الإثنين أبريل 21, 2025

باب الخُطْبَةِ وءادابِها

  • عن عَدِيّ بنِ حاتِـمٍ رضي الله عنه أنّ رَجلًا خَطَبَ عِندَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: مَن يُطِع اللهَ ورَسُولَه فقَد رَشِدَ([1])، ومَن يَعْصِهما فقَد غَوَى، فقال النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِئْسَ الخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ»([2]). هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه مُسلِم عن أبي بَكر بن أبي شَيبةَ.
  • عن أبِي نَضْرةَ هو المنذِرُ بنُ مالكٍ قالَ: حَدّثَنِي مَن شَهِدَ خُطبةَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو يخطُبُ النّاسَ على بَعِيٍر فقال: «يا أيُّها النّاسُ إنّ أباكُم واحِدٌ([3])، وإنَّ رَبَكُم واحِدٌ، ألَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ علَى عَجَمِيّ([4]) وَلَا لِأَسْوَدَ علَى أَحْمَرَ([5]) إِلَا بِالتَّقْوَى، وَليُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائِبَ». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه أحمدُ.
  • عن محمّدِ بنِ كَعبٍ القُرَظِيّ عن الـمُغِيرةِ بنِ شُعبةَ رضي الله عنه قال: «قامَ فِينا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقامًا فأَخبَرَنا بما يَكُونُ فِي أُمَّتِه إلَى يَومِ القِيامةِ([6])، وَعاهُ مَن وَعاهُ ونَسِيَهُ مَن نَسِيَه». هذا حدِيثٌ حسَنٌ غَريب أخرجَه أحمد في «مُسنَدِه».
  • عن عُمرَ بنِ الخَطّابِ رضي الله عنه قالَ: «قامَ فِينا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَقامًا فأَخبَرَنا عن بَدْءِ الخَلْقِ حتَّى دَخَلَ أهلُ الجنّةِ مَنازلَهم وأهلُ النّارِ مَنازِلَهم، حَفِظَ ذلكَ مَن حَفِظَه ونَسِيَه مَن نَسِيَه». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه البُخاريُّ تَعلِيقًا([7]).

[1])) بفَتحِ الشّين وكَسرِها.

[2])) قال شيخنا رحمه الله: «وإنّما قالَ لهُ الرّسولُ r ذلكَ لأنّ كلامَه يُوهِمُ التّسوِيةَ بينَ اللهِ والرّسولِ لأنّه جَمَعَ بَينَهُما في ضَميرٍ واحدٍ، مَعناهُ: لا تَجمَعُ بَينِي وبَينَ اللهِ في ضَمِيرٍ واحِدٍ في مِثلِ هذا الـمَقامِ لأنّ هذا يُوهِمُ التَّسويةَ».

فسُئل رَحِمَه اللهُ: ما الجَمعُ بَينَ قولِه r: «بِئْسَ الخَطِيبُ أَنْتَ» لِجَمْعِه بَينَ اللهِ والرّسولِ في ضَمِيرٍ واحِدٍ وبَين قَولِه علَيه السلامُ: «أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا»؟

فقال رَحِمَه اللهُ: «هذَا في مَقامِ المحَبّة، أمّا ذاكَ في مَقامٍ ءاخَرَ، هذا ما فِيه إِيهامُ التَّسوِيةِ. ثُمّ هُناكَ الجَمعُ بَينَ اللهِ والرَّسولِ r في ضَمِيرٍ واحِدٌ فيه إِفرادٌ، اسمُ اللهِ مُفرَدٌ واسمُ الرَّسولِ مُفرَدٌ، بَعدَ الإفرادِ لا يُوهِمُ لأنّه سَبَقَ ذِكرُهُما بالإفرادِ».

[3])) يَعنِي رَسولَ اللهِ ءادَمَ r.

[4])) قال شيخنا رحمه الله: «العجَمِيُّ مَن كان جِنسُه مِن غيرِ العرَبِ كالحبَشةِ والفُرسِ والرُّومِ، أما الأعجَمِيُّ فهو مَن لا يُحسِنُ اللُّغةَ العرَبِيّةَ ولو كان عرَبِيًّا جِنسًا».

[5])) قال شيخنا رحمه الله: «المقصُودُ بالأَحمرِ هنا ما هو مُقابِلُ الأَسوَدِ، في لُغةِ العرَبِ إذَا قِيل: أحمرُ فمَعناه: مُقابِلُ الأسوَدِ، الأَبيضُ يَدخُل في الأحمَرِ».

[6])) أي: ببَعضِ ما يَحصُل قَبلَ قِيام السّاعةِ.

[7])) سبَقَ معنَى التَّعلِيق ءاخِرَ بابِ «إفْشاءِ السّلامِ».