الإثنين سبتمبر 9, 2024

الحمد لله حمدًا يرضاه لذاتِه والصلاة والسلام على سيدِ مخلوقاتِه ورضي الله عن الصحابة والآل وأتْباعِهم من أهل الشرعِ والحال والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه وأنّ عيسى عبدُ الله وابنُ أمَتِه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه وأنّ الجنةَ حقٌّ وأنّ النارَ حق.

اللهم صلّ صلاةً كاملةً وسلِّم سلامًا تامًّا على سيدِنا محمد الذي تنحلُّ به العقد وتنفرجُ به الكرب وتُقضى به الحوائج وتُنالُ به الرغائبُ وحُسنُ الخواتيم ويُستسقى الغمامُ بوجهِه الكريم على آله وصحبه وسلِّم.

اللهم اجعل نيّتَنا خالصةً لوجهِك الكريم في هذا المجلس الرفاعيِّ المبارك إن شاء الله، مجلسِ البرهان المؤيد للإمامِ المؤيدِ الرفاعي.

يقولُ الرفاعي “أيْ سادة، وجميعُ المكلفينَ مُخاطَبينَ بشريعتِه صلى الله عليه وسلم ومعجزتُه باقيةٌ وهي القرآن، قال اللهُ تعالى {قل ولئِنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على أنْ يأتوا بمِثلِ هذا القرآنِ لا يأتونَ بمثلِه}[الإسراء/٨٨]

 شريعةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم المُهَيْمِنة والمُسيطِرة، فهو صلى الله عليه وسلم كما أنه خاتَمُ الأنبياء فشريعتُه آخرُ شريعةٍ تنزل.

حتى نبيُّ اللهِ عيسى عليه الصلاة والسلام الذي ينزلُ في آخرِ الزمان منَ السماءِ الثانيةِ إلى هذه الأرض يكونُ ذلك من علاماتِ الساعةِ الكبرى تكونُ نهايةُ الدنيا صارتْ أقرب.

عندما ينزلُ عيسى عليه السلام ليس بشرعٍ جديد بل يكونُ عيسى عليه الصلاة والسلام على شرعِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام.

ويقولُ صلى الله عليه وسلم “لَيَهْبِطَنّ عيسى ابنَ مريمَ إمامًا مُقسِطًا حكمًا عدلًا ولَيَسْلُكَنَّ فَجًّا حاجًّا أو مُعتمِرًا ولَيأتِيَنَّ قبري حتى يسلِّمَ عليّ ولَأَرُدَّنَّ عليه السلام”

 

عندما ينزلُ عيسى عليه السلام، عيسى عليه الصلاة والسلام الذي دعا إلى ما دعا إليه نبيُّنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى ما دعا إليه كلُّ أنبياءِ الله لا إله إلا الله، دينُ الأنبياءِ واحد عقيدتُهم واحدة كلُّهم دعا إلى توحيدِ الله عز وجل.

كلُّ الأنبياء صلواتِ ربي وسلامُهُ عليهم أجمعين دعَوا إلى توحيدِ الله عز وجل وأنّ اللهَ تعالى منزَّهٌ عن الولد، منزَّهٌ عن الزوجة، منزَّهٌ عن الشريك، منزّهٌ عن المثيل.

كلُّهم علّمَ أنّ اللهَ خالقُ كلِّ شىء من آدم عليه الصلاة والسلام إلى عيسى عليه الصلاة والسلام إلى محمد عليه وعلى جميعِ إخوانِه من الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام.

عقيدةٌ واحدٌ دينٌ واحد لكن الشرائعُ كانت مختلفة، بعضُ التفاصيلِ كانت تختلف في الصلاة وفي الزكاة وفي غيرِ ذلك من الأحكام، أما الدين واحد.

وهذا الذي جاءَ في الكتاب العظيم الذي أُنزِلَ على نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، في القرآنِ الكريم {إنّ الدينَ عندَ الله الإسلام}[آل عمران/١٩]

فعيسى عليه الصلاة والسلام عندما ينزل سيصلّي على شريعةِ محمد عليه الصلاة والسلام وسيعمَلُ في الأرض يحكمُ بين الناس بشريعةِ محمد عليه الصلاة والسلام.

ثم إنّ عيسى عليه الصلاة والسلام عندما ينزلُ في آخرِ الزمان يُخبِرُ عنه نبيُّنا عليه الصلاة والسلام أنه سيذهبُ حاجًّا أو معتمِرًا وأنه سيزورُ قبرَ نبيِّنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام.

فإذا كان هذا نبيُّ اللهِ عيسى عليه الصلاة والسلام عندما ينزلُ من السماء بعدَ كلِّ هذه المدة التي رُفِعَ فيها من الأرضِ إلى السماء، ينزلُ عيسى ويقصِدُ أنْ يزورَ قبرَ نبيِّنا محمد عليه الصلاة والسلام، فكيف لا نزورُه نحن؟ إذا كان عيسى عليه سينزل ويزور محمد صلى الله عليه وسلم، يشتاقُ عيسى لذلك ويحبُّ سيدُنا عيسى عليه الصلاة والسلام أنْ يزورَ قبرَ نبيِّنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام.

والذي يحَدِّثُنا ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، هذا يدلُّ على أنّ عيسى يعملُ بشريعةِ نبيِّنا عليه الصلاة والسلام وهذا يدلُّ على أنّ عيسى عليه الصلاة والسلام يريدُ أنْ يُظهِرَ شرفَ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

وهذا يدلُّ كذلك على أنّ زيارةَ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم مستَحبّة كما قال عليه الصلاة والسلام “مَن زار قبري وجبَت له شفاعتي”

والأحاديثُ التي جاءت في بيانِ اسْتِحبابِ زيارةِ قبرِ نبيِّنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام رواها خرَّجَها صحّح منها ما صحّح الحافظ تقيُّ الدينِ السبكي رحمه الله في كتابٍ مُفرَدٍ مختَصٍّ بذلك اسمُه شفاءُ السقام في زيارةِ خيرِ الأنام روى فيه كثيرًا من أحاديثِ زيارتِه عليه الصلاة والسلام منها ما هو في مرتبةِ الصحيح منها ما هو في مرتبة الحسن ومنها ما هو دونَ ذلك لكنْ مما يُروى ويتقَوّى بالصحيح.

فزيارةُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم قُربةٌ إلى الله مُجمَعٌ عليها، زيارةُ محمد عليه الصلاة والسلام ليست عبادة لقبرِ محمد بل هي عبادةٌ لربِّ محمد لربِّ العالمين.

لأنّ اللهَ عظّمَ قدْرَ جاهِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام، لأنّ اللهَ تعالى جعلَ سببًا لنيلِ شفاعةِ نبيِّنا المختار عليه الصلاة والسلام في الآخرة أن نزورَ قبرَه الشريف صلى الله عليه وسلم.

فعيسى عليه السلام عندما ينزلُ ويزورُ قبرَ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم مَن يجرؤ بعد ذلك أنْ يقول بأنّ زيارةَ النبيّ عليه الصلاة والسلام شرك؟

أو بأنها بدعة أو بأنها مُنكرة أو بأنها من أحوالِ أصحاب القبور؟

نقول لهم وإنما الذي سنّ لنا الزيارةَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام الذي أخبرَ عن نزولِ عيسى عليه السلام وأنه سيزورُ نبيِّنا عليه الصلاة والسلام في آخرِ الزمان.

آدم عليه السلام الذي هو أبو البشر وأولُ الأنبياء يتوسّلُ إلى الله بخاتَمِ الأنبياءِ محمد عليه الصلاة والسلام ويقول “يا رب أسألكَ بحقِّ محمد إلا ما غفرْتَ لي”

والأنبياءُ كلُّهم يبشّرُ بمحمدٍ عليه الصلاة والسلام وعيسى عليه السلام عندما ينزلُ في آخرِ الزمان يزورُ محمدًا عليه الصلاة والسلام، فما أعظمَ شرفِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم!!!!

جميعُ المكلفينَ مخاطَبونَ بشريعتِه ومعجزاتُه باقية وهي القرآن هذا الكتابُ العظيم الذي جعلَه اللهُ تعالى مُهَيْمِنًا على الكتبِ الأخرى التي نزلت على الأنبياءِ والمرسلين، هذا الكتابُ العظيم الذي هو أعظمُ كتابٍ في هذه الأرض تقرأُ فيه تستقي منه تأنَسُ به تتبركُ بالنظرِ فيه تتمتعُ بتلاوتِه تتنزّلُ الملائكة عند قراءةِ القرآنِ الكريم، تجتمعُ الملائكة عند ختمِ القرآنِ الكريم ليَكونَ الدعاءُ مُجابًا وقتَها.

هذا الكتاب القرآن العظيم جعلَ اللهُ تعالى له أحكامًا تدلُّ على شرفِه {لا يمَسُّه إلا المطهّرون}[الحديد/٧٩] لا يجوزُ حملُ المصحف ولا مسُّ المصحف لمَن كان غير متوَضىءٍ، حرامٌ عليه.

روى البيهقيُّ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يمَسُّ القرآنَ إلا طاهر” هذا الكتابُ العظيم مَن استخفّ به خرجَ من الإسلام وكذلك مَن قذّرَه -وضع القذَرَ عليه- مَن داسَه مَن جلسَ عليه مَن وقفَ عليه حتى لو كانت ورقةً واحدةً من كتابِ الله تعالى مَن ألقاها في المستقذَر فهذا يُعتبَرُ مستخفًّا بالقرآن الكريم

بل قال العلماء حتى لو كانت ورقةً لو لم تكن من المصحف، ولو كانت ورقةً من صحيفةٍ من مجلة كُتبَ عليها آيةً من القرآن لا يجوزُ إلقاؤُها في المستقذَر، فإنْ ألقاها في المستقذَرِ وهو يعلمُ أنّ في هذه الورقة آيةً من كتابِ الله تعالى دلَّ ذلك على استخفافِه بكلامِ الله عز وجل حتى لو قال أنا ما قصدتُ الاستخفاف.

ابنُ عابدينَ من الحنفية يقولُ فيمَن رمى المصحفَ في القاذورات بأنّه والعياذُ بالله قد خرج من الإسلام وإنْ لم يقصد الاستخفافَ لأنّ فعلَه يدلُّ على الاستخفاف.

إذا رأيْنا ورقةً كُتبَ عليها إنّا لله وإنا إليه راجعون، كُتب عليها وبشِّر الصابرين، كُتبَ عليها آيةٌ أو بعضُ آيةٍ من كتابِ الله عز وجل عظِّموها يرحمكمُ الله.

لا يجوزُ جعلُها في المستقذَرات بل رفعُ الورقة التي فيها كتابُ اللهِ تعالى من المُستقذَر في ذلك أجرٌ عظيمٌ عند الله قد يغفرُ اللهُ تعالى للعبدِ بهذا العملِ الصالح بنيةٍ خالصةٍ جميعَ ذنوبِه لأنّ هذا يدلُّ على تعظيمِه لكتابِ الله عز وجل.

 فهذا القرآنُ الكريم الذي جعلَه اللهُ تبارك وتعالى معجزةً باقيةً لنبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وجاء التحَدّي فيه للكفار أنْ يأتوا بمثلِه فعجَزوا {قل لئِنِ اجتمعَتِ الإنسُ والجنُّ}[الإسراء/٨٨] لو كانوا مجتمعين، الفصَحاء البلَغاء الشعراء {قل لئِنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على أنْ يأتوا بمثِلِ هذا القرآنِ لا يأتونَ بمثلِه}[الإسراء/٨٨]

هل استطاعوا؟؟؟ كل السنين التي خلَت أنْ يأتوا بمثل القرآنِ؟ ما استطاعوا، هل استطاعوا أنْ يأتوا بعشرِ سورٍ من مثلِه؟ ما استطاعوا، هل استطاعوا أنْ يأتوا بسورةٍ واحدة من مثلِه؟ ما استطاعوا، لأنّ هذا معجزة باقية لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم.

فالذي يقول أنا ما رأيتُ معجزاتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم نقولُ له أما ترى القرآنَ الكريم؟ كم اجتمعَ الناسُ في هذا الزمن وفي أزمنةٍ خلَت لأجلِ أنْ يضعوا أنظمة وقوانين هل استطاعوا أنْ يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ الكريم مع كلِّ ما أنفقوا وما اجتمعوا عليه؟ بل يضعونَ نظامًا هذه السنة ثم ينقضونَه في السنةِ التي بعدَها ولكنّ هذا القرآنَ نزلَ على نبيِّنا صلى الله عليه وسلم من قولِه {اقرأ بسمِ ربِّك الذي خلق}[العلق/١] إلى قولِه {واتقوا يومًا تُرجَعونَ فيه إلى الله}[البقرة/٢٨١]

يتعاقَبُ الوحيُ ونزولُ القرآنِ على نبيِّنا صلى الله عليه وسلم وينظرُ المشركون وهم كانوا أهلَ العربية قالوا ما هذا هل هو سحر؟ قالوا لا هذا ليس سحرًا، كَهانة؟ قالوا ليس كهانة، ما هو هذا إذًا؟ هذا معجزةُ محمد عليه الصلاة والسلام.

الحمد لله هذا الكتابُ موجودٌ معنا فيه دليلٌ على نبوةِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام وأنّ هذا من عندِ الله عز وجل.

أليس في كتابِ اللهِ تعالى ما نزلَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وتحققَ فيما بعد؟ هذا الكتاب فيه علمُ الأولينَ والآخرين من الأممِ البائدة والأمم اللاحقة هذا كلُّه مجموعٌ في كتابِ الله القرآن الكريم، معجزةٌ باقية لنبيِّنا عليه الصلاة والسلام.

 مما ورد يشفعُ في أمةِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام الصيامُ والقرآن، الصيام والقرآن يشفعان لصاحبِهما، الصيام يشفعُ لصاحبِه والقرآن يشفعُ لقارئِه يومَ القيامة وهذا يدلُّ على عظيمِ نفعِ القرآنِ الكريم، وهذا القرآنُ الكريم نفعٌ للأحياء ونفعٌ كذلك للأمواتِ من المسلمين.

إذا قرأنا القرآنَ الكريم وأهْدَيْنا ثوابَه لإخوانِنا المسلمين الأحياء منهم والميتين كلٌّ ينتفعُ بإذنِ الله، هذا القرآن نفعٌ كبير.

قد تقرأُ شيئًا من القرآنِ الكريم على أخيك المريض فيُشفى وتكونُ رقية وأعظمُ ما كان في ذلك من الرقيةِ الشرعية التي تدلُّ على الرقيةِ بالقرآنِ الكريم ما كان مِن أمرِ أمِّ الكتابِ أمِّ القرآنِ الفاتحة، سورة الحمد، هذه وحدَها شفاء بإذن الله لا تنسَوا ونحن  في أيامٍ يكثُرُ فيها الداء رفعَ اللهُ تعالى عنا الداء والبلاء، الفاتحة اقرأوها على مرضاكم مرةً واحدة تنفع، ولكن سبعَ مرات لعلها أنفع على المريض على المسحور -مَن أصيب بالسحر- على مَن أُصيبَ بأذًى من الشياطين على الصبيِّ الذي يفزَعُ في الليل، على كلِّ هؤلاء اقرأوا الفاتحة.

ويوجدُ غيرُها من كتابِ الله عز وجل، هذا كلُّه نفعٌ للقرآنِ الكريم وهذا يدلُّ على معجزةِ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، شفاء ودواء ليس بحاجة إلى تجريب، لا ينتظرُ أحدٌ يُثبت هل هذا ينفع أو لا ينفع، لكنْ أنْ نقرأَهُ بنيةٍ خالصة بثقةٍ بالله بيقينٍ بنفعِ هذا القرآنِ العظيم يجعلُ اللهُ تعالى فيه الشفاءَ والبركة.

 

ثم إذا قرىءَ القرآنُ الكريم ينتفعُ فورًا ويصلُ له الثواب، إذا كنتَ عند قبرِ أخيك المسلم وقرأْتَ القرآن ولو لم تقل اللهم أوصِلْ ثوابَ ما قرأت إلى أخي، يصل بإذن الله ما دُمتَ عند القبر، أما إذا كنتَ بعيدًا عن قبرِ أخيك كنتَ في بيتِك مثلًا خارجَ المقبرة أردتَ إرسالَ هدية إلى أهلِ مقبرةٍ من المسلمين بعيْنِها أو إلى بعضِ إخوانِك المسلمين الذين رحلوا عن هذه الدنيا فعندَها تقراُ القرآنَ الكريم فتدعو وتقول: اللهم أوصِل ثوابَ ما قرأت من الفاتحة مثلًا أو يس التي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام اقرأوها على موتاكم، تقول اللهم أوصِلْ ثوابَ ما قرأت إلى أخي  فلان تسمّيه، إذا كان واحدًا، أو إلى مجموعة من إخوانِك، وما أعظمَ أنْ نخصَّ إخوانَنا المسلمين الذي سبقونا ورحلوا عن هذه الدنيا، ما أعظمَ أنْ نخصَّهم بهدية ولو كلَّ أسبوعٍ مرة.

متى آخرَ مرة أهْدَيْتَ آباءَكَ وأمهاتِك من المسلمينَ الذين رحلوا عن الدنيا شيئًا من القرآن؟ متى آخرَ هدية أهديْتَها لهم؟

ثم لو أهديتَ هذه الهدية لأناس من الصالحين، لو قلت اللهم أوصِلْ ثوابَ ما قرأت -بعد أنْ تقرأ- للإمام الشافعي، اللهم أوصل ثواب ذلك للإمام أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لعمر رضي الله عنه، لعثمان رضي الله عنه، لعليّ رضي الله عنه، للإمام الرفاعي للإمام الجيلاني، لمَن شئت، للإمام مالك للإمام أحمد للإمام أبي حنيفة للإمام الشاذلي للإمام البدوي للإمام الدسوقي للشيخ المكاشفي، لمن شئت، للسيدة نفيسة رضي الله عنهم أجمعين، ينتفعون، رفعة في الدرجات.

الميت المسلم الذي في قبرِه إذا كان تقيًّا لا يلحقُه انزعاج ولا خوف ولا يصيبُه عذاب لكنْ بهذه الهدايا تزيدُ رفعتُه يأنَس بهذه الهدايا، هذه هدية إذًا.

مَن كان يحبُّ أنْ يخُصَّ أباه وأمَّه بهدية في حياتِهم ألا فخُصَّهم بهديةٍ بعدَ مماتِهم، فإن استطعتَ كلَّ يومٍ هدية وإلا فكلَّ أسبوعٍ ولو هدية وإلا فكلَّ شهرٍ ولو هدية، وإلا ولا حول ولا قوةَ إلا بالله.

هذا بابُ خيرٍ جعلَه اللهُ تعالى لنا، جعل اللهُ تعالى لنا هذا القرآن العظيم بابًا من الخير والنفعِ لهذه الأمة، أمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

ربنا تقبّلْ منا إنك أنت السميعُ العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ربّنا آتِنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةِ حسنة وقنا عذاب النار وأدخلْنا الجنة مع الأبرار.

سبحانك اللهم وبحمدِك نشهدُ أنْ لا إله إلا أنت نستغفرُك ونتوبُ إليك سبحانَ ربِّك ربِّ العزةِ عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدِنا محمد وعلى آله وأصحابِه الطيبين الطاهرين.