بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله حمدًا يرضاه لذاتِه والصلاة والسلام على سيدِ مخلوقاتِه ورضي الله عن الصحابة والآل وأتباعِهم من أهلِ الشرعِ والحال والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
يقولُ شيخُ طريقتِنا وإمامِنا السيدُ أحمدُ الرفاعيُّ الكبير رضي الله عنه من مقالاته في البرهان المؤيد
“أي سادة، الزهدُ أولُ قدَمِ القاصدينَ إلى الله عز وجل وأساسُه التقوى وهي خوفُ الله رأسُ الحكمة”
الزهدُ أولُ قدَمِ القاصدينَ إلى الله
قد دلّتِ النصوصُ والنظرُ والتجربةُ والتواترُ عن أهلِ الفضل على أنّ الاستقامةَ في طاعةِ الله تعالى وتعلّقَ القلبِ بالدنيا لا يجتمعان، لأنّ تعلّقَ القلبِ بالدنيا يشغَلُ عن الاستقامة ويُبعِدُ عن الزهد ويُبعدُ عن طريقِ الولاية
لذلك سيدُنا أحمدُ الرفاعي يقول “الزهدُ أولُ قدمِ القاصدين إلى الله عز وجل”
ولما كان التعلقُ بالدنيا على مثلِ هذا الحال كان مُبعِدًا عن طريق الاستقامة وعن أحوالِ الزاهدين فلما كان كذلك فأَخْلِقْ بما شغلَ عن الاستقامة أن يكونَ مُستقذَرًا مَجفُوًّا مقْلُوًّا
لذا قال الإمامُ عليُّ بنُ أبي طالب كرّم اللهُ وجهَه ورضي عنه “الدنيا جيفة فمَن أرادَها فليَصبِرْ على مخالطةِ الكلاب -أي لأنهم طلابُها- رواه أبو الشيخ وأبو نُعَيم، أعاذَنا اللهُ مِن مثلِ ذلك الحال.
الدنيا جيفة، الجيفة جسدٌ لا روحَ فيه. سيدُنا عليٌّ كرّم اللهُ تعالى وجهَه يقولُ لنا الدنيا جيفة، فينبغي لنا أنْ لا نتنافسَ على هذه الجيفة
لماذا؟
مَن أرادَ هذه الجيفة يوجَدُ مَن يُشاركُه، من الذي يسعى وراءَ الجيَف؟
مَن الذي يقاتلُ على الجيَف؟ إنها الكلاب، وهكذا الدنيا جيفة، فمَن أرادَ الدنيا فليصْبرْ على مخالطةِ الكلاب
لأنّ مَن نازعَ إنسانًا في محبوبِه كرهَهُ وقَلاه ومَن لم يُعارِضْهُ فيه أحبَّهُ وارتَضاه
فالدنيا عرَضٌ حاضر يأكلُ منه البَرُّ والفاجر وهي مُبَغَّضةٌ لأولياءِ الله مُحَبَّبةٌ لأهلِها، فمَن شاركهم في محبوبِهم أبغَضوه كما رويَ عن إمامِنا الشافعي رضي الله عنه “ومَن يأمَنِ الدنيا فإني خبِرتُها وسيقَ إليها عذبُها وعذابُها فما هيَ إلا جيفةٌ مستحيلةٌ عليها كلابٌ همُّهنَّ اجْتِذابُها”
جيفة مستحيلة: جيفة متغيرة مُنتِنة
على هذه الجيفة كلاب همُّ تلك الكلاب اجتِذابُ هذه الجيفة.
فما هي إلا جيفةٌ مستحيلةٌ عليها كلابٌ همّهنّ اجتِذابُها فإنْ تجتَنِبْها كنتَ سلمًا لأهلِها وإنْ تجتَذِبها نازَعَتكَ كلابُها.
في جامعَ بيان العلم وفضلِه أنّ الحَجاجَ لما ذهب للعراق قال لخالدِ بنِ صفوان: مَن سيدُ أهلِ البصرة؟ فقال له الحسن -الحسن البصري- فقال كيف ذلك وهو مولًى؟ قال احتاجَ الناسُ إليه في دينِهم واستغنى عنهم في دنياهم.
كيف صار الحسن البصري سيّدَ البصرة وقد كان مولًى؟
احتاجَ الناسُ إليه في دينِهم يستفتونَه يرجِعونَ له في أمورِ دينِهم احتاجَ الناسُ إليه في دينِهم واسْتَغنى عنهم في ديناهم فصارَ سيّدًا عليهم.
روى أبو نُعيم في الحلية عن الحسن قال “لا تزالُ كريمًا على الناس ولا يزالُ الناسُ يُكرِمونَك ما لم تعاطَ ما في أيديهم فإذا فعلتَ ذلك -تعلّقتَ بالذي في أيديهم نظرتَ إليه- استَخفّوا بك وكرِهوا حديثَك وأبغَضوك”
تكاثرت الأحاديثُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالأمرِ بالاستِعفافِ عن مسئلة الناس والاستغناءِ عنهم.
وروى ابنُ أبي الدنيا من حديثِ إبراهيمَ بنِ أدهمَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ورواه ابنُ عَدِيٍّ وغيرُه مُرسَلًا أنّ رجلًا قال يا رسولَ الله دُلَّني على عملٍ يُحبُّني اللهُ عليه ويحبُّني الناسُ عليه، فقال: أما العملُ الذي يحبُّكَ اللهُ عليه فالزهدُ في الدنيا وأما العملُ الذي يحبُّك الناسُ عليه فانظرْ هذا الحطامَ فاطرَحْهُ إليهم”
هكذا الدنيا حطام عرَضٌ زائل
لذلك الإمامُ الرفاعي رضي الله عنه في بدايةِ البرهان المؤيد يذكرُ هذه العبارة
“الزهدُ أولُ قدَمِ القاصدينَ إلى الله عز وجل”
وبعد ما ذكرنا من معاني الزهد في هذا المجلس وفي المجالس التي تقدّمَت ماذا عن حالِ قائلِ هذه المقالة “الزهدُ أولُ قدمِ القاصدينَ إلى الله عز وجل”
كيف كان حالُ السيدِ أحمدَ الرفاعيِّ الكبير رضي الله عنه في الزهد والعبادة؟
كان الإمامُ أحمدُ الرفاعي رضي الله عنه إمامًا في الزهد كان لا يجمعُ بين قميصينِ شتاءً وصيفًا ولا يأكلُ إلا بعد يومينِ أو ثلاثة أكلةً واحدة
وكان رضي الله عنه له استغفارٌ جميل كان يواظبُ عليه وهو استغفارُ سيّدِنا يونس عليه السلام، لكنْ كان سيدُنا أحمدُ الرفاعي يستغفرُ بهذا الذكر كلَّ يوم ألفي مرة
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين
كلّ يوم يقولُه ألفين. أنت لو قلتَه مرة خاشعًا ستجدُ لذتَه فكيف لو قلتَه ألفيْ مرة كلَّ يوم.
محاسبة نفس، استغفار.
وهذه الكلمة فيها أيضًا توحيدُ الله “لا إله إلا أنت سبحانك”
فلا أعبدُ إلا الله، يا الله إياكَ نعبد وإياك نستعين يا الله لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت لا إله إلا أنت سبحانه إني كنت من الظالمين سبحانك يا الله سبحان الله معناه أُنزِّهُ الله سبحان الله تنزيهٌ لله عن مشابهةِ الخلق، سبحان الله يا الله أنت الله موجودٌ أزلًا وأبدًا بلا كيف ولا مكان سبحانك يا الله أنت الله أنت خالقُ كلِّ شىء سبحانك يا الله أنت القديرُ على كلِّ شىء، سبحانك يا الله أنت العليمُ بكلّ شىء سبحان الله عددَ خلقِه سبحان الله رضا نفسِه سبحان زنةَ عرشه سبحان الله مِدادَ كلماتِه
كلامٌ عظيمٌ في توحيدِ الله وتنزيهه مع ما فيه من إظهارِ الافتقارِ إلى الله.
وردُ أحمدَ الرفاعي رضي الله عنه ألفي مرة كلّ يوم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
لذلك فيما يُذكر من أحوال السيد أحمد كان هو يحدِّثُ عن نفسه عندما يأتي الليل ويأوي إلى فراشه ينظرُ إلى مَن حولَه وهم من طلابهِ ومريديه وهو لا يظنُّ بهم إلا الظنّ الحسن بل ويُقَدِّمُهم على نفسهِ
كان رضي الله عنه إذا شرَع في الصلاة، نحن الآن نجمعُ ونَقرِنُ ما بين الزهدِ وأثر الزهدِ والعبادة
كان الإمامُ أحمد رضي الله عنه إذا شرعَ في الصلاة يصفَرُّ لونُه الشريف، وكان إذا فرغَ من صلاةِ الصبح يستمرُّ في مكانِه جالسًا بالذلةِ والمسكنةِ يقرأُ الأورادَ إلى ضَحوةِ النهارِ العالية ثم يصلي صلاةَ الضحى.
أما طعامُ سيدِنا أحمد فكان الخبزَ والأرز وما يَفضُلُ من اللباب والكِسَر وفضَلاتِ موائدِ الوارِدينَ الضِّيفان
كان رضي الله عنه كما أخبرْنا وكما سيأتي يُطعِمُ خلقًا كثيرًا يُقَدِّمُ لهم موائدَ الطعام يُطعِمُ طلابَه مريديه الذين يحضُرونَ إلى الزاوية الرفاعية إلى الرِّواقِ الرفاعي إلى رِواقِ أحمدَ الرفاعي وهو الذي يعملُ بحديثِ النبيِّ عليه الصلاة والسلام جدِّه المصطفى إذا أتاكم كريمَ قومٍ فأكرِموه، فكان يحبُّ أنْ يُكرِمَ الضِّيفان ويقومُ على خدمتِهم رضي الله عنه.
ثم يأكل ما بقيَ من كِسَر الخبز، الفضلات التي تبقى على الموائد
السيدُ أحمدُ الرفاعي يقوم فيَطعَمُ هذا الطعام وما أكلَ الخبزَ الساخنَ في عمرِه قط
جائز أنْ يأكلَ الخبزَ الساخن لكنْ من شدةِ زهدِه رضي الله عنه في الدنيا وحتى لا يصرِفَ وقتًا وهو يُسَخِّنُ الخبز، حتى لا يجعلَ شيئًا يَشغَلُه عن طاعة الله
وكان رضي الله عنه إذا أفطرَ من الصوم لا يُفطِرُ إلا على لُبابِ المائدةِ الفاضلِ منها وأحيانًا يكونُ قد صار يابسًا فيَبُلُّه في الماء ويُفطِرُ عليه.
رُويَ عن سيّدي يحيى أنه قال “إنّ سيّدي أحمدَ الرفاعي ما أكلَ الخبز السّمينَ في عمرِه أبدًا وما نامَ أبدًا في الليل”
يقومُ الليل، وما كان يُكثرُ الضحكَ في زمنِ الطفولة ولا اللعبَ مع الأولاد حتى وهو طفلٌ صغير بل كان رضي الله عنه يجمعُ الخبزَ للأولاد يُطعِمُهم ويتَعَهّدُ لخدمتِهم من طفولتِه رضي الله عنه على هذه الحال
وكان رضي الله عنه من عوائدِه أنْ يزورَ المهجورَ من المساجد، إذا يوجد مسجد مهجور الناس تركوه يذهب إلى هذا المسجد يزورُه يصلي فيه.
وكان يزورَ المقابر
وكان رضي الله عنه يُكثِرُ النصحية طفلًا كان أو عندما صار كبيرًا لا يتصاحبُ مع أحد إلا وينفعُه في النصيحة، فكان الناسُ يتمنى الواحدُ منهم أنْ يُصاحبَه ولو لحظةً لشدةِ محبّتِهم له
وكان مَن ينصحُه مِن هؤلاء المُصاحَبين لا يذهب إلا وهو من الفائزين بنصحيةِ السيدِ أحمدَ الرفاعي.
وكان رضي الله عنه غالبَ أيامِ السنةِ صائمًا وكان يقومُ الليلَ كلَّه وكان مُتجَرِّدًا من الدنيا وما ادّخرَ شيئًا منها، ليس عند السيدِ أحمد الرفاعي الادّخار، يقول أنا الآن أدّخرُ الفضة أدّخرُ الذهب أدّخرُ الطعام أدّخرُ المال ماذا يصير في الغد كيف تتغيرُ الأحوال، ما كان يدّخر لشدةِ توكّلِه على الله، هذا حالُ الرفاعي
ما ادّخرَ شيئًا قط. كم من الناس اليوم يخاف فيدّخر ويُكثر من الادّخار
السيد أحمد ما كان يدّخرُ شيئًا قط.
وكان رضي الله عنه لا يجمعُ بين لُبسِ قميصينِ لا في صيفٍ ولا في شتاء، قميص صيف وقميص في الشتاء مع أنّ رَيْعَ أملَاكِه التي جاءته بإرثٍ من أبيه السلطان عليّ -وكان وليًّا صالحًا من أولياء الله رحمه الله تعالى- فكان للسيد أحمد ريعٌ من أملاكِه فكان رَيعُ أملاكِ السيد أحمد وحِباسُ رِواقِه الشريف، الرِّواق الذي كان للسيد أحمد كان يوجد مَن جعلَ عليه أوقافًا فيقول مثلًا أحد مَن عرفَ قدرَ السيد أحمد الرفاعي لأنه رضي الله عنه كان قد ملأَ الدنيا بصيتِه مع أنّه كان شديدَ التواضعِ وشديدَ الهَضمِ لنفسِه وشديدَ الزهدِ وهكذا كان لباسُه ويحبُّ الخفاء مع ذلك الدنيا كانت سمعَت باسمِ الرفاعي وانتشرَ رضي الله تعالى عنه طلابُه ومريدوه في بلاد الدنيا فكان من طلابه ومن مريديه ومن أحبابه من إخوانه وقد عرفَ قدرَ مَن جعلَ وقفًا يكونُ هذا القفُ لرِواقِ الرفاعي، فواحد يقول أنا بستاني هذا ما يأتي من غلّتِه هذه موقوف على مَن يأتي إلى رواق السيد أحمد الرفاعي، الغلة التي تأتيني من هذا الدكان هذا يكونُ موقوفًا على رِواقِ السيد أحمدَ الرفاعي.
بلغَ رَيعُ أملاكِه وحِباسُ رِواقِه الشريف أكثرَ من ريعِ أملاك الأمراء والكبَراء
الأمراء الذين كانوا في زمانه ما جُعلَ وقفًا على الرِّواقِ الشريف كان أكثرَ من ريْعِهم ومع ذلك كان الذي يُحصّلُه من ذلك أولًا من الذي من رَيعِه من أملاكِه يُنفقُه في سبيل الله تعالى على فقراء الرواق ووارِديه من المسلمين
كان رضي الله عنه يُطعِمُهم ويجوع.
وكان رضي الله عنه لا يُبقي لأولادِه ما يملكون من عرَضِ الدنيا، المال الذي يأتي السيد أحمد الرفاعي كلُّه يُنفقُه في سبيل الله ولا يُبقي شيئًا لأولادِه، يؤدي النفقةَ التي عليه لكنْ لا يدّخر ولا يتركُ مع أولادِه عرَضًا من الدنيا بل هم كآحادِ فقراء الرواق، هكذا كان هذا السيدُ الكبير رضي الله عنه.
لم يكن السيد أحمدُ الرفاعي ملِكًا ولا أميرًا ولم يكن بيتُ مالِ المسلمينَ تحتَ يدِه ومع ذلك كان رضي الله عنه يصرفُ أملاكَه وأموالَه على الفقراء والمستحقّينَ من طلبةِ العلم وفقراءِ الرواق والأيتامِ والأرامل وابنِ السبيل وكان رضي الله عنه بالبركة التي أعطاه اللهُ يُطعِمُ كلَّ ليلة عشرينَ ألفًا، في كل ليلة
عندما نسمع هذا العدد يقرُبُ إلينا أكثر كم كان عددُ مريدي وطلاب السيد أحمد الرفاعي كانوا يأتون إلى الرواق، ليس كلُّهم يتيسرُ لهم الوصولُ إلى الرواق لكنْ مَن وصلَ في كل ليلة يُطعمُ رضي الله تعالى عنه عشرين ألفًا.
في ليلةٍ واحدة في السنة في هذا الرواق تسمى هذه الليلة ليلةَ المَحيا يُطعِمُ فيها مائةَ ألفِ نفس.
نعم كان رِواقُ السيد أحمد الرفاعي كبيرًا عامرًا زاوية كبيرة يجتمعُ فيه هذا العدد، في ليلةٍ واحدة في السنة تسمى ليلةَ المَحْيا يُطعِمُ فيها مائةَ ألفِ نفس وتسمى ليلةَ المَحيا لأنه رضي الله عنه هو وأتباعُه يُحيونَها بقراءةِ القرآن وبالصلاة وبمذاكرةِ العلمِ والأذكار والأورادِ إلى الفجر، فيُحيونَ تلك الليلة إلى الفجر فيقالُ لها ليلةُ المحيا.
يقولُ الشيخ عبدُ الصمد الحربونيّ أحدُ وكلاءِ الرواقِ الأحمديِّ العامر في سنة خمسمائة وسبعة وستين بلغَ ريعُ أملاكِ السيد أحمد وأوقافِه الموقوفة على رواقِ هذه السنة -هذا الذي كان قائمًا على ما يأتي- فيتكلم عن سنة كم بلغ ريعُ أملاكِ هذا الإمام الكبير الذي كان يبُلُّ كِسَرَ الخبزِ اليابس بالماء ويُفطِرُ على ما زاد من الفُتات على موائد الضيفان وليس له إلا قميصٌ في الصيف وقميصٌ في الشتاء وما لأولادِه شىءٌ من الأملاك
ريْعُه كم كان في سنة؟
يقول بلغ تسعمائة ألف درهم فضة ديوانيّ، هذا ريع سنة، وعشرين ألف قطعةَ ذهب، وجاءه في هذه السنة من الأقاليم من طلابه الذين ملأوا الدنيا وهو رضي الله عنه كان قد بلغَ عددُ الخلفاء، لا أتكلم الآن عن عدد المريدين، الخليفة تحته عدد، بلغ عددُ خلفاءِ السيد أحمد الرفاعي وخلفاءُ خلفائِه في حياتِه مائةٌ وثمانونَ ألفًا
سيَقربُ لكم وقد سمعتم هذا العدد ما تسمعونَ من هذه المبالغ، عشرين ألف قطعة ذهب
يقول وجاءه في هذه السنة من أقاليم الدنيا ثمانونَ ألفَ رداء وخمسونَ ألف تُمسُكة وعشرون ألف مسح عجمي واثنتان وثلاثونَ ألفَ عِمامة من الكَتّان وإحدى عشرة ألف قطعة ذهبية دَوانِقية وألف وسبعمائة كساء هندي، هذا جاءه في سنة
يقول عن السيد أحمد وها هو اليوم -يعني وإني أراه اليوم وقد وزّع كلّها غسلَ ثوبَه بشاطىءِ نهر الرِّواق واستَتَر بفوطَتِه -خرقة كانت معه قطعة قماش- وأخذ ثوبَه الذي غسله بيده على عصًا يُنشِّفُه ليَلبسَه
ولم يكن في خزانةِ رِواقِه ولا درهمٌ واحد وكلُّ الذي ذكرتُه لك تصدّقَ به على الضعَفاء ووهبَه للمستحقين والسائلين والفقراء والمساكين
وكان هذا الذي ذكرْنا من أحوالِ سيدي أحمدَ الرفاعي رضي الله تعالى عنه في الزهد وكان ما ذكرْناه في مقالةِ الإمام أحمد الرفاعي
“الزهدُ أولُ قدمِ القاصدينَ إلى الله عز وجل”
ولحديث الزهريِّ بقية وللرفاعي في الزهدِ نذكرُها إن شاء الله في المجلس الرفاعي القادم في كتاب البرهان المؤيد
أمدّنا اللهُ بمددِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبمددِ الخضر عليه السلام وبمدد الأنبياء والأولياء والصالحين وبمددِ سيدنا شيخِ طريقتِنا مرَبِّينا أحمدَ الرفاعيّ رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
سبحانك اللهم وبحمدِكَ نشهدُ أن لا إله إلا أنت نستغفرُك ونتوبُ إليك
سبحان ربِّك ربِّ العزةِ عما يصفون وسلامٌ على المرسلين
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدِنا محمد وعلى آله وأصحابِه الطيبين الطاهرين.