الأربعاء مايو 14, 2025

باب ما جاءَ في أَكْثَرِ دُعاءِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

  • عن إسحاق بن راهَويهِ وعُبَيدٍ القَوارِيريّ قالا: حدّثنا إسماعيلُ ابنُ إبراهيمَ ابنُ عُلَيّةَ([1])، زاد القَواريريُّ قال: وحدّثنا عبدُ الوارثِ بنُ سعِيد كلاهما عن عبد العزيز بنِ صُهيبٍ قال: سألَ قَتادةُ أنسَ بنَ مالكٍ رضي الله عنه: أيُّ دُعاءٍ كانَ يَدعُو بِه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أكثَرَ؟ قال: كانَ أكثَرُ دَعوةٍ يَدعُو بها يقُول: «اللَّهُمَّ ءاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً([2]) وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ([3])»، زاد أبو خَيثَمةَ وإسحاقُ في روايتِهما: وكان أنَسٌ إذَا أرادَ أنْ يَدعُوَ بدَعوةٍ دَعا بِها، وإِذَا أرادَ أنْ يَدعُوَ بدُعاءٍ دَعا بِها فِيه.
  • عن ثابتٍ البُنانِيّ أنّهم قالوا لأنَس بنِ مالكٍ رضي الله عنه: ادْعُ لنا بدُعاءٍ، قال: «اللَّهُمَّ ءاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» فقالوا له: زِدْنا، فأعدَها، فقالوا له: زِدْنا، فقال: ما تُريدُونَ؟ سألتُ اللهَ لكُم خَيرَ الدُّنيا والآخِرةِ. قال أنسٌ: وكان رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ أنْ يَدعُو بِها. حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه البُخارِيّ.

[1])) وعُلَيّةُ اسمُ أُمِّه، أمّا هو فإسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ مِقْسَم الأسَدِيّ مَولاهُم البِصريّ.

[2])) قال شيخنا رحمه الله: «معنَى: (ءاتِنا فِي الدُّنْيا حَسنَةً) الأعمالَ الصالِحةَ أي: ءاتِنا عمَلًا صالِحًا. (وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً) الأعمالَ الصالِحةَ، أي: ءاتِنا عمَلًا صالِحًا. (وَفِي الآخِرَةِ حَسَنةً)، أي: ارزُقْنا الجنّةَ. قال الحسَنُ البصريُّ: الحسَنةُ في الدُّنيا الزَّوجَةُ الصّالِحةُ، وفي الآخرةِ الجنّةُ».

[3])) قال الملّا عليّ القاري في المرقاة (5/1722): «(وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، أي: احفَظُنا مِنه وما يُقرِّبُ إلَيهِ».