السبت أكتوبر 12, 2024

الشريعة كل أحكامها حكمة لكن كثير من الناس لا يدركون الحكمة لقصور أفهامهم. الشرع ما حرم الخلوة بأقارب زوج المرأة إلا لحكمة عظيمة. حصلت حادثة غريبة في بعض البلاد، رجل تاجر ترك ابنَ أخيه في البيت والزوجةَ في البيت فذهب إلى عمله، ثم عاد إلى البيت، فوجدهما على حالة مريبة، أخذ ابنَ أخيه وفصل أذنه بالسكين وعذب زوجته. فترك على ابن أخيه هذا العار، الناس لما يرونه، يقولون: ما سبب هذا؟ يقال عمه قطع أذنه لكذا.  قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لا يدخل أحدُكم على امرأة مُغَيَّبَةٍ. أي زوجُها ليس حاضراً بالبيت فقال رجل أفرأيت الحموَ يا رسول الله؟ فقال الرسول: “الحمْوُ الموت” أي هذا الخطر العظيم. هذا للخلوة. حديث: “الحمْوُ الموت” معناه خطَرُه أعظم. أخو الزوج هو الحمو.  أقارب زوج المرأة خلوتُهم بزوجته أشدُ خطراً من خلوة الغير، لأن الناس يقولون: هذا قريب زوجها، أخو زوجها، أو ابنُ أخي زوجها فلا يفكرون في أن هذه الخلوة فيها ما فيها، فيتمكن ما لا يتمكن غيره. غيره يخشى أن يُتهم، أما هذا عند الناس لا يتهم. يقولون أخو زوجها أو ابنُ أخي زوجها. خلوة الحمو بزوجة قريبه، هذا أشد خطراً لأن الناس لا يتهمونه فيتمكن، والشيطان يقوى عليه. كذلك المصافحة، الشرع حرمها، مصافحة الأجنبية للأجنبي حرمها لحكمة، لأن الشخص قد تكون نيته ما فيها شيء من الشهوة يصافح للعادة ثم بعد لمس اليد لليد، يُحَدِّثُ فيه الشيطان نيةً خبيثة فينجر للزنا، لأن اليدَ قد تختلف، يدٌ لينة طرية، ويدٌ خشنة وفرقٌ بين لمس اليد الخشنة واليد اللينة. نسال الله تعالى أن يحفظنا من المعاصي وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطَن والله تعالى أعلم وأحكم والحمد لله رب العالمين.