الْمُحْيِيْ:
هوَ الذي يحيي النطفةَ الميتةَ
فيخرجُ منها النَّسَمَةَ الحيةَ ويحيي الأجسامَ الباليةَ بإعادةِ الأرواحِ إليها
عندَ البعثِ قالَ
تعالى: ﱡﭐ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ([1]). فَهذهِ النطفةُ
الميتةُ التي لَا روحَ فيها وهيَ المنيُّ المتجمعُ منيُّ الرجلِ ومنيُّ زوجتِهِ
تصيرُ عَلَقَةً ثُمَّ مضغةً، ثُمَّ يُنفخُ فيها الروحُ، فقدْ جاءَ مِنْ حديثِ عبدِ
اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ
اللهِ ﷺ
وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: ((إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي
بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نطفة ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلِكَ،
ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ
الرُّوحَ([2])
وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ
وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَالَّذي لاَ إِلهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ
لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا
إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّار
فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى
مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا([3])))([4]). فسبحانَ مَنْ يُخرجُ
الحيَّ منَ الميتِ، هذا نبيٌ كريمٌ أفضلُ الأنبياءِ بعدَ نبيِّنَا ﷺ
نبيُّ اللهِ إبراهيمُ أبوهُ كانَ كافرًا، وسبحانَ مَنْ يُخرجُ الميتَ مِنَ الحيِّ،
فهذا نبيٌ كريمٌ مِنْ أُولِي العزمِ مِنَ الرُّسلِ سيدُنَا نوحٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ
كانَ ابنُهُ كافرًا باللهِ قالَ اللهُ تعالى: ﭐﱡﭐﱁﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ
ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱖﱠ([5]). وعنْ مجاهدٍ : “يُخرجُ
الحيَّ مِنَ الميتِ: “النطفةُ تخرُجُ مَيتةً ويُخْرِجُ منها الحيَّ”([6]).
فَهَا هُوَ سيفُ اللهِ المسلولُ خالدُ بنُ الوليدِ أبوهُ ماتَ كافرًا معادِيًا لرسولِ اللهِ ﷺ،
وعكرمةُ بنُ أبي جهلٍ أبوهُ ماتَ كافرًا معاديًا للإسلامِ وهوَ ماتَ شهيدًا . فاللهُ
تعالى يخلقُ الحياةَ فيمنْ شاءَ مَنْ خَلقِهِ، ويَسْلُبُ الحياةَ ممنْ شاءَ مِنْ خلقِهِ،
فهوَ خالقُ الحياةِ والموتِ وهوَ المحيي المميتُ سبحانَهُ، وهكذَا كمَا جاءَ في
القرآنِ كانتْ قصةُ أصحابِ الكهفِ التى جَعلَها اللهُ تعالى تذكرةً للناسِ وعبرةً
وموعظةً ودليلًا على قدرَتِهِ العظيمةِ وأَنَّهُ لا يُعْجِزُهُ شىءٌ وأَنَّهُ
سبحانَه المحيي المميتُ.