باب ذكر السابقين للإسلام
أي الذين دخلوا في هذا الدين في ابتداء الدعوة.
مِنَ الرجالِ ابنُ أبي قُحافة *** قالَ بهِ حَسانُ في القصيدة
وعدةٌ من الصحابة الألى *** وفَّوْا وتابِعُوهم ممن تلى
اختُلف في أول من اسلم، وأقربُ ما قيل فيه إن الأول من الرجال البالغين الأحرار الصديق الأكبر عتيق هو عبد الله بن أبي قحافة بن عامر كما قال بذلك حسان بن ثابت الأنصاري في قصيدته بقوله:
إذا تذكرت شجوًا من أخي ثقةٍ *** فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها *** بعد النبي وأوفاها بما حملا
والتالي الثاني المحمود مشهده *** وأول الناس منهم صدق الرسلا
ولما أسلم أظهر إسلامه ودعا إلى الله وإلى رسوله مَنْ وثق به مِنْ قومه وممن يغشاه وكان المصطفى يقول: “ما دعوتُ أحدًا إلى الإسلام إلا كانت عنده فيه كبوة إلا ما كان من أبي بكر ما عكم” [1] بالتحريك أي ما تحبّس ولا انتظر ولا عدل منه حين ذكرته له. ثم تتابع الناس في الدخول في الإسلام أرسالًا، فأسلم بعده عدة من الأكابر الأولين الذين وفوا أي عملوا بما دعاهم إليه أبو بكر من الإيمان بالله ورسوله منهم عثمان وغيره ممن يأتي، وأسلم بإسلامهم أتباعهم وهو مراد الناظم بقوله: “تابعوهم” وهو بكسر الموحدة بعد الألف. وقوله: “الألى” بضم الهمزة المقصورة أي الأولين، وقوله: “وفّوا” بالتشديد بضبطه، وقوله: “ممن تلى” أي ممن تبع أبا بكر في الإسلام، وكان إسلام أبي بكر أعظمهم غناءً ونفعًا للإسلام فإنه كان صدرًا رئيسًا في قريش ذا مال سخيًا يبذله في نصرة الدين داعيًا إليه من قدر عليه.
خديجةَ اذكر أولَ النسوان *** عليًا اعدُد أول الصبيان
وعمره ثمان أو فعشر *** أو ست أو خمس وقيل أكثر
مِنَ الموالي زيدٌ بن حارثهْ *** كان مجالسًا لهُ محادِثهْ
أي اذكر خديجة بنت خويلد زوجة المصطفى في أول من أسلم من النسوان الكاملين الأحرار على ما تقرر فيما سلف، واعدد علي بن أبي طالب ابن عم الرسول وزوج البتول أمير المؤمنين أول من أسلم من الصبيان وعمره إذ ذاك ثمان أو ست أو سبع سنين، وقيل: كان عمره أكثر من ذلك فقيل ثنتي عشرة، وقيل: خمس عشرة، قال ابن عبد البر وغيره: وهو أول من أسلم مطلقًا.
وأما أول من أسلم من الموالي فزيدُ بن حارثة، سبي في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام ووهبه لعمته خديجة ثم وهبته خديجة لرسول الله فأسلم فلما بلغ أباه وعمه مكانه أتيا رسول الله فقالا: يا ابن عبد المطلب يا سيد قومه جئناك في ولدنا فامنن علينا فإنا ندفع لك الفداء قال: “وما ذاك”، قالوا: زيد بن حارثة، قال: “أو غير ذلك، ادعوه فخيروه فإن اختاركم فلكم وإلا فما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء”، قالوا: زدتنا على النصف أي العدل، فدعاه فقال: “أتعرفهما”، قال: أبي وعمي، قال –أي الرسول-: “أنا عن علمت وقد رأيت صحبتي لك فاخترني أو إياهما” فقال: ما أختار عليك أحدًا أنت مني مكانَ الأب والعم، قالا: أتختار العبودية على الحرية، قال: رأيتُ من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا، فلما رأى المصطفى أخرجه إلى الحجر وقال: “اشهدوا أنه ابني أرثه ويرثني” [2]، فصار يدعى بابن محمد حتى نزلت [3] {ادعُوهم لآبائهم} [سورة الأحزاب]، وكان مجالسًا محادثًا ملازمًا له لا ينفك عنه.
عثمانُ والزبيرُ وابن عوفٍ *** طلحةُ سعدٌ أمِنوا مِنْ خوفِ
إذْ ءامنوا بدعوةِ الصديق *** كذا ابن مظعونٍ بذا الطريق
ثم أبو عبيدة والأرقمُ *** كذا أبو سلمة المكرّم
وابنُ سعيدٍ خالدٌ قد أسلما *** وقيلَ بل قبلهم تقدما
كذا ابن زيدٍ أي سعيدٌ لا مِرا *** وزوجُهُ فاطمةُ اختُ عُمرا
كذاكَ عبدُ الله مع قُدامهْ *** هما لمظعونٍ سعيدا الهامهْ
وحاطبٌ حطابٌ ابنا الحارثِ *** أسماءُ عائشْ وهْيَ غيرُ طامثِ
كذا ابنُ إسحاقَ بذاكَ انفردا *** ولم تكنْ عائشُ ممنْ وُلِدا
ذكر الناظم ممن أسلم من السابقين الأولين سبعًا وخمسين إنسانًا ما بين رجل وامرأة، أحدهم عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أمير المؤمنين ذو النورين هاجر الهجرتين وتزوج الابنتين رقية وأم كلثوم، قتل شهيدًا بداره يوم الجمعة سنة خمس وثلاثين عن نيف وثمانين سنة.
الثاني: الزبير بن العوام بشدة الواو القرشي الأسدي حواريُّ رسول الله وابن عمته، أسلم وعمره خمس عشرة أو اثنتا عشرة أو ثمان أو ست وهاجر الهجرتين، وهو أول من شهر سيفًا في سبيل الله، عذبه عمه بالدخان ليترك الإسلام فلم يفعل.
الثالث: عبد الرحمن بن عوف من بني زهرة يلتقي مع رسول الله في كلاب بن مرة وهو أحد العشرة المبشرة ومن الستة أصحاب الشورى، شَهِد المشاهد كلها.
الرابع: طلحة بن عبيد الله يجتمع مع المصطفى في مرة وهو أحد العشرة المبشرة والستة أصحاب الشورى، وتوفي رسول الله وهو عنه راض وسماه طلحة الخير وطلحة ال\فياض وطلحة الجود، وهو من الأعلام الشامخين والشجعان المشهورين وأبلى يوم أحد بلاءً عظيمًا، وكان الصديق إذا ذكر أحدًا قال: “ذلك اليوم كله كان لطلحة” وقى المصطفى بمهجته وشلت يده بسببه، قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو ابن أربع وسبعين سنة رماه مروان بن الحكم بسهم قطع رجله فنزف حتى مات.
الخامس: سعد بن أبي وقاص بفتح الواو وشدة القاف من الوقص الكسر مالكِ بن أهيب الزهري يلتقي مع المصطفى في كلاب، أسلم وهو ابن تسع عشرة سنة، وهو أحد العشرة والستة، أسلم بعد أربعة أو ستة وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهاجر إلى المدينة قبل المصطفى، وشهد المشاهد كلها، وكان مجاب الدعوة، وقال له المصطفى يوم أحد: “ارم فداك أبي وأمي” [4] فما جمع أبويه لأحد إلا له، ولما احتضر دعا بجبة صوف فقال: “كفنوني بها فإني لقيت المشركين فيها” مات بالعقيق فحمل إلى المدينة فدفن بالبقيع سنة خمس وخمسين على الأشهر عن بضع وسبعين سنة، وهو ءاخر العشرة موتًا، وهؤلاء الخمسة قد أمِنوا من الخوف حين ءامنوا بالله ورسوله بدعوة الصديق لان قومه كانوا قد يالفونه ويأتونه فدعاهم إلى الإسلام فاجابوه. فقول الناظم: “أمنوا” بفتح الهمزة وكسر الميم مقصورًا، وقوله: “إذ ءامنوا” بالمد وفتح الميم.
السادس: عثمان بن مظعون بفتح فسكون، الجُمَحي بضم الجيم وفتح الميم وكسر المهملة المكي يجتمع مع المصطفى في كعب بن لؤي، أسلم بعد ثلاثة عشر وهاجر الهجرتين وقبّله المصطفى بعد موته ودموعه تجري على خده وقال يوم ماتت ابنته رقية: “الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون”[5]. وقوله: “بذا الطريق” أي أن ابن مظعون أسلم مع السابقين الأولين بهذا الطريق يعني بدعاء الصديق له، وأما قول البعض أراد بذا الطريق الإسلام لقومه أو أشار به لكونه أول من مات من المهاجرين بالمدينة وراح إلى رحمة الله فمنافٍ للسَّوْق كما لا يخفى على أهل الذوق.
السابع: أبو عبيدة بن الجراح الفهري القرشي أمين هذه الامة وأحد العشرة، يلتقي مع المصطفى في فهر، شهد بدرًا وما بعدها وأثنى عليه المصطفى بالأمانة في غير ما حديثٍ [6]، وكان شديدًا في الإسلام بحيث قتل أباه كافرًا غضبًا لله ورسوله، وثبت مع المصطفى يوم أحد، مات بالشام سنة ثماني عشرة.
الثامن: الأرقم بن أبي الارقم المخزومي، أسلم سابع سبعة أو بعد عشرة.
التاسع: أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي أسلم بعد عشرة، وهو أول من هاجر إلى الحبشة وأخو المصطفى من الرضاع وهو المكرم عنده.
العاشر: خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد [7] بن العاص بن أمية الاموي أسلم بعد هؤلاء وقيل بل قبلهم، فقيل: ثالثًا، وقيل: رابعًا، هاجر إلى الحبشة وقدم على المصطفى في حُنين وبعثه على صدقات اليمن فمات المصطفى وهو باليمن، له ذكر بلا رواية.
الحادي عشر: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ابن عم عمر بن الخطاب، وكان إسلامه قبل إسلام عمر، شهد المشاهد كلها إلا بدرًا، وكانت أخته عاتكة تحت عمر وأختُ عمر تحته وكان مجاب الدعوة، مات بالمدينة سنة إحدى وخمسين، وقيل بالعقيق عن بضع وسبعين سنة، وهذا كله “لا مرا” أي لا شك فيه بل ثبت من طرق صحيحة.
الثاني عشر: فاطمة بنت الخطاب أخت عمر، أسلمت مع زوجها سعيد بن زيد قُبيله أو بُعيده.
الثالث والرابع عشر: عبد الله مع أخيه قدامة وهما ابنان لمظعون الجمحي، وقدامة بضم أوله وفتح المهملة، ومظعون بفتح الميم وسكون المعجمة.
الخامس عشر: حاطب بحاء وطاء مهملتين.
السادس عشر: أخوه حطاب بحاء مهملة وقيل معجمة وهما ابنا الحارث الجمحي وهاجر إلى الحبشة.
السابع عشر: أسماء بفتح الهمزة بنت الصديق زوجة الزبير وأم ولده عبد الله وتسمى ذات النطاقين، أسلمت بمكة وتزوجها الزبير ثم طلقها، قيل: وقف ابنه عبد الله بالباب، فجاء أبوه ليدخل فمنعه فقال: طلق أمي فأبى فقال: مثلي لا يكون له أم توطأ فطلِّقها، وبقيت عند ابنها إلى أن قتل وماتت بعده بقليل وكانت من أعبر الناس للرؤيا.
الثامن عشر: أختها عائشة وهي صغيرة لم تبلغ كذا قاله ابنُ إسحاق ورده الناظم بأنه من تفرده بل [هذا] إذ هي لم تكن ولدت وإنما ولدت بعد البعثة بخمسة أعوام، وقول الناظم: “اخت” بوصل الهمزة للوزن، وقوله: “سعيدا الهامة” بنصب سعيد مع ألف التثنية، والهامة القامة وأشار به إلى شجاعتهما، وقوله: “عائش” مرخم بحذف الهاء، وقوله: “وهي غير طامث” أي لم تبلغ سن الحيض.
فاطمةُ فُكَيْهةُ الزوجانِ *** تلكَ لذاكَ هذهِ للثاني
عبيدةُ بنُ حارثٍ خَبّابُ *** ابنُ الأرتّ كلهم أجابوا
كذا سليطٌ وهوَ ابنُ عمرو *** وابنُ حُذافةَ خُنَيْسٌ بَدري
وابنُ ربيعةَ اسمُهُ مسعودُ *** ومَعْمرُ بنُ حارثٍ معدودُ
وولدا جَحْشٍ هما عبدُ الله *** كذا أبو أحمدَ عبدٌ أوَّاهٌ
التاسع عشر: فاطمة بنت المجلل القرشية أسلمت قديمًا وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها.
العشرون: فكيهة بنت يسار وهاتان الزوجتان فاطمة وفكيهة تلك أي فاطمة زوجة لذاك الأول وهو حاطب، وهذه أي فكيهة زوجة للثاني وهو حطاب أخو حاطب.
الحادي والعشرون: عبيدة مصغرًا ابن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، أسلم قديمًا قبل دخول المصطفى دار الأرقم.
الثاني والعشرون: خباب بفتح المعجمة وشدة الموحدة ابن الأرت بفتح الهمزة وشدة المثناة الفوقية، بدري سبي في الجاهلية فاشترته امرأة خزاعية فأعتقته، وهو من السابقين الأولين المعذبين في الله، مات سنة سبع وثلاثين. فهؤلاء كلهم أجابوا دعوة الصديق لرسول الله فأسلموا.
الثالث والعشرون: سليط بفتح فكسر وهو ابن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري هاجر الهجرتين وشهد جميع المشاهد.
الرابع والعشرون: ابن حذافة بضم المهملة وذال معجمة خفيفة واسمه خنيس بضم الخاء المعجمة ونون خفيفة مفتوحة وسين مهملة مصغرًا القرشي السهمي تزوج حفصة بنت عمر قبل المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو بدري قديم.
الخامس والعشرون: ابن ربيعة واسمه مسعود من بني عبد العزى أسلم قبل دخول دار الارقم وشهد بدرًا.
السادس والعشرون: معمر بن الحارث الجمحي أخو حاطب وحطاب شهد بدرًا وكل مشهد فهذا معدود من السابقين.
السابع والثامن والعشرون: ولدا جحش وهما عبد الله وأبو أحمد ابنا جحش بن رباب أسلما قديمًا وهاجرا الهجرتين إلى الحبشة، واسم أبي أحمد عبد، وكان أوَّاهًا.
كذا شبيهُ المصطفى أي جعفرُ *** أسماءُ زوجُهُ الحليفُ عامرُ
عياشٌ اعني ابنَ أبي ربيعهْ *** وزوجهُ أسما إلى سلامهْ
نُعيمٌ النَّحامُ أيضًا حاطبُ *** وهو ابنُ عمرو وكذاك السائبُ
أي ابنُ عثمانَ بنِ مظعونٍ ذُكرْ *** أبوهُ مع مُطّلبِ بنِ أزهرْ
وزوجهُ رملةُ معْ أمَيْنهْ *** بنت خلفْ لخالدٍ قرينهْ
مضى اسمهُ عمارٌ بن ياسرٍ *** وابنُ فُهيرةَ اسمِهِ بعامِرِ
أبو حذيفةَ صهيبٌ جندبُ *** وهْوَ أبو ذرٍّ صدوقٌ طيّبُ
وقال إني رابعٌ لأربعهْ *** من تابعي النبي أسلموا معهْ
التاسع والعشرون: شبيهُ المصطفى في الخلق والخُلق جعفر بن أبي طالب قال له المصطفى [8]: “أشبهت خلقي وخلقي” أسلم وهاجر إلى الحبشة وقدم في فتح خيبر فلاقاه المصطفى وقام إليه واعتنقه وقبّل ما بين عينيه، رءاه المصطفى في الجنة يطير بجناحين [9].
الثلاثون: أسماء بنت عميس بضم العين المهملة وفتح الميم وسين مهملة الخثعمية زوجة جعفر، أسلمت وهاجرت معه إلى الحبشة وولدت له بها محمدًا وغيره، وتزوجها بعد أبو بكر ثم علي.
الحادي والثلاثون: عامر حليف ءال الخطاب وهو ابن ربيعة بفتح الراء العنزي بفتح المهملة وسكون النون وبالزاي، مات سنة ثلاث وثلاثين وقد شهد بدرًا وغيرها من المشاهد.
الثاني والثالث والثلاثون: عياش بعين مهملة ومثناة تحتية مشددة وشين معجمة يعني ابن أبي ربيعة المخزومي، وزوجه أسماء المنسوبة إلى والدها سلامة بالفتح والتخفيف ويقال سلمة الدارمية التميمية هاجرت مع زوجها إلى الحبشة.
الرابع والثلاثون: نعيم بضم النون ابن عبد الله العدوي النحام بشدة الحاء المهملة سمي به لقول المصطفى [10]: “دخلت الجنة فسمعت نحمة نعيم فيها” والنحمة السعلة أو النحنحة، أسلم قبل عمر وكتم إسلامه ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة لكونه كان يمونُ أرامل بني عدي وأيتامهم فقالوا: “أقم على أي دين شئت”.
الخامس والثلاثون: حاطب بمهملتين بينهما ألف وهو ابن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود القرشي العامري أخو سليط، هاجر الهجرتين وشهد بدرًا وما بعدها.
السادس والثلاثون: السائب بن عثمان بن مظعون وقد ذكر أبوه ءانفًا، شهد بدرًا وجميع المشاهد.
السابع والثلاثون: المطلب بن أزهر الزهري أسلم قديمًا وهاجر إلى الحبشة وبها مات.
الثامن والثلاثون: رملة بنت أبي عوف زوجة المطلب، فقول الناظم: “وزوجه” أي وزوج المطلب أسلمت وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة.
التاسع والثلاثون: أمينة بضم الهمزة وفتح الميم ومثناة تحتية ثم نون على ما ذكره بعضهم وتبعه الناظم لكن ادعى بعضهم أنه مصحّف وإنما هو بميم بدل النون، وهي بنت خلف بن أسعد الخزاعية وهي زوجة خالد بن سعيد، وهو مراد الناظم بقوله: “لخالد قرينهْ” وقد مضى اسمه ونسبه.
الأربعون: عمار بن ياسر بتحتية ومهملة العنسي بمهملة ونون المذحجي أبو اليقظان مولى بني مخزوم، هاجر الهجرتين وصلى إلى القبلتين وشهد كل مشهد، وهو أول من بنى مسجدًا، وقتل في وقعة صفين وهو ابن أربع وستين سنة [11].
الحادي والأربعون: ابن فهيرة بضم الفاء مصغرًا واسمه عامر مولى أبي بكر، عبد أسود اشتراه من الطفيل فأسلم فأعتقه، وهو رفيق المصطفى والصديق في الهجرة، وشهد بدرًا وقتل في بئر معونة.
الثاني والأربعون: أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي من فضلاء الصحابة وأشرافهم، صلى إلى القبلتين وهاجر الهجرتين مع امرأته سهلة فولدت له بالحبشة محمدًا، وشهد كل مشهد وقتل يوم اليمامة.
الثالث والأربعون: صهيب بن سنان الكعبي ويعرف بالرومي لأنه أخذ لسان الروم حين سبوه وهو طفل، أسلم هو وعمار بن ياسر في يوم والمصطفى في دار الأرقم بعد نحو أربعين رجلًا.
الرابع والاربعون: جندب وهو أبو ذر الغفاري كان رأسًا في العلم والزهد صدوق اللهجة طيب السيرة والسريرة قال: إنه أسلم رابع أربعة من تابعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول الناظم: “اعني” بوصل الهمزة للوزن، وقوله: “وزوجه أسما” بالقصر للضرورة، وقوله: “ابن أزهر” بالوقف، وقوله: “خلف” بسكون الفاء للوزن، وقوله: “ابن فهيرة اسمه بعامر” بهمزة وصل وكسر الميم.
كذا أنيسٌ أخهُ قد أسلما *** ثُمَّتَ بعدُ أسلمتْ أمهما
كذا ابنُ عبد الله وهو وافدُ *** كذا إياسٌ عاقلٌ وخالدُ
وعامرٌ أربعةٌ بنو البُكير *** وابنُ أبي وقاصٍ اسمُه عُميرْ
كذاكَ بنتُ أسدٍ فاطمةُ *** كذاكَ بنتُ عامر ضُباعةُ
عمروٌ أبو نَجيحِ فيهم معدود [12] *** عُتبة عبد الله نجلا مسعود
الخامس والأربعون: أنيس بضم الهمزة، وقول الناظم: “أخه” بالنقص للوزن أي وكان أنيس أخًا لأبي ذر قد أسلم بعد أخيه، وقوله: “ثمت” أصله ثم زيد فيه تاء التأنيث المفتوحة في الوصل.
السادس والأربعون: أمهما رملة، وقول الناظم “بعد” بالبناء على الضم لحذف المضاف إليه أي ثم بعد ذلك أسلمت أمهما رملة بنت الوقيعة الغفارية.
السابع والأربعون: وافد بالفاء وقيل بالقاف ابن عبد الله بن عبد مناف حليف الخطاب بن نفيل، أسلم قبل دار الأرقم وشهد بدرًا وما بعدها، مات في خلافة الفاروق.
الثامن والتاسع والأربعون والخمسون والحادي والخمسون: إياس بكسر الهمزة فمثناة تحتية وأخوه عاقل بعين مهملة وقاف وأخوهما خالد وأخوهم عامر، وأربعتهم بنو البكير بن أبي البكير بن عبد ياليل من بني عبد مناف، أسلموا في دار الأرقم وشهدوا كل مشهد، قتل خالد يوم الرجيع، وعامر يوم اليمامة، وعاقل يوم بدر.
الثاني والخمسون: عمير بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة واسم ابنه عمير مصغرًا وهو أخو سعد قرشي زهري، قتل ببدر وعمره ست عشرة سنة.
الثالث والخمسون: فاطمة بنت أسد بفتح الهمزة وسين مهملة ابن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي طالب، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، هاجرت إلى المدينة وبها ماتت في حياة المصطفى، وألبسها قميصه واضطجع معها في قبرها وقال [13]: “لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ لي منها”.
الرابع والخمسون: بنت عامر العامرية واسمها ضباعة بضم الضاد المعجمة وموحدة تحتية وعين مهملة أسلمت بمكة، وهي القائلة:
اليوم يبدو بعضه أو كله *** وما بدا منه فلا أحله
الخامس والخمسون: عمرو بن عبسة أو نجيح، وقول الناظم: “فيهم” أي السابقين، “معدود” حشو كمّل به الوزن.
السادس والسابع والخمسون: عتبة بضم المهملة ومثناة ساكنة وأخوه عبد الله وهما ولدا مسعود بن غافل الزهري، هاجر إلى الحبشة الثانية وشهدا أحدًا بعدها، قال الزهري: ما كان عبد الله بأفقه ولا أقدم صحبة من عتبة لكنه مات سريعًا.
[1] البداية والنهاية [3/22] عن ابن إسحاق.
[2] معناه حصل التبني قبل التحريم فلما نزلت الآيات التي تفيد تحريمه صار حرامًا.
[3] طبقات ابن سعد [3/30-31].
[4] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الجهاد: باب المحجن ومن يترس بترس صاحبه، ومسلم في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة: باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، والترمذي في سننه: كتاب المناقب: باب مناقب سعد بن أ[ي وقاص رضي الله عنه، والبيهقي في سننه الكبرى [9/162].
[5] أخرجه أحمد في مسنده [1/237-335]، الحاكم في المستدرك [3/190]، وقال الحافظ الهيثمي [3/17]: “رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثق”.
[6] صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة: باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، ومسند أحمد [3/189-245].
[7] كذا في الأصل، وفي الإصابة [1/409]: “خالد بن سعيد بن العاص بن أمية” وهو الصواب.
[8] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الصلح: باب كيف يكتب “هذا ما صالح فلان بن فلان فلانَ بن فلان”، والترمذي في سننه: كتاب المناقب: باب مناقب جعفر بن أبي طالب أخي علي رضي الله عنهما، وأحمد في مسنده [1/98-108-115-230] و[4/342]، والبيهقي في سننه الكبرى [8/5] و[10/226]، والحاكم في المستدرك [3/120].
[9] أخرجه الترمذي في سننه: كتاب المناقب: باب مناقب جعفر بن أبي طالب أخي علي رضي الله عنهما، والحاكم في المستدرك [3/209-213]، والطبراني في المعجم الكبير [2/107] و[19/167-168]، وانظر مجمع الزوائد [6/161] و[9/272].
[10] أخرجه ابن سعد في طبقاته عن محمد بن عمر الواقدي [4/103].
[11] كذا في الأصل والذي ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة [2/512] والذهبي في السير [1/426] أن عمره لما مات ثلاث وتسعون سنة.
[12] في نسخة: “أبو نجيح وهو فيهم معدود”.
[13] عزاه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد [9/257] للطبراني في الاوسط وقال: “وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات”، وعزاه الحافظ ابن حجر في الإصابة لابن أبي عاصم [4/380].