الْجَلِيْلُ:
أيِ الموصوفُ بالجلالِ ورِفعةِ
القدرِ ولفظُ الجليلِ لم يَرِدْ في القرآنِ إلا أَنَّ الجليلَ هوَ الذي لهُ الجلالُ،
وهذا وردَ في سورةِ الرحمنِ مرتينِ قالَ اللهُ تعالى: ﭐﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰﱠ([1]). قَالَ
الرَّازِيُّ([2])
وَالبَيْضَاوِيُّ([3])
وَالنَّسَفِيُّ([4])
وَأَبُو حَيَّانَ([5])
“وَجْهُ رَبِّكَ أَيْ ذَاتُهُ” وقالَ القرطبيُّ: “ ﭐﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰﱠ. الجلالُ
عظمةُ اللهِ وكبرياؤُه واستحقاقُه صفاتِ المدحِ.اهـ([6])،
قالَ ابنُ منظورٍ: “اللهُ الجَلِيلُ سبحانَه ذو الجَلالِ والإِكرامِ جَلَّ
جَلالُ اللهِ وجَلالُ اللهِ: عَظمتُه. والجَلِيلُ: مِنْ صفاتِ اللهِ تقدَّسَ
وتعالى وقَدْ يوصَفُ بهِ الأَمرُ العظيمُ. وفي الحديثِ: (أَلِظُّوا بِـَياْ ذَاْ
الـجَلَاْلِ وَالإِكْرَامِ) قيلَ: أَرادَ عَظِّمُوه، وجاءَ تفسيرُه في بعضِ
اللغاتِ: أَسْلِمُوا([7])“.اهـ
وقالَ البَيْهَقِيُّ: “قالَ أبو سليمانَ الخطابيُّ: الجلالُ مصدرُ الجليلِ،
يقالُ: جليلٌ مِنَ الجلالةِ والجلالِ، والإكرامُ مصدرُ أكرمَ يكرمُ إكرامًا،
والمعنى أَنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يستحقُّ أنْ يُجَلَّ وَيُكْرَمَ فَلَا يُجْحَدَ وَلَا
يُكْفَرَ بِهِ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ المعنى أَنَّهُ يُكْرِمُ أهلَ ولايَتِهِ ويَرْفَعُ
درجاتِهم بالتوفيقِ لطاعتِه في الدنيا، ويجلُّهم بأنْ يتقبلَ أعمالَهم ويرفعَ في
الجنانِ درجاتِهم، وقدْ يحتملُ أنْ يكونَ أحدُ الأمرينِ وهوَ الجلالُ مضافًا إلى
اللهِ تعالى بمعنى الصفةِ لهُ، والآخرُ مضافًا إلى العبدِ بمعنى الفعلِ منهُ، كقولِه
سبحانَه وتعالى: ﱡﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱠ([8])
فانصرفَ أحدُ الأمرينِ إلى اللهِ
سبحانَه وتعالى وهوَ المغفرةُ والآخرُ إلى العبادِ وهوَ أهلُ التقوى واللهُ أعلمُ([9])“.
نحنُ نُجِلُّ اللهَ تعالى بمعنى أنَّنا نُعَظِّمُهُ سبحانَه التعظيمَ الواجبَ ولا
نُعَظِّمُ شيئًا كَتَعْظِيْمِنَا للهِ تعالى نُعظِّمُ اللهَ تعالى في قلوبِنا إلى
أقصى درجاتِ التعظيمِ إلى نهايةِ درجاتِ التعظيمِ هذهِ هيَ المحبةُ الواجبةُ للهِ
تعالى علينَا، محبةُ اللهِ تعظيمُهُ إلى أقصى التعظيمِ وهذا هوَ معنى العبادةِ،
ولا نُعظِّمُ أحدًا كمَا نُعظِّمُ اللهَ تعالى، فالذي يُعظِّمُ أحدًا كمَا يُعظِّمُ
اللهَ فهوَ كافرٌ مُشركٌ أشركَ باللهِ عَبَدَ غيرَ اللهِ معَ اللهِ نحنُ لسنَا هكذَا،
نُحِبُّ رسولَ اللهِ ﷺ أكثرَ مِنْ أهلِنا وأولادِنا لكنْ لا نُعظِّمُ الرسولَ ﷺ كمَا
نُعظِّمُ اللهَ بلْ نُعظِّمُ اللهَ فوقَ تعظيمِنا لأيِّ شىءٍ ولأيِّ أحدٍ نُعظِّمُهُ
نهايةَ التعظيمِ غايةَ التعظيمِ سبحانَه.
دُعَاءٌ:
يَا اللهُ يَا جَلِيْلُ يَا مَنْ عَلَيْهِ الْمُتَّكَلُ لَا تَجْعَلْ لِلْدُنْيَا
مَحَلًّا فِي قُلُوْبِنَا يَا اللهُ.