الخميس مايو 15, 2025

باب الأَعْمالُ بِالنِّيَّات وبِالخَواتِيم

  • عن عَلْقَمةَ قال: سَمِعتُ عُمرَ رضي الله عنه يقولُ: سَمِعتُ رَسولَ الله r يقولُ: «إِنَّمَا الأَعَمْالُ بالنِّيَّةِ» الحديثَ، أخرجَه البيهقيِّ.
  • وأمّا حدِيثُ: «إِنَّما الأَعْمَالُ بِالخَواتِيمِ»([1]) فأخرجَه البُخارِيّ في كتاب الرِّقاقِ مِن «صَحِيحِه».
  • وأمّا حدِيثُ: «إِنَّمَا الأَعْمالُ كَالوِعاءِ([2])» فأخرجَه ابنُ ماجَه وعَبدُ ابنُ حُمَيد([3]) وصحّحَه ابنُ حِبّانَ مِن حَديثِ مُعاوِيةَ.
  • وعن سَهلِ بنِ سَعدٍ رضي الله عنه عن رَسولِ الله r في قِصّةِ الرّجُلِ الّذي قتَل نَفْسَه: «إِنَّما الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ»([4]). أخرجَه البخاريّ في كِتابِ الرِّقاق([5]) مِن «صَحِيحه».
  • عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ r: «إِنَّ العَبْدُ يُولَدُ مُؤْمِنًا ويَعِيشُ مُؤْمِنًا ويَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَإِنَّ العَبْدُ يُولَدُ كافِرًا([6]) ويَعِيشُ كافِرًا ويَمُوتُ كافِرًا، وإنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ بُرْهَةً مِن دَهْرِهِ([7]) فِي ِالسَّعادَةِ([8]) ثُمَّ يَغْلِبُ عَلَيهِ ما كُتِبَ لَهُ فيَعْمَلُ بِالشَّقاوَةِ([9]) فَيَمُوتُ شَقِيًّا، وإنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ البُرْهَةً مِن دَهْرِهِ بِالشَّقاءوَةِ ثُمَّ يَغْلِبُ عَلَيْهِ ما كُتِبَ لَهُ فَيَعْمَلُ بِالسَّعادَةِ فَيَمُوتُ سَعِيدًا». هذا حدِيثٌ حسَنٌ غرِيبٌ أخرجَه الطّبرانيُّ في «الـمُعجَم الأوسَط».

باب دَعَواتٍ مُهِمّةٍ جامِعَةٍ مُسْتَحَبّةٍ في جَمِيعِ الأَوْقاتِ

  • عن عبدِ اللهِ بنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهُما قالَ: كانَ رَسولُ الله r يَدعُو: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ([10])، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ([11])، وَاهْدِنِي([12]) وَيَسِّرِ الهُدَى لِيَّ([13])، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ([14])، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ رَهَّابًا([15])، لَكَ ذَكَّارًا([16])، لَكَ مِطْوَاعًا([17])، إِلَيْكَ أَوَّاهًا([18])، مُخْبِتًا([19]) مُنِيبًا([20])، تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي([21])، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي([22])، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي([23])، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي([24])»([25]). هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أحمدُ.
  • عن مُصعَبِ بنِ سَعدِ بنِ أبِي وَقّاصٍ عن أبيهِ رضي الله عنه قالَ: جاءَ أَعْرابِيٌّ إلىَ النَّبِيِّ r فقال: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُه، فقال: «قُلْ: لا إلـٰـه إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا([26])، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، ولَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ». هذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجَه أحمدُ.
  • عن رَبِيعةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ r يَقولُ: «أَلِظُّوا بِيَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرامِ»([27]). هذا حديثٌ حسَنٌ غَريبٌ مِن هذا الوَجهِ.
  • وعن جَعفَر بن محمّدٍ بسنَدٍ قَوِيٍّ إلى ابنِ عُمرَ رضي الله عنهُما أنّه قال: «يا بَنِيَّ ويا بَنِي بَنِيَّ إِذَا دَعَوْتُم فَأَلِحُّوا بِيَا ذَا الجَلَالِ والإِكرامِ».
  • عن أنسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كنتُ جالِسًا معَ النَّبِيّ r في الحَلْقةِ ورَجُلٌ قائِمٌ يُصَلِّي، فلَمّا ركَعَ وسَجَدَ وتَشَهَّدَ قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ بأنَّ لكَ الحَمدَ لا إلـٰـهَ إلّا أنتَ، بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرضِ([28])، يا ذَا الجلَالِ والإِكرامِ([29])، يا حَيُّ يا قَيُّومُ([30])، إنِّي أَسألُكَ، فقال النَّبِيُّ r لِأَصحابِه: «أَتَدْرُونَ بِما دَعَا؟»، قالوا: اللهُ ورَسُولُه أَعلَمُ، قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ([31]) لَقَدْ دَعا اللهَ باسْمِهِ العَظِيمِ([32]) الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى». وفِي روايةِ السَّرّاجِ: «الأَعْظَمِ» بدلَ «العَظِيمِ» وزادَ قَبلَ «بَدِيعُ» «الـمَنَّانُ»([33]). هذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجَه أحمدُ.
  • عن أنس بنِ مَالكٍ رضي الله عنه قالَ: كانَ مِن دُعاءِ النَّبِيِّ r: «أَيْ حَيُّ أَيْ قَيُومُ»، وفي رِوايةِ ابنِ خُزَيمةَ: «يا حَيُّ يَا قَيُومُ»، وهكذَا أخرجَه ابنُ أبِي عاصِمٍ عن محمّدِ بنِ عبدِ الأعلَى على الـمُوافَقةِ وهو صَحِيحٌ على شَرطِ مُسلِم.

[1])) قال شيخنا رحمه الله: «معنى (الأَعْمالُ بالخَواتيمِ)، أي: أنَّ الجَزاء يكُون على ما يُختَمُ به للعَبِ مِن العمَل، فمَن خُتِم له بعمَلِ أهلِ السَّعادة فهو سعيدٌ، ومَن خُتِم له بعمَلِ أهلِ الشَّقاوة فهو شقِيٌّ، وليسَ بما يَجرِي على الإنسانِ قَبل ذلك، فمَن عاشَ كافِرًا ثُمّ أسلَمَ وماتَ على عمَلِ أهلِ الجَنَّة فهو يُجازَى بما خُتِم له به، ومَن كان علَى عَكْسِ ذلك فيُجازَى بحسَب ما خُتِم له به».

[2])) قال المناويّ في فيض القدير (1/375): «أي: كظُروفِ الوِعاءِ، والمرادُ أنّ العمَل يُشبِهُ الإناءَ الـمَملُوءَ».

[3])) وعبدُ بنُ حُمَيدٍ هو عبدُ الحَمِيد بنُ حُمَيدٍ.

[4])) قال شيخنا رحمه الله: «المعنَى أنّه لا يَكونُ العبدُ سعِيدًا إلّا على حسَبِ ما سبَق فِي عِلمِ اللهِ، فمَن عَلِم اللهُ في الأزلِ أنّهُ يمُوتُ على الإيمانِ فهو سعِيدٌ ولو كان قَبل ذلك على خِلافِ ما خُتِم لهُ بِه، وكذلِك الشّقِيُ هو مَن عَلِم اللهُ أنّه يمُوتُ على الشّقاوةِ: «إنّما الأعمالُ بالخواتيم»، أي: أنّ صَلاحَها وفَسادَها وقَبُولَها وعدَمَها بحسَب الخاتِمة. العمَلُ الّذي يُجازَى بهِ العبدُ يومَ القِيامةِ فيَظهَرُ انّه سعِيدٌ أو شقِيٌ هو ما يُختَم لهُ بهِ مِن الأعمالِ؛ فقَد ورَد فيما صَحّ مِن الحدِيث أنّ الإنسانَ قد يَعملُ بعمَلِ أهلِ الشَّقاوةِ حتّى يُقالَ إنّه شَقِيٌّ ثُمّ تُدرِكُه الرَّحمةُ فيُختَم لهُ بالخيرِ، أي: يُختَم له وهو يَعملُ عمَلَ أهلِ الجنّة، وقد يكونُ العبدُ يَعملُ بعمَل أهلِ الجنّةِ مُدّةً مِن عُمرِه طويلةً أو قصيرةً فيظُنُّ النّاسُ على حسَبِ ما يرَونَ مِن عمَلِه أنّه مِن أهلِ الجنّةِ ثُمّ تُدرِكُه الشّقاوةُ الّتي كُتِبت علَيه فيَمُوت وهو يَعملُ عمَلَ أهلِ النّارِ فيَمُوتُ كافرًا فيَدخُل النّارَ فيَكُونُ مِن أهلِ النّارِ الخالدِين المؤبَّدِين فيها».

[5])) قال الحافظ العسقلانيّ في الفتح (11/229): «والرِّقاقُ والرَّقائِقُ جَمع رَقِيقةٍ، وسُمّيَت هذِه الأحاديثُ بذلكَ لأنّ في كُلٍّ مِنها ما يُحدِثُ في القَلبِ رِقّةً. قال أهلُ اللُّغة: الرِّقّةُ الرَّحمةُ ضِدُّ الغِلَظ».

[6])) قال القَسطلّاني في إرشاد الساري (2/450): «حديثُ: ما مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُوْلَدُ عَلَى الفِطْرَةِ» ظاهِرُه تَعمِيم الوَصفِ المذكورِ في جَمِيع الـمَولُودِين. وحكَى قومٌ أنّ ذلكَ لا يَقتضِي العُمومَ، واحتَجُّوا بِما رَواهُ سَعِيدُ بنُ مَنصورٍ يَرفَعُه: «إِنَّ بَنِي ءادَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَا كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا» إلخ، قالُوا: فَفِي هذا ما يَدُلّ على أنّ الحَدِيثَ ليسَ علَى عُمومِه. وأُجِيب: بأنّ حدِيثَ سَعِيدِ بنِ مَنصُورٍ فيه ابنُ جُدْعانَ هو ضَعِيفٌ، وَيكفِي في الرَّدِّ علَيهم حدِيثُ أبِي صالِح عن أبِي هُريرةَ عِندَ مُسلمِ: «لَيْسَ مَوْلُودٌ يُوْلَدُ إِلَّا عَلَى الفِطْرَةِ حَتَّى يُعَبِّرَ عَنْهُ لِسانُهُ»، وأصرَحُ مِنهُ روايةُ جَعفرِ بنِ رَبِيعةَ بِلَفظِ: «كُلُّ بَنِي ءادَمَ يُوْلَدُ عَلَى الفِطْرَةِ»اهـ. مختصَرًا.

وقال شيخنا رحمه الله: «ما في هذا الحدِيثِ مِن قولِه: «إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى» إلىَ «وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَا كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا» مُعارَضٌ بالحديثِ المتّفَقِ علَيه وهو: «ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُوْلَدُ عَلى الفِطْرَة، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدانِهِ أَو يُنَصِّرانِهِ»».

[7])) أي: مُدّةً مِن زَمانِه.

[8])) أي: بِعمَلِ أهلِ السَّعادةِ مِن الإِيمانِ والطّاعةِ.

[9])) أي: بِعمَلِ أهلِ الشَّقاوةِ مِن الكُفرِ والـمَعصيةِ.

[10])) قال الـمُظهِريّ في المفاتيح (3/245): «(أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ)، معناهُ: وَفِّقْني لذِكرِك وشُكرِك وعِبادَتِك، ولا تَغلِب علَيَّ مَن يَمنعُنِي عن طاعَتِك مِن شَياطِين الإنسِ والجِنّ».

[11])) قال ابن الأثير في النهاية (4/349): «اللَّهُمَّ امْكُرْ لِي وَلا تَمُكُرْ بِي) مَكرُ اللهِ إيقاعُ بَلائِه بأعدائِه دُونَ أولِيائِه. وقيل: هو استِدراجُ العَبدِ بالطّاعاتِ فيَتوهَّم أنّها مَقبولةٌ وهي مَردُودةٌ. المعنى أُلْحِقْ مَكرَك بأعدَائِي لا بي».

[12])) أي: أَوْصِلْني إلى الـمَقاماتِ الكَرِيمة، قاله ابن علّان في «الفُتوحات» (7/222).

[13])) قال ابنُ علّان في الُفتوحات (7/222): «(وَيَسِّرْ لِيَ الهُدَى)، أي: سَهِّل أسبابَه لِي».

[14])) قال الملّا عليّ في المرقاة (5/1723): «(وانْصُرْنِي)، أي: بالخُصوصِ (عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ)، أي: ظلَمَني وتَعَدَّى علَيَّ».

[15])) قال الملّا عليّ في المرقاة (5/1723): «(لَكَ راهِبًا)، أي: خائِفًا في السَّرّاءِ والضَّرّاء. وفي «الحِصن»: «لَكَ شَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا» على وَزن فَعّال بَصيغَةِ الـمُبالَغة».

وقال السِّنديّ في حاشيته على ابنِ ماجهْ (2/429): «(رَهّابًا لَكَ)، أي: خوّافًا خاشِعًا بِالـمُبالَغةِ».

[16])) أي: كثَيرَ الذِّكر بالطّاعة في الأوقات والآناء، قاله الملّا عليّ في «المرقاة» (5/1723).

[17])) قال الشّهاب الرَّملي في شرح أبي داود (7/301): «(مِطْوَاعًا) بكَسرِ الـمِيم، أي: مُطِيعًا (إِلَيْكَ)، يُقال: طاعَ له وإلَيهِ تَطوَّع، ويُطِيعُ إِذَا أَذْعَن له وانقادَ».

[18])) قال ابن الأثير في النّهاية (1/212): «(أَوّاهًا) الأَوّاه الـمُتأوِّه الـمُتضَرّعُ، وقِيلَ: هو الكَثِيرُ البُكاء. وقِيلَ: الكَثِيرُ الدُّعاء».

[19])) قال ابن الأثير في النّهاية (1/212): «(مُخْبِتًا)، أي: خاشِعًا مُطِيعًا، والإِخْباتُ الخُشوعُ والتَّواضُع، وقد أخْبتَ للهِ يُخْبِتُ».

[20])) قال السِّنديّ في حاشيته على ابنِ ماجهْ (2/429): «(مُنِيبًا) مِن الإِنابةِ وهو الرُّجوعُ إِلَى اللهِ بِالتَّوبةِ».

[21])) قال الملّا عليّ القاري في المرقاة (5/1724): «(وَاغْسِلْ حَوْبَتِي) بفَتحِ الحاءِ ويُضَمّ أيِ امْحُ ذَنْبِي».

[22])) قال الملّا عليّ في المرقاة (5/1724): «(وَثَبِّتْ حُجَّتِي)، أي: علَى أعدائِك في الدُّنيا والعُقْبَى أو ثَبِّتْ قَولِي وتَصدِيقي في الدُّنيا وعِندَ جوابِ الملَكَين».

[23])) قال الملّا عليّ في المرقاة (5/1725): «(وَسَدِّدْ)، أي: صَوِّب وقَوِّم (لِسَاني) حتَّى لا يَنطِقَ إلا بالصِّدقِ ولا يَتكلَّمَ إلّا بالحَقّ».

[24])) قال ابنُ عَلّان في الفتوحات (7/229): «(وَاسْلُلْ سَخِيمَةً صَدْرِي)، أي: أخرِجْها، مِن سَلَّ السَّيفَ أَخرَجه مِن غِمْدِهِ، والسَّخِيمةُ هنا كما قاله الـمُصنِّفُ (أي: النوويّ) الحِقدُ وجَمعُها كما في «السِّلاح» (لأبي عُبَيد) السَّخائِم أي: أخرج ما في صَدْرِي مِن الحسَدِ والكِبْر وغَرِهما مِن الأخلاقِ الرَّدِيئة، مِن السَّخْمة وهي السَّوادُ، ومِنهُ سَخائِمُ القِدْرِ، وإضافَتُها لِلصَّدر لأنّ مَبدأَها أي غالِبًا القُوّةُ الغضَبِيّةُ الـمُنبعِثةُ مِن القَلب الّذي هو في الصَّدر».

[25])) وهذا مِنه r في مَقامِ التَّواضِع والتضَرُّع لِرَبّه عزَّ وجلَّ، وفيه التَّعليمُ لأُمّتِه وَيستحيلُ الحِقدُ منه r.

[26])) قال ابن الأثير في النّهاية (4/140): «(اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا) كبِيرًا مَنصوبٌ بإضمارِ فِعلٍ، كأنّه قال: أُكبِّرُ كَبِيرًا».

[27])) قال ابن الأثير في النّهاية (4/252): «(أَلِظُّوا بِيَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرامِ)، أي: الْزَمُوه واثْبُتوا عليه وأَكثِروا مِن قَولِه والتّلَفُّظِ بِه في دُعائِكم. يُقال: أَلَظَّ بالشَّيء يَلِظُّ إلْظاظًا إذَا لَزِمَه وثابَر علَيه». وقال الـمُناويّ في التيسير (1/227): (أَلِظُّوا) بظاء مُعجَمة مُشدَّدةٍ وفي روايةٍ بحاءٍ مُهمَلةٍ (بِيَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرامِ)، أي: الزَمُوا قَولَكُم ذلك في دُعائِكم».

[28])) قال السُّيوطيّ في حاشيته على النَّسائيّ (3/52): «(بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرضِ)»، أي: خالِقُهما ومُخترِعُهما لا علَى مِثالٍ سبَق».

[29])) قال شيخنا رحمه الله: «ذُو الجَلال والإكرامِ هو الجَليلُ في ذاتِه الـمُكْرِمُ لِغَيرِه».

[30])) قال شيخنا رحمه الله: «الحَيُّ في حَقِّ اللهِ تَعالَى يُفَسَّرُ بأنّه الـمُتّصِفُ بالحَياةِ الّتي هي أزَليّةٌ أَبَدِيَّةٌ ليسَتْ بِرُوحٍ ولَحمٍ ودَمٍ، والقَيُّومُ مَعناه الدّائِمُ الّذي لا يَزولُ، وقيل: معناهُ القائِمُ بتَدبِير الخَلائِق، وبِمَعناه القيَّامُ».

[31])) أي: أحلِفُ باللهِ الّذي نَفْسي تحتَ مَشِيئَتِه وتَصرُّفِه، واللهُ مُنزَّه عن الجارحةِ والعُضو.

[32])) قال شيخنا رحمه الله: «بالإجْماعِ اسمُ اللهِ الأَعظَمُ الـمُفرَدُ لَفظُ الجَلالةِ «الله». بَعضُ العُلَماءِ إِذَا قالَ: اسمُ اللهِ الأَعظَمُ «يا حَيُّ يا قَيُّومُ» فمَعناهُ في الدُّعاءِ ليسَ الـمُفردَ بل الاسْمُ الّذِي لهُ تابعٌ».

[33])) قال شيخنا رحمه الله: «الـمَنّان معناهُ الكَثِيرُ الرَّحمة».