله عنه ثَوبًا جدِيدًا فقال: «الحَمْدُ للهِ الّذِي كَسانِي ما أُوراِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَياتِي»، ثُمّ قال: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُول: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أَخْلَقَ([2]) فَتَصَدَّقَ بِهِ كَانَ فِي حِفْظِ اللهِ وَفِي كَنَفِ اللَّهِ([3]) وَفِي سَتْرِ اللهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا([4])». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أحمد.
  • عن أبِي أُمامةَ قال: كان عمَرُ بنُ الخطَّاب رضي الله عنه جالِسًا يَومًا في جَمعٍ مِن أصحابِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ دَعا بقَميصٍ جَديدٍ فلَبِسَهُ فما أحسِبُه بلَغَ تَراقِيَه([5]) حتّى قال: «الحَمدُ للهِ الّذي كَسانِي ما أُوَارِي([6]) بِه عَوْرَتي وأتَجمَّلُ بِه في حَياتِي»، ثُمّ قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَبِسَ ثَوبًا جِدِيدًا فقال ما قُلتُ ثُمّ قال: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِه([7])، ما مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَلْبَسُ ثَوْبًا جَدِيدًا ثُمَّ يقُولُ مِثْلَ ما قُلْتُ ثُمَّ يَعْمِدُ([8]) إلَى سَمَلٍ([9]) مِنْ أَخْلاقِهِ([10]) الَّذِي وَضَعَ فَيَكْسُوَهُ إنْسانًا مُسْلِمًا فَقِيرًا لا يَكْسُوهُ إِلَّا للهِ تَعالَى لَمْ يَزَلْ فِي حِرْزِ اللهِ وَفِي ضَمانِ اللهِ([11]) وَفِي جِوارِ اللهِ([12]) ما دامَ عَلَيهِ مِنْهُ سِلْكٌ([13]) واحِدٌ حَيًّا وَمَيِّتًا». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه الحاكمُ واعتذَرَ عن تَخرِيجه فقال: لَم يَحتجَّ الشّيخانِ بهذا الإسناد، وإنّما أخرَجْتُه لِيَرغَب الـمُسلِمُون في استِعماله.

[1])) أي: لَبِسَ ثوبًا جديدًا.

[2])) أي: أَبَلى. قال إبراهيمُ الحربيُّ في غَرِيب الحدِيث (1/24): «الخَلَقُ الثَّوْبُ البالِي».

[3])) قال الحافظ العسقلانيّ في الفتح (8/462): «أي: في سِتْرِه». وقال الحافظ السُّيوطي في قُوت الـمُغتذي (2/961): «أي: في ظِلّ رَحمتِه».

[4])) قال الملّا عليّ في المرقاة (7/2793): «بتَشدِيد الياء ويُخفَّفُ أي في الدُّنيا والآخِرة».

[5])) قال ابن الأثير في النهاية (1/187): «التّراقِي جَمع تَرقُوه وهي العَظمُ الّذي بين ثُغْره النَّحر والعاتِق».

[6])) أي: أَستُرُ.

[7])) أي: أَحلِفُ باللهِ الّذي نَفْسِي تحتَ مَشِيئَتِه وتَصرُّفِه، واللهُ مُنزَّه عن الجارحةِ والعُضو.

[8])) أي: يَقْصِد.

[9])) قال الحافظُ ابن حجر (11/65): «سَمَل بفَتحتَين وهو الثّوبُ البالي».

[10])) أي: ما أَبلاهُ مِن الثَّوب.

[11])) أي: فِي حِفْظِ اللهِ.

[12])) قال شيخنا رحمه الله: «أي: في حِفظِ الله».

[13])) السِّلكةُ الخَيطُ الّذي يُخاطُ به الثّوبُ، وجَمعُه سِلْكٌ.