الأحد يناير 26, 2025

الدَّرْسُ السَّابِعُ

الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُعْجِزَةِ وَالسِّحْرِ

 

خلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ وَجَعَلَ لَهُ عَقْلًا يُمَيِّزُ بِهِ الْحَسَنَ مِنَ الْقَبِيحِ وَأَرْسَلَ أَنْبِيَاءَهُ لِيُرْشِدُوهُمْ إِلَى طَرِيقِ النَّجَاةِ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يُعَانِدُونَ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ فَلا يَسْتَعْمِلُونَ عُقُولَهُمْ لِمَا خُلِقَتْ لَهُ.

وَقَدْ أَيَّدَ اللَّهُ تَعَالَى رُسُلَهُ الْكِرَامَ بِالْمُعْجِزَاتِ وَالْمُعْجِزَةُ هِىَ أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ أَىْ عَلَى خِلافِ الأَشْيَاءِ الَّتِى يَعْتَادُهَا النَّاسُ وَهِىَ تَحْصُلُ عَلَى يَدِ الأَنْبِيَاءِ وَتُوَافِقُ دَعْوَاهُمْ وَلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُعَارِضَهَا بِالْمِثْلِ كَخُرُوجِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ النَّبِىِّ مُحَمَّدٍ وَانْقِلابِ الْعَصَا ثُعْبَانًا لِسَيِّدِنَا مُوسَى.

وَالْمُعْجِزَةُ لَيْسَتْ سِحْرًا لِأَنَّ السِّحْرَ يُتَوَصَّلُ إِلَيْهِ بِالتَّعَلُّمِ وَالْمُمَارَسَةِ وَيُعَارَضُ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ أَىْ قَدْ يَأْتِى سَاحِرٌ بِسِحْرٍ أَقْوَى فَلِذَلِكَ ءَامَنَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ بِمُوسَى رَسُولًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَمَّا انْقَلَبَتْ عَصَاهُ ثُعْبَانًا حَقِيقِيًّا وَابْتَلَعَتْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ الَّتِى خُيِّلَ لِلنَّاسِ أَنَّهَا حَيَّاتٌ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ سِحْرًا.

وَالسِّحْرُ فِعْلُهُ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ.

 

أَسْئِلَةٌ.

   (1) لِمَ خَلَقَ اللَّهُ لِلإِنْسَانِ عَقْلًا وَلِمَ أَرْسَلَ الأَنْبِيَاءَ.

   (2) بِمَ أَيَّدَ اللَّهُ تَعَالَى رُسُلَهُ الْكِرَامَ وَمَا هِىَ الْمُعْجِزَةُ.

   (3) عَلَى يَدِ مَنْ تَحْصُلُ الْمُعْجِزَاتُ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُعَارِضَهَا بِالْمِثْلِ.

   (4) اذْكُرْ مُعْجِزَةً حَصَلَتْ لِلنَّبِىِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُخْرَى لِسَيِّدِنَا مُوسَى.

   (5) مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُعْجِزَةِ وَالسِّحْرِ.

   (6) مَا حُكْمُ فِعْلِ السِّحْرِ.