الإثنين أبريل 21, 2025

بابٌ في دَلائِلِ النُّبُوّةِ

  • عن مُجاهِدٍ عن أبِي مَعمَرٍ قال: قال عبدُ اللهِ بنُ مَسعُودٍ: انشَقَّ القمَرُ علَى عَهدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شِقَّتَينِ، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اشْهَدُوا». هذا حدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجَه أحمد.
  • عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: انشَقَّ القمَرُ علَى عَهدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اشْهَدُوا»([1]). هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه أحمد.
  • عن ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهُما قال: «انشَقَّ القَمرُ علَى عَهدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه البُخاريّ.
  • عن عبدِ الله بنِ مَسعُودٍ قال: انشَقَّ القَمَرُ على عَهدِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركوُنَ: هَذا سِحْرٌ سَحَركُم ابنُ أبِي كَبْشةَ([2])، ولكن انظُرُوا إلى مَن يَقْدَمُ مِ، السُّفّار([3]) فاسأَلوهُم، فقَدِمُوا فسَأَلُوهُم فقالُوا: رأَيْناهُ قَدِ انشَقَّ. هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه البّزّارُ.
  • عن أبِي عبدِ الرحَّمـٰنِ السُّلَمِيّ قال: خَرَجتُ معَ أبِي إِلَى الجُمعةِ في الـمَدائِن وبَينَنا وبَينَها فَرسَخٌ، وعلَى المدائِنِ حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ، فصَعِدَ الـمِنبَرُ فحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى علَيهِ ثُـمّ قال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [سُورة القمَر: 1]، أَلَا وإنّ القمَرَ قَدِ انشَقَّ، أَلَا وإنّ الدُّنيا قَدِ ءاذَنَتْ([4]) بفِراقٍ. هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه الطّبَريّ، وصحَّحه الحاكِم مِن هذا الوَجهِ.
  • عن محمّدِ بنِ جُبَيرٍ عن أَبِيه قال: «انْشَقَّ القمَرُ علَى عَهدِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أحمدُ وابنُ حِبّانَ قفي «صحِيحِه».
  • عن عليّ بنِ أبِي طالِبٍ رضي الله عنه قال: «كُنّا معَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكّةَ، فخَرَجْنا معَه في بَعضِ نَواحِيها، فمَرَرنا بَين الجِبالِ والشَّجَرِ فلَم نَـمُرَّ بجبَلٍ ولا شَجَرٍ إلّا قال: السَّلامُ علَيكَ يا رَسولَ اللهِ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ غرِيبٌ أخرجَه الترمذِيّ.
  • عن أبِي أُسَيدٍ([5]) رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال للعَبّاسِ ابنِ عبدِ المطَّلِب: «يا أبَا الفَضْلِ لا تَرِمْ([6]) مَنزِلَكَ أنتَ وبَنُوكَ فإنَّ لِي فِيكُم حاجَةً»، فانتظَرُوا فجاءَ فقال: «السَّلامُ عَلَيكُم»، فقالوا: وعلَيكُم السّلامُ ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه، فقال: «كَيْفَ أَصْبَحْتُم؟»، قالوا: بخَيرٍ نَحمَدُ اللهَ، فكَيفَ أَصبَحْتَ أنتَ يا رسولَ الله؟ فقال: «بِخَيرٍ أَحْمَدُ اللهَ رَبِّي»، ثُـمّ قال: «اجْتَمِعُوا وليَزْحَفْ بَعضُكُم إِلَى بَعْضٍ»، فقال: «اللَّهُمَّ هؤُلاءِ أَهلُ بَيْتِي اسْتُرْهُم مِنَ النّارِ كَسَتْرِي لِمُلاءَتِي هذِه»، فقال: فأمَّنَتْ أُسْكُفّهُ البابِ([7]) وحَوائِطُ البَيتِ ءامِينَ ءامينَ ثَلاثًا. هذا حدِثٌ حسَنٌ غرِيبٌ أخرجَه ابنُ ماجهْ مُختَصَرًا عن إبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حاتِم.
  • عن الطُّفَيلِ بنِ أُبَيّ بنِ كَعبٍ عن أبِيه رضي الله عنه قال: «كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ إلى جِذْعٍ في الـمَسجِد وكانَ المسجِدُ عَرِيشًا([8])، فقِيل لهُ: ألَا نَجعَلُ لكَ مِنبَرًا تقُومُ علَيهِ يَراكَ النّاسُ ويَسمَعُوا مِن خُطْبَتِكَ، فأَمَرَ بعَمَلِ الـمِنبَر، فلَمّا وُضِعَ مَوضِعَه الّذي وَضَعه فيهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وجاءَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُرِيدُه فلَمّا جازَ ذلكَ الجِذعَ خارَ([9]) حتَّى تَصَدَّعَ وانْشَقَّ، فرَجَعَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم فمَسَحَهُ فَسَكَنَ، فلَمّا هُدِمَ الـمَسجِدُ أَخَذَ ذلكَ الجِذْعَ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ فلَم يَزلْ عِندَه حتَّى بَلِيَ وأكلَتْهُ الأَرْضَةُ([10]) وعادَ رُفاتًا([11])». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أحمد.

وكأنَّ أَخْذَ أُبَيّ لهُ عِندَ هَدمِ الـمَسجِد ليُوسَّعَ في زمَنِ عُمرَ أو عُثمانَ، فاستَخرَجَه مِن مَكانِه للصِّيانةِ([12]) أو للتَّبرُّك به([13]).

  • عن أبِي سَعيدٍ الخُدرِيّ رضي الله عنه قال: «كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقُومُ لَزْقَ جِذْعٍ يَخطُبُ إلَيه، فأتاهُ رُومِيٌّ([14]) فقال: ألَا أصنَعُ لكَ مِنبَرًا تَجلِسُ عليهِ، فصَنَع لهُ هذا الـمِنبَرَ الّذي تَرَونَ، فلَمّا فَقَدَه الجِذْعُ حَنَّ كما تَحِنُّ النّاقةُ إلى وَلَدِها، فأتاهُ فوَضَع يَدَه علَيهِ فسَكَن فأَمَرَ بِه أنْ يُحفَرَ لَهُ ويُدفَنَ([15])». هَذا حَديثٌ حسَنٌ أخرجَه أبو بكر بنُ أبِي شَيبةَ في مُسنَدِه.
  • عن ابن بُرَيدةَ عن أبِيه رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا خَطَبَ قامَ فأَطالَ القِيامَ وكانَ يَشُقُّ علَيهِ قِيامُه، فأُتِي بجِذْعٍ فحُفِرَ لهُ في الـمَسجِد وأُقِيمَ إلى جَنْبِه، فكانَ إذَا خَطَبَ قامَ إلَيهِ واتَّكَأَ علَيه، فرَءاهُ رَجلٌ كانَ قَد قَدِمَ المدِينةَ فقالَ: لَو أعلَمُ أنّ مُحمّدًا يُجِيبُني إلى شَيءٍ لصَنَعتُ لهُ شَيئًا يَرفُق بهِ، فبَلَغَ ذلكَ النّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ائْتُونِي بهِ»، فأَتَوه بهِ فأَمرَه فصَنَعَ لهُ هذِه الـمَراقِيَ([16]) الّتي في مِنبَرِ المدِينةِ، فكانَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقومُ علَيها، فلمّا فقَدَه ذلكَ الجِذعُ حَنَّ كما تَحِنُّ النّاقةُ، فأَتاه النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فوضَع يَدَه علَيهِ فقال: «ما شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ غَرَسْتُكَ فِي الـمَكانِ الَّذِي كُنتَ فِيهِ فَتَكُونَ كَما كُنْتَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَغْرِسَكَ فِي الجَنَّةِ فَتَشْرَبَ مِنْ أَنْهارِهَا وَعُيُونِهَا فَيَحْسُنَ نَبْتُكَ وَتُثْمِرَ فَيَأْكُلَ مِنْكَ أَوْلِياءُ اللهِ وَعِبَادُهُ الصَّالِحُونَ فَعَلْتُ»، فزَعَم ابنُ بُرَيدةَ عن أبِيه أنّه سَمِعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «نَعَمْ قَدْ فَعَلْتُ» مرَّتَين، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنّهُ اخْتَارَ أَنْ أَغْرِسَهُ فِي الجَنَّةِ». هذا حدِيثٌ غرِيبٌ أخرجَه الدارِميّ وإسنادُه ضعِيفٌ.
  • عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: كانَ النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ إلى جِذْعٍ قَبلَ أنْ يَتّخِذَ الـمِنبرَ، فلَمّا اتّخَذَ الـمِنبرَ وتَحَوَّلَ إلَيهِ حَنَّ الجِذْعُ، قال: فنَزَلَ إلَيهِ فاحْتَضَنَهُ فسَكَنَ، قال: «لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إلَى يَومِ القِيامَةِ».

وبهذِه الأسانِيدِ إلَى حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عن ثابتٍ البُنانِيّ عن أنَسِ بنِ مالِكٍ قال بمِثلِه. هذا حدِيثٌ صحِيحٌ علَى شَرطِ مُسلِم.

  • عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كانَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم يَقُومُ يومَ الجُمعَةِ إلى جِذعٍ مَنصُوبٍ في الـمَسجِد فيُسنِدُ ظَهرَه إلَيهِ فيَخطُبُ النّاسَ، فجاءه رُومِيٌّ فقال: ألَا أصنَعُ لكَ شَيئًا تَقعُدُ علَيه كأنّكَ قائمٌ، قال: فصَنَعَ لهُ مِنبَرًا لهُ دَرَجَتانِ ويَقعُدُه الثّالِثةَ، فلَمّا قامَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم علَى ذلكَ الـمِنبَرِ خارَ الجِذعُ كخُوارِ الثَّورِ حُزْنًا علَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتّى ارتَجَّ المسجِدُ لِخُوارِه، فنَزلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فالتَزَمَهُ وهو يَخُورُ فلَمّا التَزَمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَكَتَ، ثُمّ قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ([17])، لَوْ لَـمْ أَلْتَزِمْهُ ما زَالَ هَكَذَا حَتَّى تَقُومَ القِيامَةُ حُزْنًا علَى رَسولِ اللهِ»، فأمَرَ بهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدُفِنَ. هذا حدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجَه ابنُ خُزَيمةَ في «صَحِيحه».
  • عن ابنِ عُمرَ رضي الله عنهُما قال: «كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ إلى جِذعٍ، فلَمّا اتّخَذَ الـمِنبَرَ حَنَّ الجِذعُ حتّى نزَلَ إلَيهِ فَمسَحَه». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه البُخاريّ.
  • عن أنسِ بنِ مالكٍ قال كانَ النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ يومَ الجُمعةِ يُسنِدُ ظَهرَه إلَى جَنْبِ خَشَبةٍ في الـمَسجِدِ، فلَمّا كَثُرَ النّاسُ قال: ابْنُوا لي مِنبرًا لهُ عَتَبَتانِ، فلَمّا قامَ النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى الـمِنبَرِ حَنَّتِ الخشَبةُ، قال أنَسٌ: وأنا في الـمَسجِدِ، فسَمِعتُ الخَشَبةَ وهي تَحِنُّ حَنِينَ الوالِهِ([18]) فلَم تَزَلْ تَحِنُّ حتى نَزَلَ إليها رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاحْتَضَنَها فسَكَنَت، قال فكانَ الحَسَنُ إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ قالَ: يا عِبادَ اللهِ الخشَبَةُ تَحِنُّ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شَوقًا إليه لمكانِه مِنَ الله عزَّ وجلَّ وأَنتُم أحَقُّ أن تَشتاقُوا إلى لِقائِه». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه أحمد.
  • عن جابِر بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما قالَ: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ إلَى أَصلِ شَجَرةٍ أو إلى جِذعٍ، ثُمّ اتّخَذَ الـمِنبرَ فحَنَّ الجِذْعُ حتّى سَمِعَ أهلُ المسجِدِ حَنِينَه حتّى أتاهُ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقالَ بَعضُهم: لَو لَم يَأْتِه لَحَنَّ إلَى يَومِ القِيامةِ». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه ابنُ ماجهْ.
  • عن جابرٍ رضي الله عنه قالَ: «كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ إلى خَشَبةٍ، فلَمّا وُضِع الـمِنبَرُ حَنَّتِ الخَشَبةُ حَنِينَ النّاقةِ الخَلُوْجِ([19]) إلى ولَدِها، فوَضَع النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ علَيها فسَكَنَتْ». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه أحمد.
  • عن أبي حازمٍ عن سَهلِ بنِ سَعدٍ السّاعدِيّ رضي الله عنه قال: «لـمّا كَثُرَ النّاسُ بالمدِينةِ جَعَلَ الرّجُلُ يَجِيءُ وجَعَلَ القَومُ يَجيؤُونَ فَلا يَكادُونَ يَسمَعُون كَلامَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتّى يَرجِعُوا مِن عِندِه، فقال لهُ النّاسُ: إنّ النّاسَ قَد كَثُروا وإنّ الجائِيَ يَجِيءُ فلا يَكادُ يَسمَعُ كَلامَك، قال: «فَما شِئْتُم»، فأَرسَلَ إلى غُلامِ امرأَةٍ مِن الأنصارِ نَجّارٍ([20]) فعَمِلَ لهُ مِنبَرًا مِرقاتَينِ([21]) أو ثَلاثًا، فكانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجلِسُ علَيها ويَخطُبُ علَيها، فلَمّا فقَدَتْهُ الخَشَبةُ الّتي كانَ يَقُومُ عِندَها حَنَّتْ فنزَلَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَوضَعَ يَدَهُ علَيها فسَكَنَتْ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه الطّبَرانيّ.
  • عن العبّاسِ بنِ سَهلِ بنِ سَعدٍ عن أبِيه رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ إلى خشَبةٍ، فذَكَر الحدِيثَ نحوَ رِوايةِ أبِي حازِم لكِن قال فِيه: فواللهِ ما هوَ إلّا أنْ قَعَدَ علَيهِ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفَقَدَتْهُ الخَشَبةُ فَخارَتْ كخُوارِ الثَّورِ حتّى فَزِعَ النّاسُ وأَكثَرُوا البُكاءَ، فقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «انْزِعُوها فاجْعَلُوها تَحْتَ الـمِنْبَرِ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه إسحاقُ بنُ راهويهِ.
  • عن ابنِ بُرَيدةَ عن أَبِيه رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذَا خَطَبَ قامَ فأَطالَ القِيامَ، وكانَ يَشُقُّ علَيهِ قِيامُه، فأُتِيَ بجِذْعٍ فحُفِرَ له في الـمَسجِدِ وأُقِيمَ إلَى جَنْبِه، فكانَ إذَا خَطَبَ قامَ إلَيهِ واتَّكأَ عليه، فرَءاهُ رَجُلٌ كان قد قَدِمَ الـمَدِينةَ فقال: لو أَعلَمُ أنَّ مُحمّدًا يُجِيبُنِي إلى شيءٍ لَصَنَعْتُ له شيئًا يَرْفُقُ بِه، فبَلَغَ ذلكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ائْتُونِي بِهِ»، فأَتَوهُ بِه فأَمَرَهُ فصَنَع له هذهِ الـمَراقِيَ الّتي في مِنبَرِ الـمَدِينةِ، فكانَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ علَيها فوَجَدَ بِذلكَ راحةً، فلَمّا فَقَدَه ذلكَ الجِذعُ حَنَّ كما تَحِنُّ النّاقةُ، فأَتاهُ النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فوَضَعَ يَدَه علَيهِ فقال: «ما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ غَرَسْتُكَ في الـمَكانِ الّذِي كُنتَ فِيهِ فتُكونُ كما كُنْتَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَغْرِسَكَ فِي الْجَنَّةِ فَتَشْرَبَ مِنْ أَنْهَارِهَا وَعُيُونِهَا فَيَحْسُنُ نَبْتُكَ وَتُثْمِرُ فَيَأْكُلَ مِنْكَ أَوْلِيَاءُ اللهِ وَعِبادُه الصّالِحُونَ فَعَلْتُ»، فقال النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «نَعَم قَد فَعَلْتُ» مَرّتَين، فقال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ اخْتَارَ أنْ أَغْرِسَهُ في الجَنّةِ». هذا حديثٌ غرِيبٌ أخرجَه الدارِميّ وإسنادُه ضَعِيف، في إسنادِه صالحُ بنُ حَيّانَ كُوفيٌّ ضعِيفٌ.
  • عن أمِّ سَلَمةَ رضي الله عنها قالت: «كانَ لِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم خَشَبةٌ يَستَنِدُ إلَيها إذَا خَطَبَ، فصُنِعَ لهُ مِنبَرٌ أو كُرسِيٌّ، فلَـمّا فَقَدَتْهُ الخَشَبَةُ حَنَّتْ حَنِينَ النّاقَةِ حتّى سَمِعَها أَهلُ الـمَسجِدِ، فَنَزَلَ إِلَيها فاحْتَضَنَها فَسَكَنَتْ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه ابنُ أبِي عاصِم.
  • عن عبّاسِ بنِ سَهلِ بنِ سَعدٍ السّاعدِيّ عن أبيه رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ يومَ الجُمعةِ إذَا خَطَبَ إلَى خَشَبةٍ ذاتِ فَرْضَتَين([22]) أُراها مِن دَوْمٍ([23]) وكانَ يَتّكِئُ علَيها ويَستَنِدُ إلَيها فقال لهُ أصحابُه: إنّ النّاسَ قَد كَثُرا، فلَو أَمَرتَ بمِنبَرٍ تَقُومُ علَيهِ يَراكَ النّاسُ، قال: «ما شِئْتُم»، قالَ سَهلٌ: ولم يَكُن بالمدِينةِ إلّا نَجَّارٌ واحِدٌ، فانطَلقتُ أنا وذلكَ النّجّارُ إلى الغابةِ فقَطّعْناهُ مِن أَثْلاتِه([24])، فلَمّا صَعِدَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم حَنَّتِ الخَشَبةُ حَنِينَ النّاقةِ، فقال النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تَعْجَبُونَ لِهَذِهِ الخَشَبةِ»، فَرَقَّ النّاسُ وكَثُرَ بُكاؤُهُم، فنَزَلَ إلَيها رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فوَضَعَ يَدَهُ علَيها فسَكَنَتْ، فأَمَرَ بها فدُفِنَت تَحتَ الـمِنبَرِ أو جُعِلَتْ في السَّقْفِ. هذا حدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجَه البيهقيُّ ورِجالُه رِجالُ مُسلِم.
  • عن السُّدِّيّ قال: لـمّا أُمِرَ إبراهيمُ علَيهِ الصّلاةُ والسّلامُ بِذَبحِ ابنِه قال الغُلامُ: يا أبَتِ اشدُدْ علَيَّ رِباطِي لِئَلّا أَضْطَرِبَ، واكفُفْ عَنِّي ثِيابَكَ لِئَلّا يَنتَضِحَ علَيكَ مِن دَمِي، وأَسرِعِ السّكِّينَ على حَلْقِي لِيَكونَ أَهوَنَ علَيَّ. قال: فأَمَرَّ السِّكِّينَ على حَلْقِه وهو يَبكِي، فضَرَبَ اللهُ علَى حَلْقِه صَفِيحةً مِن نُحاسٍ. قال: فقَلَبَه علَى وَجهِه وحَزَّ القَفا فذلِكَ قَولُه تعالَى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيۡناهُ أَن يَا إِبْراهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّءْيَآۚ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ} [سُورة الصافّات: 103105]، فالْتَفَتَ فإذَا الكَبْشُ فأَخَذَهُ فذَبَحَه وأَقْبَلَ علَى ابنِه يُقَبِّلُه ويَقُول: يا بُنَيَّ اليَومَ وُهِبْتَ لِي.

هكَذا أخرجَه ابنُ أبِي حاتِمٍ ورِجالُه مُوثَّقُون، والسُّدِّيُّ اسمُه إسِماعيلُ ابنُ عبدِ الرَّحمـٰـنِ وهو تابعِيٌّ صَغِيرٌ مِن رِجالِ مُسلِم.

  • عن عبدِ اللهِ بنِ جَعفرٍ عن حَلِيمةَ السَّعدِيّةِ الّتي أرضَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فذَكَرَ الحدِيثَ بِطُولِ÷ وفي ءاخِرِه: قالتْ حَلِيمةُ: «فأتَيْنا بِه أُمَّه – تَعنِي ءامِنةَ بِنتَ وَهْبٍ – فقالتْ: إنّه سيَكُونُ لِابْنِي هذَا شأْنٌ، إنِّي لـمّا حمَلْتُ بِه لَم أَجِدْ حَمْلًا أخَفَّ مِنهُ، فلَمّا وضَعْتُه رَأَيْتُ نُورًا خَرَجَ مِنِّي كأنّهُ شِهابٌ، مُعْتَمِدًا بِيدَيهِ علَى الأرضِ، رافِعًا بَصَرَه إلَى السَّماءِ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه إسحاقُ بنُ راهويهِ.
  • عن أبِي أُمامةَ الباهِلِيّ رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ما كانَ بَدءُ أَمْرِكَ؟ قال: «دَعْوَةُ أَبِي إِبْراهِيمَ، وَبُشْرَى أَخِي عِيسَى([25])، وَرَأَتْ أُمِّي أنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضاءتْ لَهث قُصُورُ الشَّامِ([26])». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أحمدُ والطّبَرانيُّ.
  • عن العِرباضِ بنِ سارِيةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ: «إِنِّي عَبْدُ اللهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ([27])، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ([28])، وَإِنَّ ءادَمَ مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ([29])، وَسَأُخْبِرُكُم بِتَأْوِيلِ ذَلِكَ؛ دَعْوَةِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ صحِيحٌ أخرجَه أحمدُ.
  • عن خالدِ بنِ مَعْدانَ عن أصحابِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُم قالوا: يا رَسولَ اللهِ أَخبِرْنا عن نَفْسِكَ، قال: «دَعْوَةُ أَبِي إِبْراهِيمَ وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أحمدُ وغيرُه.
  • عن عبدِ الرَّحمـٰـنِ بنِ عَمرٍو السُّلَمِيّ عن عُتْبةَ بنِ عبدٍ السُّلَمِيّ أنّه حدَّثَهُم – وكانَ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ورضِي عنهُم – قال: سُئِلَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيفَ كانَ أوّلُ شأْنِكَ؟ قال: «كانَتْ حاضِنَتِي مِن بَنِي سَعْدٍ بنِ بَكْرٍ، فانطَلقْتُ أنَا وابْنٌ لَها فِي البَهْمِ([30]) وَلَمْ نأخُذْ مَعَنا زادًا، فقُلْتُ: يَا أَخِي انْطَلِق إِلَى أُمِّنَا فَأْتِنَا مِنْهَا بِزَادٍ، وَمَكَثْتُ أَنَا عِنْدَ البَهْمِ، فَأَقْبَلَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ فَقَالَ أَحَدُهُما لِلْآخَرِ: أَهُوَ هُوَ؟ فقال: نَعَمْ، فَأَخَذانِي فَبَطحانِي لِلْقَفَا، فَشَقّا بَطْني فَأَخْرجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْداوَيْنِ، فَقالَ أَحَدُهُما لِلآخَرِ: ائْتِنِي بِماءِ ثَلْجٍ، فَغَسَلَا بِهِ بَطْنِي، ثُـمّ قالَ: ائْتِنِي بِماءِ بَرَدٍ، فَغَسَلا بِهِ قَلْبِي، ثُمّ قالَ: ائْتَنِي بِالسَّكِينةِ، فَذَرَّها فِي قَلْبِي، ثُمَّ قالَ أَحَدُهُما لِصاحِبِهِ: حُصْهُ([31])، فَحاصَهُ وَخَتَمَ عَلَيهِ، ثُمّ قالَ: زِنْهُ بِأَلْفٍ مِن أُمَّتِهِ، فَوُضِعْتُ فِي كفَّةٍ([32]) وَالأَلْفُ في كِفَّةٍ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الأَلْفِ كَأَنَّهُم يَقَعُونَ عَلَيَّ، فقالَ: دَعْهُ، فَلَوْ وَزَنْتَهُ بِجَمِيعِ أُمَّتِهِ لَمَالَ بِهم. ثُـمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكانِي وَفَرَقْتُ([33]) فَرَقا شَدِيدًا، فَانْطَلَقْنا إِلَى أَمِّنا فَذَكَرْتُ لَها ذَلِكَ فَأَشْفَقَتْ علَيَّ وَخَشِيَتْ أَنْ يَكُونَ قَدْ أُلْبِسَ بِي([34])، قالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللهِ، فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَها([35]) فَحَمَلَتْنِي عَلَيْهِ وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى أَتَيْنَا ءَامِنَةَ – يَعنِي الَّتِي وَلَدَتْهُ – فقالتْ: قَدْ أَدَّيْتُ أَمانَتِي وَوَفَّيْتُ دَيْنِي، وَحَدَّثَتْها بِالَّذِي لَقِيَتْ فَلَمْ يَرُعْها ذَلِكَ([36]) وَقالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ صحِيحٌ أخرجَه أحمدُ. وفي حديثِ عُتْبةَ بنِ عبدٍ السَّلَمِيّ ما يَدُلُّ على أنّ ءامِنةَ رأَتِ النُّورَ في اليقَظَةِ وذلكَ عِندَ وَضْعِه.
  • عن أمّ عاصمٍ امرأةٍ عُتْبةَ بنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيّ رضي الله عنه قالت: «كُنّا عِندَ عُتبةَ بنِ فَرقَدٍ أَربعَ نِسوةٍ، فكانتْ كُلُّ امرأَةٍ مِنّا تَجتهدُ في الطِّيبِ لِتَكُونَ أطيَبَ رِيحًا مِن صاحِبَتِها، وكانَ عُتبةُ لا يَمَسُّ طِيبًا إلّا أنْ يَمَسَّ دُهْنًا يَمسَحُ بهِ لِحيتَهُ وهو معَ ذلكَ أَطيَبُ رِيحًا مِنّا، وكانَ إذَا خرجَ قالَ النّاسُ: ما رأَيْنا أطيَبَ رِيحًا مِن عُتبةَ، فسأَلْتُه عن ذلكَ فقالَ: أخذَنِي الشَّرى([37]) علَى عَهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فشَكَوتُ إليهِ ذلكَ فأمَرَنِي أنْ أَتَجرّدَ، فتَجَرَّدْتُ فجَعَلْتُ ثَوبِي علَى فَرْجِي فنَفَثَ في يَدِه ومَسَحَ ظَهْرِي وبَطنِي بِيَدِه فعَبِقَ بِي هذا الطِّيبُ مِن يَومِئذٍ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه الطّبَرانيّ.

[1])) قال الحافظ العسقلانيّ (7/184): «(اشْهَدُوا)، أي: اضْبَطُوا هذا القَدْرُ بالـمُشاهَدةِ».

[2])) يَعنُونَ النَّبِيَّ r. وأبو كَبْشةَ اسمُ رَجُلٍ كانَ قَدِيمًا فارَقَ دِينَ الجاهلِيّةِ وعَبَدَ نَجْمَ الشِّعْرَى فشَبَّهَ الـمُشركونَ النَّبِيَّ r به. وقيل: كانَتْ لِلنَّبِيّ r أختٌ مِن الرَّضاعةِ تُسمَّى كَبْشَةَ وكانَ أبُوهُ مِن الرَّضاعةِ يُكنَى بها. وقيل: كان في أجدادِه لِأُمِه مَن يُكنَى بذلك. وذَكَرَ بَعضُهم أنَّ جَماعةً مِن جِهةِ أَبِيه وأُمِّهِ يُكَنَونَ بأَبِي كَبْشَةَ، قاله الملّا عليّ في «شرح الشِّفا» (1/590).

[3])) أي: الـمُسافِرُون.

[4])) أي: أعلَمَتْ.

[5])) قال أبو العبّاس القُرطبيّ في الـمُهِم (5/470): «وأبو أُسَيد بضمّ الهمزةِ وفتحِ السِّين وياءِ التّصغِير كذا قاله عبدُ الرزّاق ووَكِيعٌ. قال ابنُ حَنبلٍ: وهو الصَّوابُ. وحكَى ابنُ مَهدِيّ عن سُفيانَ انّه بفَـتح الهَمزةِ وكَسرِ السّين واسمُه مالِكُ بنُ رَبِيعةَ».

[6])) قال ابنُ الأثِير في النّهاية (2/290): «(لا تَرِمْ)، أي: لا تَبرَحْ. يُقالُ: رامَ يَرِيمُ إذَا بَرِحَ وزالَ مِن مَكانِه».

[7])) قال شيخنا رحمه الله: «الأُسكُفّةُ هي العَتَبةُ، قالتِ الأُسْكُفّةُ ثَلاثًا، ءامينَ ءامِينَ ءامِينَ».

[8])) قال القسطلاّاني في إرشاد السّاري (3/446): «(وَكَانَ الـمَسْجِدُ)، أي: سَقْفُه (عَرِيشًا)، أي: مُظَلَّلًا بِجَرِيدٍ، يُرِيدُ أنّه لَم يَكُن له سَقْفٌ يُكِنُّ النّاسَ مِن المطَر».

[9])) قال عبد الغنيّ الدِّهْلَويّ في إنجاح الحاجة (ص102): «خار أي صاتَ صَوتَ البقَرةِ لفِراقِه r، مأخوذٌ مِن الخُوارِ بالضَمّ صَوتِ البقَرة».

[10])) قال في الصّحاح (3/1064): «الأَرَضةُ بالتّحرِيك دُوَيبّةٌ تأكُل الخشَبَ».

[11])) قال في لسان العرَب (2/34): «الرُّفاتُ الحُطامُ مِن كُلّ شيءٍ تَكَسَّر».

[12])) أي: لِحفْظِه.

[13])) روَى الشّافعيُّ في مُسنَدِه خبرَ استِخراج اُبَيّ رضي الله عنه للجِذع.

[14])) قال الزّرقانيّ في شرح المواهِب (6/533): «هو باقُومُ بموحَّدةٍ فألفٍ فقافٍ مضمومةٍ ءاخِرَه مِيمٌ أو لامٌ، أو مِينًا أو غَيرُهما، والأصحُّ والأشهرُ أنّه مَيمُونٌ».

[15])) قال شيخنا رحمه الله: «النّبِيُّ r دَفَنَه حتّى لا يُعاوِدَ الصُّراخَ كُلَّما رأَى النَّبِيَّ r. وفي «سُنَن ابنِ ماجهْ» وفي «مُسنَد الشافعِيّ» أنّ أُبَيًّا رضي الله عنه أَخرَجَ الجِذْعَ وأَخَذَه إلَى بَيتِه فالنَّبيُّ دَفَنَه ليسَ لِئَلّا يُتَبرَّكَ بِه بل حتَّى لا يُعاوِدَ الصُّراخَ».

[16])) أي: الدَّرَجاتِ.

[17])) أي: أَحلِفُ باللهِ الّذي نَفْسِي تحتَ مَشِيئَتِه وتَصرُّفِه، واللهُ مُنزَّه عن الجارحةِ والعُضو.

[18])) أي: الثَّكْلَى الّتي فَقَدَتْ وَلَدَها.

[19])) قال ابنُ الأثِير في النّهاية (1/418): «النّاقةُ الخَلُوجُ هي الّتي اخْتُلِجَ وَلدُها أي انْتُزعَ مِنها».

[20])) والمرأةُ اسمُها عائشةُ، والنَّجّارُ اسمُه باقُومُ أو مَيمُونٌ أو مِيْنَا أو قَبِيصةُ أو غَيرُ ذلكَ، قاله القسطلّاني في إرشاد السّاري (1/442).

[21])) أي: درَجَتَين.

[22])) قال ابنُ مالِكٍ في الإكمال (2/480): «الفُرْضةُ الخشَبة الَّتِي يَدُور علَيها البابُ».

[23])) قال في لشان العرَب (12/218): «والدَّومُ شَجرُ الـمُقلِ واحِدَتُه دَوْمَةٌ، وقيل: الدَّومُ شَجرٌ مَعروفٌ ثَمَرُهُ الـمُقْلُ».

[24])) قال ابن الأثير في النّهاية (1/23): «الأثْلُ شجَرٌ شَبِيهٌ بالطَّرْفاءِ إلّا أنّه أعظَمُ مِنه».

[25])) قال ابنُ الأثير في النّهاية (2/122): «(دَعْوَةُ أَبِي إِبْراهِيمَ) دَعوةُ إبراهيمَ علَيه السَّلامُ هي قولُه: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيْهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِم ءايَاتِكَ} [سُورة البقَرة: 129]، (وَبِشَارَةُ عِيسَى) قولُه: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولِ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [سُورة الصَّفِّ: 6]».

[26])) قال الملّا عليّ في المرقاة، (9/3685): «أي: تَبَيَّنَ لَها مِن ذلكَ النُّور قُصورُ الشّام».

[27])) أي: ذلكَ مكتوبٌ في اللَّوحِ المحفوظِ.

[28])) وفي روايةٍ: «إِنِّي عِنْدَ اللهِ فِي أُمّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ».

[29])) قال ابن الأثير في النّهاية (1/248): «(لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ)، أي: مُلقًى على الجَدالةِ وهي الأرضُ».

وقال شيخنا رحمه الله: «يرِيدُ بِه أنّه r كان كذلك في قَضاءِ اللهِ وتَقدِيره قبل أن يكُونَ أبو البشَرِ وأوَّلُ الأنبياءِ ءادمُ صلواتُ الله علَيهِم وسلامُه».

[30])) قال ابن الأثير في النّهاية (1/168): «البَهْمُ جمعُ بَهْمةٍ وهي ولَدُ الضَّأنِ الذّكَر والأُنثَى، وجَمعُ البَهْم بِهامٌ، وأولادُ الـمَعزِ سِخالٌ، فإذَا اجتَمَعا أُطلِقَ علَيهِما البَهْمُ والبِهامُ».

[31])) أي: خُطْ مَوضِعَ الشَّقِّ، مِن الخِياطةِ.

[32])) قال النوويّ في شرح مُسلِم (11/19): «(بِكِفَّةٍ) بكَسرِ الكافِ. قال أهلُ اللُّغة: كِفّة الـمِيزانِ وكُلُّ مُستدِيرٍ بكَسرِ الكافِ، وكُفّةُ الثَّوبِ والصّائِدِ بضَمِّها، وكذلك كلُّ مُستطِيلٍ، وقيل بالوجهَينِ فيهما معًا».

[33])) أي: فَزِعتُ.

[34])) أي: مَسَّنِي أذًى.

[35])) قال ابنُ علّان في شرح الرِّياض (4/480): «رحَلَ البَعيرَ بتَخفيفِ الحاء قال في «الـمِصباح»: مِن بابِ نفَع، أي: جعَل علَيه الرَّحْلَ، أي: شدَّه علَيه، كما في «الـمِصباح»، والرَّحلُ للجمَلِ بمَنزِلة السَّرْجِ للفرَسِ».

[36])) أي: لَم يُفزِعْ ذلكَ السيِّدةَ ءامِنَةَ رضي الله عنها.

[37])) قال الزّبِيديّ في تاج العروس (38/364): «والشَّرَى اسمٌ لشيءٍ يَخرُج على الجسَدِ كالدَّراهِم أو لِبُثورٍ صِغارٍ حُمرٍ حَكّاكةٍ مُكْرِبةٍ تَحدُث دُفعةً واحِدةً غالبًا، وقد تَكُون بالتَّدرِيج وتَشَتدُّ ليلًا لِبُخارٍ حارٍّ يَثُورُ في البدَنِ دُفعةً واحدةً».