الإثنين أبريل 21, 2025

باب إكرامِ الضَّيفِ

  • عن أَبِي الأَحْوَصِ – هو عَوْفُ بنُ مالكِ بنِ نَضْلةَ الجُشَمِيُّ – عن أَبِيه مالكٍ قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، الرّجُلُ أَمْرُّ به فلا يُضِيْفُني ولا يَقْرِيني([1]) فيمُرُّ بي أَفَأَجْزِيه([2])؟ قال: «لا بَلِ اقْرِهِ». قال: ورَءاني رَثَّ الهَيئَةِ([3]) فقال: «أَلَكَ مالٌ؟»، قُلتُ: نعَم، مِن كُلِّ المالِ قد أَعْطانِي اللهُ، مِن الإبِلِ والغَنَمِ، قال: «فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ»([4]). هذا حدِيثٌ حسَنٌ صحِيحٌ أخرجَه الترمذيّ.

[1])) قال المحدّث الكَنْكُوهي في الكوكب الدُرِّي على جامع الترمذِيّ (3/67): «المرادُ بالقِرَى الإطعامُ، وبالضِّيافةِ الضَمُّ إلى نَفْسِه وبَيتِه وإنْ لَـم يُطْعِم».

[2])) قال الملّا علي في المرقاة (7/2736): «أي: أُكافِئُه بتَركِ القِرَى ومَنع الطَعام كما فعَل بِي».

[3])) أي: بالِيَ الثِّياب.

[4])) قال شيخنا رحمه الله: «قال رسولُ الله r: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ) رواه الترمذيّ وحسّنه. معناه: يُظهِرُ أنّه مِن أهلِ النّعمة ليسَ مِن أهلِ البُؤْسِ حتى يَقصِدَه النّاس لحاجاتهِم. كذلك يُقال في قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} إذَا كان لا يَخافُ على نَفسِه الرِّياءَ والعُجْبَ».