الْبَدِيْعُ: هوَ الذي خلقَ الخلقَ مبدعًا لهُ
ومخترعًا لَا على مثالٍ سابقٍ قالَ تعالَى: ﱡﭐ ﲥ ﲦ ﲧﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ([1])ﲱ ﱠ([2])، ﱡﭐﲥ ﲦ ﲧ ﲱﱠ أي مُبدِعُها و
مُنشِئُها عَلى غيرِ مِثالٍ سابِقٍ، فاللهُ خالقُ كلِّ شىءٍ وأبدعَ كلَّ شىءٍ فهوَ
المبدعُ الخالقُ سبحانَه الذي أتقنَ كلَّ شىءٍ خلقَه قالَ تعالَى: ﱡﭐﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣﱠ([3]).
([1])ﱡ ﲩ ﲪ ﲫ ﲱﱠ أيْ وإذا حَكَمَ و قَدَّر، ﱡ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱﱠ هذهِ
الآيةُ دِلالةٌ على سُرعةِ إيجادِ اللهِ للمَخلوقاتِ، وَمَعناهُ لا مُمانعةَ لِما
أرادَ اللهُ سُبحانَهُ وتعالى، وليسَ معناهُ أنَّ اللهَ كُلَّما أرادَ أن يخلقَ
شيئًا قالَ لهُ كُنْ، لأَنَّ الكافَ والنُونَ حَرفانِ والحُروفُ حادِثةٌ مَخلوقةٌ،
كَمَا قالَ أبو حنيفةَ t عنِ اللهِ: ويَتكلَّم
لا كَكلامِنا نحنُ نتكلَّمُ بالآلاتِ مِنَ المخارجِ والحُروفِ واللهُ يَتكلمُ بِلا
آلةٍ وبِلا حَرفٍ.اهـ
الفقه الأكبر لأبي حنيفة ص26.