الْمُؤْمِنُ:
وهوَ الذي يَصدُقُ عبادَه وعدَه ويفي
بما ضَمِنَهُ لهم ﭧﭐﭨﭐ ﱡﭐﲦ ﲧ ﲱﱠ([1])،
فاللهُ
تعالى صدقَ أنبياءَهُ بإظهارِ المعجزاتِ على أيديهم، واللهُ تعالى يَصْدُقُ عبادَه
بما ضمنَه لهم مِنَ الثوابِ في الآخرةِ قالَ اللهُ تعالى: ﭐﱡﭐﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ
ﱦ ﱧ ﱨﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴﱠ([2])، واللهُ تعالى صدقَ المؤمنينَ بما ضَمِنَه مِنْ حفظِ
القرآنِ ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﲎﱠ([3])، ويَصدقُ عبادَه بما ضمنَه لهم مِنَ الرزقِ في الدنيا قالَ اللهُ تعالى: ﭐﱡﭐﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ
ﱌ ﱍﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒﱓﱠ([4])، ويصدقُ عبادَه بما ضمنَه لهم مِنَ الأمنِ يومَ الدينِ قالَ اللهُ تعالى: ﭐﱡﭐﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱠ([5])،
ويَصدقُ سبحانَه في إنفاذِ وعدهِ الذي وعدَ بهِ الكافرينَ منَ العذابِ، فقدْ وعدَ
اللهُ الكافرينَ نارًا وقودُها الناسُ والحجارةُ عليها ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ لا
يعصونَ اللهَ ما أمرَهم ويفعلونَ ما يؤمرونَ، يكونونَ فيها إلى ما لا نهايةَ له لا
يخرجونَ منها ولا يخففُ عنهمُ العذابُ ولا هم يُنظَرون ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐﳑ ﳒ ﳓﳔﱠ([6])، واللهُ
تعالى وعدَ النصرَ لعبادِه المؤمنينَ قالَ اللهُ تعالى: ﭐﱡﭐﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ
ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﲠﱠ([7])، فاللهُ
تعالى نصرَ أنبياءَه ونصرَ المتقينَ مِنْ خلقِهِ ونصرَ أولياءَهُ، فهوَ الذي نصرَ
أبا بكرٍ ومَنْ مَعَهُ مِنَ الصحابةِ
رضوانُ اللهِ عليهم بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ ﷺ
وقدِ ارتدتْ كثيرٌ مِنْ قبائلِ العربِ، لكنَّ اللهَ تعالى نصرَهُم بصدقِهِم وإخلاصِهِم
وبدفاعِهِم عن دينِ رسولِ اللهِ ﷺ،
وهوَ سبحانَه الذي نصرَ نوحًا عليهِ الصلاةُ والسلامُ على قومِه، ونصرَ إبراهيمَ لَمَّا
عاداهُ النمرودُ وأرادَ حَرقَهُ، ونصرَ موسى وهارونَ ونَجَّاهُمَا وقَومَهُمَا مِنَ
القومِ الظالمينَ ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱠ ([8]).
فالذي وعدَ اللهُ بهِ يضمنُه ويصدقُ وعدَه، ومرادُه
تعالى ينفُذُ في خلقِهِ لا مانعَ لمشيئتهِ، فهوَ الفّعَّالُ لما يريدُ ﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐﲰ ﲱ ﲲﲳﱠ([9])،
وقالَ تعالى: ﭐﱡﭐﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ
ﳂﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈﳉﱠ([10]) وقالَ تعالى: ﱡﭐﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺﱻﱠ([11])
أي أنَّهُ
تعالى قادرٌ على تكوينِ ما سبقَتْ بهِ إرادتُه لا يُعْجِزُهُ عنْ ذلكَ شىءٌ، يفعلُ
مَا يشاءُ بلا مشقةٍ، ولا يمانِعُه أحدٌ ولا يحتاجُ إلى استعمالِ آلةٍ وحركةٍ ولا
إلى استعانةٍ بغيرهِ، ولا تخلفَ لمرادِهِ فهوَ الذي إذا أرادَ شيئًا فلا بدَّ أنْ
يحصلَ مرادُه في مخلوقاتِه، لا مانعَ لنفاذِ مشيئتِه ولا معقبَ لحكمِه.