الدنيا لما تسب، المراد من ذلك ما يُلهي من أمور الدنيا عن طاعة الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكرَ الله وما والاهُ وعالماً ومتعلماً”. يقال الدنيا غرارة، الدنيا فتّانة يجوز مثل هذا، )وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور( الله ذمها. هذا الحديث معناه الدنيا ملعونة أي لا خير فيها إلا ذكرَ الله أي طاعةَ الله كذكرِ الله والصلاة والصيام وكلِ الحسنات وما يساعد على الحسنات. وما والاه أي ما يساعدُ على طاعةٍ كطلب المال الحلال لأنه يساعد على طاعة الله. والعالم والمتعلم. فما سوى هؤلاء الأربعِ ما فيه خير، الذي لا يتعلم علم الدين لا هو عالم ولا متعلم هذا لا خير فيه، كذلك كلُّ شيء من متاع الدنيا ولا يعين على طاعة الله لا خير فيه. فعليكم بالجد والاجتهاد بلا كسل لتحصيل ما فرض الله عليكم تحصيله من علم الدين والعمل به والإخلاصِ فيه ولا تشغلكم زينة الدنيا عن الآخرة فقد قيل الدنيا كالدابة إن ركِبتها حملتك وإن ركِبتك قتلتك. نسأل الله التوفيق والإخلاص والثبات والحمد لله رب العالمين.