الإثنين أبريل 21, 2025

باب ما جاءَ فِي صِفَةِ الصَّلاةِ

  • عن علِيّ بنِ علِيّ بنِ خَلّادٍ الزُّرَقِيّ عن أبِيه عن عَمِّه رِفاعةَ – وكان رِفاعةُ ومالِكٌ ابْنَا رافِعٍ بَدرِيَّينِ – قال: كُنتُ جالِسًا عِندَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الـمَسجِد، إذْ دَخَل رجُلٌ فصَلَّى ثُمّ جاءَ فَسَلَّم علَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعلَى القَومِ فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَعَلَيْكَ([1])، ارْجِعْ فصَلِّ فَإِنَّكَ لَم تُصَلِّ»، قال: فَرجَع الرّجُلُ فصَلَّى ورَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُهُ([2]) لا يُدرَى ما يَعِيبُ مِن صَلاتِه، ثُمّ جاءَ الرّجُلُ فسَلَّمَ علَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعلَى القَومِ فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فذكَر له ذلكَ إمّا مرّتَينِ([3]) وإمّا ثَلاثًا، فقال الرّجُلُ: لا أَدرِي ما عِبْتَ علَيَّ مِن صَلاتِي فأَرِني وعَلِّمْنِي، فقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ([4]) كَمَا أَمَرَهُ اللهُ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَيَمْسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ([5]) إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمّ يُكَبِّرُ فَيَحْمَدُ اللهَ ثُمّ يَقْرَأُ ما أَذِنَ اللهُ له فِيهِ وَتَيَسَّرَ، ثُمّ يُكَبِّرُ ويَرْكَعُ فَيَضَعُ كَفَّيهِ عَلَى رُكْبَتَيهِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفاصِلُهُ وَتَسْتَرْخِيَ([6]) ثُمّ يَرْفَعُ فَيَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ([7])، ويَسْتَوِي قائِمًا وَيُقِيمُ صُلْبَه([8]) حَتَّى يَأْخُذَ كُلُ عُضْوٍ مَأْخَذَه، ثُمّ يُكَبِّرُ فَيَسْجُدُ حَتَّى تَطمَئِنَّ مَفاصِلُهُ([9]) وتَسْتَرْخِيَ وَيُمَكِّن جَبْهَتَهُ»، أو قال: «وَجْهَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَسْتَوِي قَاعِدًا وَيُقِيمُ صُلْبَهُ، ثُمّ بَقِيّةُ الصَّلَاةِ هَكَذَا»، ثُمّ قال: «لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُم حَتَّى يَفْعَلَ ذَلِكَ». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه البُخاريّ في «التارِيخ» وأبو داودَ.

[1])) قال السِّنديّ في حاشيته على ابن ماجه (1/327): «أي: وعليكَ السّلامُ، والظاهر: أنّ الاختِصارَ مِن الرُّواة كما يَدُلّ علَيه رِواياتُ الحدِيثِ، ويَحتمِلُ أنّه قال ذلك لِبَيانِ جَزاءةِ الاكتفاءِ في الرَّدّ على هذا القَدْرِ، ولذلكَ استدَلَّ بِه بَعضُهم على ذلكَ».

[2])) أي: يُتابِعُ النّظَر إليه.

[3])) قال شيخنا رحمه الله: «في المرَّتَين الأُولتَين كان يظُنّ أنّه يَعرِفُ ولَم يُحسِنْ، ثمّ في المرّةِ الثالِثةِ عَلِمَ أنّه لا يُحسِنُ لأنّه قال له: عَلِّمْني».

[4])) أي: يُتِمَّه.

[5])) أي: ويَغسِلَ رِجلَيه.

[6])) أي: تَسكُنَ عن الحرَكةِ، قاله الشّهابِ الرَّمليّ في شرح أبي داود (4/657).

[7])) قال شيخنا رحمه الله: «معناه: اللهُ يَتقبّلُ حَمْدَ مَن حَمِدَه».

[8])) أي: مُنتصِبًا.

[9])) أي: مِن حرَكةِ الهُوِيّ، قاله الشّهاب الرَّمليّ في شرح أبي داود (4/657).