وأُمُّ الدَّرداءِ هي الكُبرَى الصَّحابِيّةُ واسمُها خَيْرَةُ، وأمّا أُمُّ الدَّرداءِ الصُّغرَى فهي تَابِعيّةٌ اسمُها هُجْيْمةُ، ويقالُ: جُهَيْمةُ.
[1])) قال ابن الأثير في النّهاية (5/207): «الوَعْكُ وهو الحُمَّى، وقيل: ألَمُها. وقد وعَكَه المرَضُ وَعْكًا وَوُعِكَ فهو مَوْعُوكٌ».
[2])) قال الملّا عليّ في المرقاة (3/1129): «يعني: مِثلَ ألَمِ وَعْك رَجُلَين».
[3])) أي: وَعْكُ رَجُلَين.
[4])) أي: أَحلِفُ باللهِ الّذي نَفْسِي تحتَ مَشِيئَتِهِ وتَصرُّفِه، واللهُ مُنزَّه عن الجارحةِ والعُضو.
[5])) قال الحافظ العسقلانيّ في الفتح (10/125): «بضمّ الـمُثلَّثة وسكون الكافِ وفَتح اللّام وبكَسرِها مع التّحاتنِيّة الخفِيفة وبعد الألِف هاءٌ للنُّدْبة، وأصلُ الثُّكْل فَقَدُ الولد أو مَن يَعِزُّ على الفاقِد وليست حقِيقتُه هنا مُرادةً بل هو كلامٌ كان يَجرِي على ألسِنَتِهم عند حُصول الـمُصِيبة أو تَوقُّعها».
[6])) قال الكرماني في الكَواكب الدَّاري (20/194): «أي: مَوتِي، والسِّياقُ يدُلّ عليه».
[7])) قال البدر العَيني في عمدة القاري (21/223): «بكَسر اللّام».
[8])) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/125): «بفَتح العَين والمهمَلة وتَشدِيد الراء المكسُورة وسُكون العَين والتَخفِيف، يقال: أعرَسَ وعَرَّس إذا بنَى على زَوجتِه، ثم استُعمِل في كلّ جِماع، والأوّلُ أشهَرُ».
[9])) قال شيخنا رحمه الله: «روى البخاري أنّ عائشة قالت: وَا رأْساهُ، من شدّة ما تُحِسُّ به من ألَم الرّأس، فقال النبيُّ r: «بَلْ أَنا وا رَأْسَاهُ» لأنّه كانَ كَثِيرَ الأمراضِ لكِن كان في الصَّبر جبَلًا راسخًا، قالت عائشةُ ذلك مِن دَلالها على النّبيُّ r، فقال النّبيُّ: «لَوْ كانَ ذاكِ (أي: وفاتُكِ) وأَنا حَيٌّ لاسْتَغْفَرْتُ لَكِ وَدَعَوْتُ لَكِ». مِن قوله عليه السّلامُ: «وَدَعوتُ لَكِ» علِمْنا وفَهِمنا أنّ دُعاء الشّخصِ يَلحَقُ الميّتَ. قولُه: «وَدَعَوْتُ» عامٌّ لصِحَّة أنْ يدعوَ الشّخصُ بعد القراءة لإيصال الثّوابِ إلى الشّخصِ الميّتِ، وفي ذلك ردٌّ على الوهّابيّةِ القائلِين بأنّ الدُّعاء لا يَنفعُ الميّتَ».
[10])) أي: رضيَ عنهُم، وهُم الصّالِحُون مِن عِبادِه.
قال شيخنا رحمه الله: «معناه: يَبتلِيه في صِحَّتِه ومالِه وغيرِ ذلك. الّذي يحِبُّ الرّسولَ r محَبّةً كامِلةً بلاؤه يكونُ شَدِيدًا ليُناسِبَ عُلُوَّ دَرجَتِه.. المؤمنُ الذي يحبُّهُ اللهُ يَحفَظُ لهُ دِينَهُ ويَبتَلِيه في الدُّنيا كثِيراً، يَبتَلِيهِ في مالِه يَأتي ظالِمٌ يتَسلَّطُ لهُ على مالِه أحيانًا، ويُبتَلى في صِحّتِه تُصِيبُه أَمراضٌ. سيّدُنا أيّوبَ عليه السّلامُ مَرِضَ ثمانيةَ عشَرَ عامًا لزِمَ الفِراشِ، وقد قال رسولُ الله r: «مَن يُردِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ» رواه البخاريُّ ومُسلِمٌ وغيرُهما، معناه: يَبتَلِيه بالـمَصائِب. اللهُ تعالى إذا أَرادَ بعَبدِه خيرًا كبيرًا، أي: مَرتَبةً عالِيةً يَبتَلِيه بالمصائب، فإذَا صبَرَ ارتقَى دَرجاتٍ عندَ الله تبارَك وتعالى، لذلكَ اللهُ تعالى جعَلَ الأنبياءَ عليهِمُ السّلامُ في الدُّنيا أكثرَ بَلاءً حتّى يَقتدِيَ بهِم أُمَمُهم. نحنُ إذَا أصابَتْنا مصائِبُ نَقتدِي بسيّدِنا محمَّد r، هو كانَ أُصيبَ بكَثِيرٍ مِن البَلايا في حياتِه، ابتُلِي بقِلةِ الـمَعِيشةِ وابتُلِيَ بأذَى النّاسِ لهُ وابتُلِي بفِقدانِ أعِزّاء النّاسِ علَيه».
[11])) قال شيخنا رحمه الله: «إنْ كان الـمُبتلَى مِن العُصاةِ كان ذلك سبَبًا لتكفيرِ الخطَايا، وإن كان تَقِيًّا كن ذلك رَفعًا لدرجاتِه عِندَ الله، فمَنِ ابتَلاهُ اللهُ فليَقُلِ الحَمدُ للهِ علَى كُلّ حالٍ، أي: علَى الرَّخاءِ والشِّدّة، ولا يتسخّطْ علَى اللهِ، مَنِ اعتَرَضَ على اللهِ كَفَرَ والعِياذُ بالله».
[12])) قال المناوي في التيسير (2/188): قال الطِّيبِيّ: قولُه: «لا حلْمَ وَلا عِلْمَ» تأكِيدٌ لِمَفهُوم «صَبَروا وَاحْتَسَبُوا» لأنّ عنَى الاحتِسابِ أنْ يَبعثَه علَى العمَلِ الإخلاصُ وابتِغاءُ مَرضاةِ الرَّبِّ لا الحلمُ ولا العَقلُ».
[13])) ليسَ ذلكَ محمُولًا على معنَى الجُزئيّة في صِفاتِ اللهِ، حاشا للهِ، فصِفاتُ ذاتِه عزَّ وجلَّ أزليّةٌ أبديةٌ ليسَتْ مُتبعِّضةً ولا مُتجزِئةً، فلا يصِحُ اعتبارُ «مِن» للتّبعِيضِ، ومعنَى ما في الحدِيث أنّ الله تعالَى يُعطِيهِم بِفَضْلٍ مِنهُ وَفْقَ عِلمِه الأزليّ حِلْمًا وعِلْمًا مخلُوقَين فِيهم.