الأربعاء يونيو 18, 2025

قال الشيخ أحمد زيني دحلان([1]): ثم أرادوا المسير إلى مكة، فعلموا أن مكة في ذلك الوقت فيها كثير من الحجاج، ويقدم إليها الحاج الشامي والمصري، فيخرج الجميع لقتالهم، فمكثوا في الطائف إلى أن انقضى شهر الحج([2])، وتوجه الحجاج إلى بلادهم، وساروا بجيوشهم يريدون مكة، ولم يكن للشريف غالب قدرة على قتال جيوشهم، فنزل إلى جدة، فخاف أهل مكة أن يفعل الوهابية معهم مثل ما فعلوا مع أهل الطائف، فأرسلوا إليهم وطلبوا منهم الأمان لأهل مكة، فأعطوهم الأمان، ودخلوا مكة ثامن محـرم مـن السنة الثامنـة عشر بعد المائتين وألف (1218هـ )، ومكثوا أربعة عشر يوماً يستتيبون([3]) الناس ويجـددون لهـم الإسلام على زعمهم، ويمنعونهم من فعل ما يعتقدون أنه شرك، كالتوسل وزيارة القبور. انتهى كلام الشيخ ابن دحلان.

([1]) في كتابه الفتوحات ج2/234.

([2]) بقاؤهم في الطائف إلى انتهاء موسم الحج هو دليلٌ على أنهم بيتوا لقتل المسلمين وليس لنشر التوحيد الذي يزعمونه، وإلا لما انتظروا حتى رحل الحجاج؟! حيث أنهم لو كانوا يحرصون على نشر التوحيد الذي يزعمونه لدعوا الناس في الحج، لأنه موسم تجمُّع لمختلف المسلمين من شتى بقاع الأرض، ولكنهم كانوا يريدون قتل أهل مكة، فانتظروا حتى فرغت مكة من الحجيج ثم زحفوا إليها.

([3]) هذا دليلٌ آخر على أنهم كانوا يرمون المخالف لهم بالكفر والشرك.