الأحد نوفمبر 3, 2024

الْوَاْرِثُ: هوَ الباقي بعدَ فناءِ الخلقِ قالَ تعالى: ﱡﭐ   ([1])، قالَ ابنُ منظورٍ: “الوارثُ: صفةٌ منْ صفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهوَ الباقي الدائمُ الذي يَرِثُ الخلائقَ ويبقى بعدَ فنائِهم، و اللهُ عزَّ وجلَّ يرثُ الأَرضَ ومَنْ عليها وهوَ خيرُ الوارثينَ أَي يبقى بعدَ فناءِ الكلِّ، ويَفْنى مَنْ سواهُ، قالَ تعالى: ﱡﭐ اهـ ([2])([3]). وقالَ البَيْهَقِيُّ: “ومنها الوارثُ ومعناهُ الباقي بعدَ ذهابِ غيرِه، وربُّنا جلَّ ثناؤُه بهذهِ الصفةِ لأَنَّه يبقى بعدَ ذهابِ الْمُلَّاكِ الذينَ أَمْتَعَهُمْ في هذهِ الدنيا بما آتَاهم، لأَنَّ وجودَهم ووجودَ الأملاكِ كانَ بمشيئَتِهِ، ووجودُه سبحانَهُ ليسَ بإيجادِ غيرِهِ، وهذا الاسمُ مما يُؤْثَرُ عنْ رسولِ اللهِ في خبرِ الأسامي، وقالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﱡﭐ   ([4])([5]).انتهـى كلام البيهقي بتصرفٍ قليلٍ.

فَاْئِدَةٌ: قالَ تعالى: ﱡﭐ ﱷﱸ([6])، والمرادُ بهذهِ الآيةِ مَا قالَه الطبريُّ: ولقدْ قضَينا فأثْبَتْنَا قضاءَنا في الكتبِ مِنْ بعدِ أمِّ الكتابِ، ﱷﱸ يعني بذلكَ: أن أرضَ الجنةِ يرثُها عباديَ العاملونَ بطاعتِه المنتهونَ إلى أمرِه ونهيِه مِنْ عبادِه، دونَ العاملينَ بمعصيتِه منهمُ المؤثرينَ طاعةَ الشيطانِ على طاعتِه([7]).اهـ وقدْ خالفَ في ذلكَ بعضِ العصريينَ في زمانِنَا فقالَ: إِنَّ الأرضَ يعني أرضَ الدنيا ﱡ  ﱷﱸ لعَمَارَتها وهذا مخالفٌ لسَننِ العلماءِ والمفسرينِ.

دُعَاءٌ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَالحِيْنَ الذينَ يَدْخُلُوْنَ الجنةَ بِلَاْ عَذَابٍ يَا اللهُ.



 سورة الحجر / 23.([1])

 سورة مريم / 40.([2])

لسان العرب لابن منظور ج 2 ص 199. ([3])

 سورة الحجر / 23.([4])

الأسماء والصفات للبيهقي ج 1 ص 46. ([5])

 سورة الأنبياء / 105.([6])

 جامع البيان في تأويل آي القرآن للطبري ج 17 ص 80.([7]