الثلاثاء يناير 14, 2025

وفي المضافِ ما يَجُرُّ أبدَا *** مثلُ لَدُنْ زيدٍ وإنْ شئتَ لَدَى

ومنهُ سُبحانَ وذو ومِثلُ *** ومعْ وعندَ وَأولو وكُلُّ

ثمَّ الجهاتُ الستُّ فوقُ ووَرا *** ويَمنةٌ وعَكسها بلا مِرا

وهكذا غَيرُ وبعضُ وسوى *** في كلمٍ رواها مَنْ روى

 

أي أن أكثر الأسماء يجوز أن تأتي مضافة كغلام زيد، ويجوز أن تقطع عن الإضافة بالتنوين والتعريف بأل كغلام والغلام، ومن الأسماء أسماء ملازمة للإضافة فلا تستعمل أبدًا إلا مضافة فتكون هي معربة بما يقتضيه الإعراب وما بعدها مجرورًا بها أبدًا، فقوله: “ما يجر أبدا” بفتح الياء صريح في أن المضاف هو الجار للمضاف إليه على رأي سيبويه وهو الأصح، وهي كلماتٌ شتى أي متفرقة ذكر الناظم بعضها وأشار إلى الباقي فتقول: جلست لدن زيد، أي عنده، وإن شئت لدى زيد لغتان، فمن الأولى قوله تعالى: {وعلَّمناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلمًا} [سورة الكهف/65] ومن الثانية قوله تعالى: {ولدينا مزيدٌ} [سورة ق/35]، ولا يصح أن تقول جلست لدن أو لدى أو عند أو فوق أو تحتَ من غير أن تضيفها إلى زيد ونحوه وقس الباقي. وأما مع فالأكثر فتح عينها وقد تُسَكَّنُ كما في النظم ولا يخفى أن عكسَ فوق تحتُ وعكس وراء قدامُ وعكسَ يمنةً يسرةٌ وستأتي في باب الظروف، وسوى بكسر السين وضمها وستأتي في الاستثناء، وشتى غير منون لأنه لا ينصرف، ومما لم يذكره الناظم قولهم معاذ الله، وأي الناس جاءك، وجاءني كلا الرجلين، وكلتا المرأتين، وزيد شبه عمرو، ودون بكر، وسائر الناس أي باقيهم، وقيل إن سائرَ بمعنى جميع، وذاتُ اليمين، وأولاتُ الأحمال، ولَعَمْرُ الله [1]، وجلست بين القوم، ووسط الناس بفتح السين وقد تسكن [2]، وما أشبه ذلك.

 

تنبيه: “ذو”: التي ذكرها الناظم هي السابقةُ في الأسماء الستة وذات: مؤنثة، “وأولو”: يعرب إعراب الجمع المذكر السالم، فتقول: جاءني أولو الفضل، ورأيت أولي الفضل، ومررت بأولي الفضل بالياء، وأولات: مؤنثة ولهذا يعرب إعراب الجمع المؤنث السالم، كجاءني أولات حمل بضم التاء، ورأيت أولات حمل، ومررت بأولات حمل بكسرها، وزيدت الواو في أولو وأولاتِ كما زيدت في أولئك للفرق بينه وبين إليك في الرسم [3].

 

تنبيه ءاخر: المراد أن هذه الكلمات ملازمة للإضافة لفظًا أو تقديرًا فما قُطِعَ منها عُوّضَ التنوين كمثل ومنع وكل في نحو: هذا مثلٌ، وجاؤا معًا، {وكُلٌّ أتَوْهُ داخِرينَ} [سورة النمل/87]، ويجوز مراعاة معنى كلّ كهذه الآية ومراعاة لفظه نحو: {إن كلٌ إلا كذَّبَ الرُّسُلَ} [سورة ص/14].

[1] معناه أقسم بحياة الله.

[2] على قِلّة.

[3] أي الكتابة.