الجمعة نوفمبر 8, 2024

الْأَوَّلُ: هوَ الأزليُّ القديمُ الذي ليسَ لهُ بدايةٌ قالَ اللهُ تعالى: ﭐﱡﭐ   ([1])، والقِدَمُ معناهُ الأزليةُ فإذا قيلَ اللهُ قديمٌ: معناهُ لا ابتداءَ لوجودِهِ، هذا في حقِّ اللهِ أما في حقِّ غيرِه إذا قيلَ قديمٌ: فمعناهُ مضى عليهِ زمانٌ طويلٌ كذلكَ الأزليُّ فاللهُ تعالى هوَ الأزليُّ بهذا المعنى أي لا ابتداءَ لوجودِهِ فلا أَزَلِيَّ إلا اللهُ، وأمَّا الأزليُّ بمعنى قِدَمِ الزمنِ فيوصفُ بهِ المخلوقُ لغةً فقدْ قالَ الفيروزأباديُّ: “الهرمانِ بِناءانِ أزليانِ بمصرَ([2])“. فاللهُ تباركَ وتعالى هُوَ القديمُ هوَ الأزليُّ بمعنى لا ابتداءَ لوجودِهِ، ولم يَرِدْ في القرءانِ إطلاقُ القديمِ على الله بهذا اللفظِ لكنْ وردَ معناهُ قالَ تعالى: ﭐﱡﭐ ﳄﳍ لأَنَّهُ لا يجوزُ تفسيرُهُ بِقِدَمِ الزمنِ لأنَّ قِدمَ الزمنِ صفةٌ مِنْ صفاتِ المخلوقاتِ، واللهُ تعالى كانَ قبلَ الزمانِ فلا يوصفُ بِقِدَمِ الزَّمَنِ. وإثباتُ لفظِ القديمِ للهِ تعالى يُفهمُ مِنْ أحاديثَ وردتْ عَنْ رسولِ اللهِ منها: ((أَعُوذُ بِالله الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ))([3]) ومعنى قولِهِ : ((وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ)) بذاتِهِ الكريمِ، ومعنى ((وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ)) ملكُ اللهِ أزليٌّ أبديٌّ، وقدْ نقلَ الإجماعَ على جوازِ إطلاقِ لفظِ القديمِ على اللهِ تعالى الزبيديُّ فقالَ: “وقدْ أجمعتِ الأمةُ على وصفِهِ تعالى بهِ”([4]).اهـ ويجبُ أن يُعتقدَ أَنَّ اللهَ أزليٌّ لا بدايةَ لهُ وأنَّ صفاتِهِ تعالى أزليةٌ لا بدايةَ لها، وقدْ قالَ الإمامُ أبو حنيفةَ  في الوصيةِ: “مَنْ قالَ بحدوثِ صفةٍ مِنْ صفاتِ اللهِ أو شَكَّ أو توقفَ كفرَ” اهـ.

دُعَاءٌ: اللَّهُمَّ يَا أَوَّلُ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَسُلْطَانِكَ القَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ.



سورة الحديد /  3. ([1])

القاموس المحيط ج 1 ص 1169. ([2])

 سنن أبي داوود ج 2 ص 132.([3])

 إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ج 2 ص 21.([4]