الأحد نوفمبر 9, 2025

المَلائِكةُ الكِرامُ

  • قال الشَّيخُ: منَ الملائكة مَن هُم موكَّلُونَ بالسّياحَةِ في الأرض ليَكتُبوا الصّلاةَ على النّبيّ ﷺ ليَعرضُوها على رسولِ الله، ويَكتُبونَ السَّلامَ عليه مِن أفواهِ المسلمينَ فيَعرضُونَها على رسولِ الله.

ومنهُم مُوكَّلُونَ بالسّياحَةِ في الأرض ليَدُورُوا على مجَالِس الذّكْر، ومنهُم ملائكةٌ موكّلُونَ بزيارةِ المؤمنينَ الصّالحِينَ ليَنفَحُوهُم بنَفَحاتِ خَير. كانَ رجلٌ مِن أصحابِ رسولِ الله ﷺ يُسمَّى العِرْباضَ بنَ سَارية كَبِر سِنُّه بعدَ وَفاةِ رسولِ الله ﷺ فصارَ يَشعُر بضَعفٍ وانحِطاطٍ بجِسمه فكانَ يتَمنّى الموتَ فيقولُ: اللّهُم إنّه كَبِرَ سِنّي ورَقَّ عَظمِي فاقْبِضْني إليكَ غيرَ مَفتُون، فبَينا هو ذاتَ يَوم في مَسجِد دِمَشقَ رأى شابًّا جميلَ الشّكْل يَلبَسُ ثَوبًا أخضَرَ على ثَوبٍ أَخضَرَ فقال لهُ: لا تَقُل هَكذا، قالَ لهُ: ماذا أقول؟ قال قل: اللهُمّ حَسِّن العملَ وبَلّغ الأجَل. فقال: جَزَاكَ اللهُ خَيرًا يا ابنَ أخِي مَن أنتَ([1]) فقال: أنا رتَائيلُ الذي يَسُلُّ الحَزَنَ مِن صدُورِ المؤمنين. فهذا المَلَك الذي ظهَرَ للعِرباض بنِ ساريةَ صاحبِ رسول الله ﷺ بهذا الشّكلِ البشريّ مِن ملائكةِ الرّحمة الذينَ هم مَأمورون بأن يدُورُوا في الأرض لزيارة المؤمنينَ الصّالحينَ ليُفَرّجوا عنهم كَرْبًا أو يُعلّمُوهم فائدةً دِينيّةً أو يُنشّطُوهم على طاعةِ الله تعالى حتّى يَزيدُوهم نَشَاطًا، يزورُون الصّالحينَ أولياءَ اللهِ في الأرض. هذا مِن جملتهم هذا يُقالُ له مَلَكٌ مِن ملائكةِ الرَّحمة.

  • قال الشَّيخُ: كُلُّ سماءٍ لها رئيسٌ مِن الملائكةِ، فالسّماءُ الأولى لها رئيسٌ يُسمّى إسماعيلَ تحتَ يده اثنا عشَرَ ألفًا منَ الملائكة([2]).
  • قال الشَّيخُ: المشركونَ مِن أهل مكّة وغيرِهم في الجاهلِيةِ كانوا يقولون الملائكةُ بناتُ الله وأمَّهاتُهم بناتُ سَرَواتِ الجن أي أشرافِ الجنّ، عُظَماءِ الجِنّ هذا قولُ المشركين.
  • قال الشَّيخُ: الجِبَال لها ملَكٌ موكَّلٌ بها والمطَرُ والنّباتُ لهما ملَك.
  • قال الشَّيخُ: أكثرُ عبادِ الله الملائكةُ ثم الجِنُّ ثم البَشر.
  • قال الشَّيخُ: الملائكةُ لا يموتُ واحدٌ منهم إلا بعدَ النّفخ في الصُّور.
  • قال الشَّيخُ: إذا قيلَ عن كافرٍ فلانٌ كالملائكةِ مِن حيثُ أعمالُه هذا كُفرٌ، أمّا مِن حيثُ جمالُ الخِلقَة إذا قيلَ عن كافِرةٍ أو كافرٍ فلانٌ أو فلانةُ كالملَك أي تُشبِهُ الملائكةَ في جمَالها ما فيهِ كُفر.
  • قال الشَّيخُ: جِبريلُ هوَ مَلَك الرّيح، مُنكَرٌ ونَكيرٌ وجِبريلُ يَعرفُونَ كُلَّ اللّغاتِ ولكن لَيسَ كُلُّ الملائكةِ يَعرِفُونَ جَميعَ اللّغَات.
  • قال الشَّيخُ: الملائكةُ أجسَامٌ لطِيفَةٌ يَستَطِيعونَ أن يَدخُلُوا في جِسم الإنسانِ. مَلَكُ الرَّحِم يَدخُلُ الرَّحِم يَشتَغِلُ بالرَّحم هو يُصَوِّر بإذنِ اللهِ هذه الصُّورةَ البَشرِيَّة يَسْتَعلِمُ منَ الله تعالى هل ذَكرٌ أو أُنثَى فيُقالُ لهُ ذَكَرٌ أو يُقَالُ لهُ أُنثَى ويَسْتَعلِمُ مِنَ اللهِ شَقِيٌّ أو سعِيد فيُقالُ لهُ شَقيٌّ أو سَعِيد، أمّا الرُّوحُ فلا يَنفُخُها إلّا في وَقتِها.
  • قال الشَّيخُ: أغلَبُ الوَحْي مِن طَريق جبريلَ وبَعضُ الوَحْي مِن غيرِ طَريقِ جِبريل.
  • سُئِلَ الشَّيخُ: كيف كانت الملائكةُ تَتلَقّى الأوامرَ منَ الله؟

فقال الشَّيخُ: الملائكةُ لهم رُسُلٌ أعلَى منهم درَجةً عندَ الله يُبَلّغُونَهم، ، يُوحِي اللهُ إليهم فيُبَلِّغُون غيرَهم منَ الملائكة.

سُئِلَ الشَّيخُ: رُسُلُ الملائكةِ كيف كانوا يتَلَّقَون الأوامرَ منَ الله.

فقال الشَّيخُ: ما ورَد في تفصِيلِ هذا شَىء.

  • سُئِلَ الشَّيخُ: الملائكةُ التي تَحفَظُ بَني ءادمَ مِنَ الجِنّ هل هذا يَعُمُّ المسلمينَ والكافِرين؟

فقال الشَّيخُ: يَعُمّ.

([1])  هو ظنّه منَ البَشَر.

([2])  روى الطبري في تفسيره عن أبي سعيد، قال: سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: “لَمَّا فَرَغْتُ مِمَّا كانَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ، أُتِيَ بالمِعْرَاجِ، ولَمْ أرَ شَيْئا قَطُّ أحْسَنَ مِنْهُ، وَهُوَ الَّذِي يَمُدُّ إلَيْهِ مَيِّتُكُمْ عَيْنَيْهِ إذا حَضَرَ، فَأصْعَدَنِي صَاحِبي فِيهِ حتى انْتَهَى إلى بابٍ مِنَ الأبْوَابِ يُقالُ لَهُ بَابُ الحَفَظَةِ، عَلَيْهِ مَلَكٌ يُقالُ لَهُ إسْماعِيلُ، تَحْتَ يَدَيْهِ اثْنا عَشَرَ ألْفَ مَلَكٍ، تَحْتَ يَدَيْ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ اثْنا عَشَرَ ألْفَ مَلَكٍ”