وقال أبو أحمدَ بنُ عَدِيّ في «الكامِل» بعدَ أنْ نقَلَ عن الإمامِ أحمدَ أنّه سُئِل عن عبدِ الرَّحمـٰن([8]) فقال: لا بأسَ به، روَى حدِيثًا مُنكَرًا في الاستِخارة. انتهى كلامُ أحمدَ. عبدُ الرَّحمـٰـنِ مُستقِيمُ الحدِيثِ، والّذي أُنكِرَ علَيه في الاستِخارةِ رواه غيرُ واحدٍ مِن الصحابة. انتهى([9]).
وكأنّه فَهِم مِن قولِ أحمدَ «له مُنكَرٌ» تضعِيفَه وهو المتبادِرُ لكنّ اصطلاحَ أحمدَ إطلاقُ هذا اللّفظِ على الفَردِ الـمُطلَقِ أو مَن كان راوِيه ثقةً، وقد جاء ذلك عنه في حدِيثِ: «إِنَّما الأَعْمالُ بِالنِّيّاتِ» فقال في رِوايةِ محمّدِ بنِ إبراهيمَ التَّيمِيّ: «روَى حدِيثًا مُنكَرًا» ووصَف محمَّدًا مع ذلك بأنّه ثِقةٌ، وقد نقَل ابنُ الصَّلاحِ مِثلَ هذا عن البَرْدِيجيّ([10]).
[1])) أي: أسألُك أنْ تَشرحَ صَدرِي لخير الأمرَين فإنّك بكُلّ شيءٍ علِيمٌ.
[2])) أي: أسألُكَ أنْ تَجعَل لي قدرةً عليه.
[3])) قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (6/507): «فيه إشكالٌ لأنّ المؤمِن يَعلَم قطعًا أنّ الله يَعلَم ذل، وأُجِيب بأنه تَردَّدَ (أي: الدّاعي) في عمَلِه ذلك هل له اعتِبارٌ عِندَ الله أم لا، وكأنّه قال: إنْ كان عمَلِي ذلك مقبولًا فأَجِب دُعائي».
[4])) قال شيخنا رحمه الله: «(عَاجِلِ أَمْرِي وَءاجِلِه)، أي: مَا أَحتَاجُه الآنَ ومَا سَأحتَاجُه في المستَقبَل».
[5])) قال شيخنا رحمه الله: «معناه: يَسِّره لي، ليس معناهُ: أنّ الله الآنَ يُقدِّرُه». قال البدر العَيني في عمدة القاري (7/224): «يَتعيَّن أنْ يُراد بالتقدِير هنا التّيسِيرُ، فمعناه: فيَسِّرْه».
[6])) قال شيخنا رحمه الله: «ورَضِّني بهِ، مَعنَاه: اجْعَلني راضِيًا بهِ».
[7])) قال الملّا علي في المرقاة (3/985): «أي: أسألُك أنْ تَشرحَ صَدرِي لخيرِ الأمرَين فإنّك بكُلِّ شيءٍ علِيمٌ».
[8])) قال شيخنا رحمه الله: «أي: ابنِ أبِي الـمَوالي».
[9])) انتهَى كلامُ ابن عَدِيّ.
[10])) هو أحَدُ شُيوخ ابنِ عَدِيّ والطّبرانيّ.