الأربعاء سبتمبر 18, 2024

الحمد لله حمدًا يرضاه لذاتِه والصلاة والسلام على سيدِ مخلوقاتِه ورضي الله عن الصحابة والآل وأتْباعِهم من أهلِ الشرعِ والحال والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه وأنّ عيسى عبدُ الله وابنُ أمَتِه وكلمتُه ألقاها إلى مريم وروحٌ منه وأنّ الجنةَ حق وأنّ النارَ حق.

اللهم صلِّ صلاةً كاملة وسلِّم سلامًا تامًّا على سيدِنا محمد الذي تنحلُّ به العقد وتنفرجُ به الكرب وتُقضى به الحوائج وتُنالُ به الرغائب وحُسنُ الخواتيم ويُستسقى الغمامُ بوجهِه الكريم وعلى آلِه وصحبِه وسلِّم.

اللهم اجعل نيّتَنا خالصةً لوجهِك الكريم في هذا المجلس الرفاعي المبارك إن شاء الله على مائدةِ البرهان المؤيد للسيّدِ المؤيَّدِ أحمدَ الرفاعي الكبير رضي الله عنه.

يقولُ غوثُنا الرفاعي رضي الله عنه “أي سادة، اعلموا أنّ نبوّةَ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم باقيةٌ بعد وفاتِه إلى أنْ يرِثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها وجميعُ المكلّفينَ مخاطَبونَ بشريعتِه ومُعجزَتُه باقيةٌ وهي القرآن، قال الله تعالى {قل لئِنِ اجتمَعتِ الإنسُ والجنُّ على أنْ يأتُوا بمِثلِ هذا القرآنِ لا يأتُونَ بمِثلِه}[الإسراء/٨٨]

يقول الرفاعي “أي سادة، اعلموا أنّ نبوّةَ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم باقيةٌ بعد وفاتِه إلى أنْ يرِثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها، يقولُ الحقُّ سبحانه {ما كان محمدٌ أبا أحدٍ مِن رجالِكم ولكنْ رسولَ الله وخاتَمَ النبيين وكان اللهُ بكلِّ شىءٍ عليمًا}[الأحزاب/٤٠]

ويقولُ صلى الله عليه وسلم “وخُتِمَ بيَ النبيون” فرسولُ الله محمدٌ صلى الله عليه وسلم خاتَمُ النبيينَ والمرسلين جعلَهُ اللهُ تبارك وتعالى خاتَمَ الأنبياءِ والمرسلين لكنه صلى الله عليه وسلم أفضلُ الخلقِ على الإطلاق، خاتَمُ النبيين ولكنه سيّدُ النبيينَ والمرسلين سيدُ الأولينَ والآخرين جعلَ اللهُ تبارك وتعالى نبيَّنا العظيمَ محمدًا آخرَ الأنبياء فلا نبيَّ بعدَ محمدٍ يُبعَث.

أليس قال صلى الله عليه وسلم لمّا ذهبَ إلى تبوك وخلّفَ عليًّا كرّمَ اللهُ تعالى وجهَه على المدينة  فصارَ بعضُ المنافقينَ يتكلمُ في أمرِ عليّ، فقال صلى الله عليه وسلم لعليٍّ تطييبًا لخاطرِه “أما ترضَى أنْ تكونَ مني بمنزِلةِ هارونَ من موسى غيرَ أنه لا نبيَّ بعدي”

فلا يُنَبَّأُ أحدٌ بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لا نبوّةً ظليّةً ولا نبوةً مستقلة، رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خاتمُ الأنبياءِ والمرسلين.

بعضُ الدجالين ادّعى النبوةَ بعدَ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، بل وهذا مما أخبرَ عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه من علامات الساعة يظهرُ أناسٌ يدّعونَ النبوة قريبٌ من ثلاثين، يدّعونَ أنهم أنبياء أنهم رسلٌ من عندِ الله، وقد ظهرَ هؤلاء المدّعون حتى في آخرِ أيامِه عليه الصلاة والسلام ثم بعدَ وفاتِه صلى الله عليه وسلم ظهرَ هؤلاء الدجالون حتى إنّ منهم مَن ادّعى أنه ينزلُ عليه القرآن فصار يدّعي أنه ينزل عليه إنّا أعطيناكَ الجواهر فصلِّ لربِّكَ وهاجِر، إلى غيرِ ذلك مما كذبَ به هؤلاء المدّعونَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعلى الله عز وجل وادّعَوا حصولَ المعجزاتِ معهم ولكنّ اللهَ سبحانه وتعالى فضحَهم فهذا يؤْتَى له برجلٍ إحدى عينيْه أصابَها شىء فإذْ به عندما أرادَ أنْ يُذهِبَ عنه ما أصابَ عينَه تَعمَى عينُه الأخرى وذاك يقالُ له هذا الماءُ من هذا النبعِ ليس فيه تلكَ العذوبة فعندما يجعلُ يدَه فيها أو يبصُقُ  فيها يصيرُ ذلك الماءُ كأنه ملحٌ أجاج، هؤلاء المدّعون الكذّابون الذين ادّعَوا أنهم أنبياء، بعضُهم قال نحنُ أنبياء مستقلون عن محمد وبعضُهم قال نبوّتُنا تحت نبوّةِ محمد فهي نبوّةٌ ظليّة.

من هؤلاء رجلٌ يقال له غلام أحمد القادياني يقال لهم القاديانية ادّعَوا أنّ شيخَهم هذا غلام أحمد نبي، تارةً يقولون نبيٌّ مجدِّد وتارةً يقولون نبيٌّ مستقل وهم بألسنتِهم يقولون لا إله إلا الله ولكنهم يضيفونَ بعضُهم ليس فقط يقف عند قول محمدٌ رسول الله يقول وغلام أحمد رسولُ الله

ظهرَ هؤلاء في نواحٍ في الهند وكثُرَ أتْباعُهم ومنهم مَن ذهب إلى بلادٍ أخرى ونشرَ مذهبَ غلامِ أحمد القاديانيّ يقولون شيخُنا هذا نبي، فهؤلاء وإنْ كانوا بألسِنَتِهم أقَرّوا بالشهادتين لكنهم نقَضوها.

مَن ادّعى أنّ هناك نبيًّا بعدِ نبيِّنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يكونُ قد كذَّبَ ما جاء به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطقُ عن الهوى.

فإذا كان ربُّ العالمين قال عن محمدٍ عليه الصلاة والسلام {وخاتَمَ النبيين}[الأحزاب/٤٠] عليه الصلاة والسلام يقول “وخُتِمَ بيَ النبيون، وهؤلاء يقولون إنما الخاتَم بمعنى هذا الخاتَم الذي يُلبَس قالوا على معنى أنه زينة، نقول الرسول قال “وخُتِمَ بيَ النبيون” ولم يقل تخَتّمَ بيَ النبيون

واللهُ قال {وخاتَمَ النبيين} وفي قراءةِ {وخاتِمَ النبيين} فلا نبيَّ بعدَ نبيِّنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام.

وهؤلاء مات زعيمُهم هذا غلام أحمد في بيت الخلاء

وأخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أنّ الأنبياء يُدفَنونَ حيثُ يموتون فأذَلَّ اللهُ هذا الدَّعِيَّ الكذّابَ غلام أحمد الذي ادّعى النبوة فمات في بيت الخلاء فأذَلَّهُ اللهُ تعالى.

 يا سادة، فيما ذكرتُ لكم صريحُ الدليل على أنّ جماعاتٍ وفئاتٍ وفرَقًا تنتسبُ إلى الإسلامِ انتسابًا تنطقُ باللسانِ بالشهادتين لكنها وإنْ نطقَت بالشهادتينِ ظاهرًا إلا أنها نقَضَت الشهادتين ظاهرًا وباطنًا.

ولا يكفيهم انتسابُهم إلى الإسلام معَ نقضِهم للشهادتين لا يكفيهم للنجاة.

مَن نقضَ لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله ما عاد هذا مِن أهلِ الملّة، ما عاد مِن أهلِ لا إله إلا الله، ما عادَ من أمّةِ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مثلُ هؤلاء مَن انتسبَ إلى الإسلامِ انتسابًا لكنه بعد ذلك شبّهَ اللهَ تعالى بخلقِه، سبَّ اللهَ وقال بأنّ اللهَ فقير وقال بأنّ اللهَ له ولد وقال بأنّ اللهَ تعالى يسكنُ مكانًا وقال بأنّ اللهَ يجلسُ على عرشٍ والعياذُ بالله أو سبَّ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم وقال بأنّه جيفةٌ والعياذُ بالله أو قال بأنّ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم لا ينفعُ وانقطعَ نفعُه بعدَ موتِه عليه الصلاة والسلام، فهذا نقَضَ الإسلام، نقضَ الشهادتين لا يكفي فقط أنْ يقولَ الشهادتينِ بلسانِه ثم بعد ذلك ينقُضُها، لا يكفي ذلك ليكونَ هذا من أهلِ النجاة، المسلم الذي يُقِرُّ بالشهادتين ظاهرًا ويعتقدُهما باطنًا يشهدُ بلسانِه أنْ لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله ويعتقدُ بقلبِه بمعنى الشهادتين يعتقدُ أنّ اللهَ تعالى موجودٌ لا يشبهُ الموجودات سبحانه واحدٌ في ذاتِه واحدٌ في صفاتِه واحدٌ في أفعالِه لا ذاتُه يشبُه الذوات ولا تُشبهُ صفاتُه الصفات ولا يشبهُ فعلُه فعلَ غيرِه، فهو وحدَه سبحانه الأزليُّ الأبديّ الذي يغيّر ولا يتغيّر

هذا مَن اعتقَدَه وهو مُقِرٌّ به بلسانِه فهذا من أهلِ الإسلام من أهلِ الإيمان من أهلِ النجاة.

لماذا بعضُ الناسِ يظنُّ أنّ الإنسانَ لو قال ما قال وفعلَ ما فعلَ واعتقدَ ما اعتقدَ ولو أنه نقَضَ الشهادتينِ بذلك يقولون هذا يبقى من أهلِ النجاة؟

وكيف يكونُ من أهلِ النجاة؟ هذا الذي يدّعي بأنّ هناك نبيًّا بعدَ نبيِّنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام لو أنه قال أنا مُقِرٌّ بكلِّ ما جاءَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلا أني أعتقدُ أنّ هناكَ نبيًّا بعدَ نبيِّنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام نقول له مَن قال ذلك ليس مسلمًا، لا يكونُ من أهلِ الإيمان.

تلك الجماعة التي يقال لها القاديانية وأطلقوا كذلك على أنفسِهم اسمَ الأحمدية نسبة إلى غلام أحمد، هؤلاء نقَضوا ما جاء به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولا ينفعُهم بعد ذلك انتسابُهم إليه.

الأحمدية الرفاعية كان هذا مما يقال عن جماعةِ السيد أحمد الرفاعي فلْيُحذَر هؤلاء إذا سَمَّوا أنفسَهم الأحمدية ليسوا جماعةَ السيد أحمد الرفاعي لا، أحمدُ الرفاعي رضي الله عنه إمامٌ من أئمةِ أهلِ السنة والجماعة، هذه عقيدتُه التي ندرِّس، عقيدةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بل وعقيدةُ الأنبياء والمرسلين وعقيدةُ الصحابة والأئمة والتابعين والعلماء المَهديين المرُتَضِين، هؤلاء أهلُ الحق.

أما هؤلاء الذين سَمَّوا أنفسَهم بهذا الاسم إنّما انتسبوا انتسابًا إلى الإسلام لكنهم ليسوا على طريقةِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام.

إذًا نبوةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم باقيةٌ بعد وفاتِه، هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، هذا دينُه هذا منهجُه هذا القرآنُ الكريمُ الذي جاء به.

بركتُه عليه الصلاة والسلام لم تنقطعْ بوفاتِه، بركتُه عليه الصلاة والسلام لا تزالُ باقية.

فلذلك ونحن في الصلاة نقول الصلاة الإبراهيمية ومنها “وبارك على محمد وعلى آل محمد” ومعنى ذلك: يا رب أدِمِ البركةَ التي أعطيْتَها محمدًا صلى الله عليه وسلم فبركةُ محمدٍ باقية ودينُ محمدٍ باقٍ لم ينتَفِ عن نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم النبوةَ بعد أنْ مات فلا نزالُ نقرأُ في كتابِ الله تعالى بأنّ محمدًا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، نبوّتُه باقية عليه الصلاة والسلام بعد وفاتِه إلى أنْ يرِثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها.

جعلَ اللهُ تعالى هذا الحفظَ لدينِ محمد، دينُ محمدٍ محفوظ، دينُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم باقٍ مهما حاولَ أهلُ التحريفِ والإلحاد والتشكيكِ والتعطيل، مهما حاولوا أنْ يحرِّفوا في دينِنا لكنّ دينَ محمدٍ عليه الصلاة والسلام لن ينقطعَ من هذه الأرض.

وقد بذل أعداءُ الإسلامِ الكثير لمحاربةِ دينِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم هل استطاعوا؟ لا، ما استطاعوا.

دينُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم دينٌ محفوظٌ مؤيَّد.

وقد بعثَ اللهُ لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم للناسِ كافة كما أخبرَ عليه الصلاة والسلام “كان النبيُّ -أي من الأنبياءِ قبل نبيِّنا محمد عليه الصلاة والسلام- يُرسَلُ إلى قومِه خاصة وبُعِثْتُ إلى الناسِ كافّة”

واللهُ تعالى قال {ليَكونَ للعالمينَ نذيرًا}[الفرقان/١] المرادُ هنا بالعالمين الإنسُ والجن، بُعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالحقِّ بشيرًا ونذيرًا.

 أما الملائكة فليسوا داخلين في الإنذار لا يحتاجون لأنّهم عبادٌ مُكرَمون طائعون لا يعصونَ اللهَ ما أمرَهم ويفعلونَ ما يؤمَرون مجبولونَ على طاعةِ الله، معناه لا يختارونَ المعصية جبلَهمُ الله تعالى على الطاعة فلا يختارونَ إلا الطاعة لكنّ بعضَ العلماء كالإمامِ السبكي رحمه الله قال “ويصحُّ لنا أنْ نقولَ بأنّ نبيَّنا عليه الصلاة والسلام بُعثَ إلى الملائكة برسالةِ تشريف” تشريفًا له عليه الصلاة والسلام

أما رسالةُ الإنذارِ فللإنس والجن، فيجبُ على كافةِ المكلفين -أي مَن كان منهم على غيرِ الإسلام- الدخولُ في دينِ الإسلامِ فورًا والثبوتُ فيه على الدوام والتزامُ ما لزِمَ عليه من الأحكام.

مَن كان على غيرِ الإسلام يجبُ عليه أنْ يدخلَ فورًا في الإسلام.

المكلف هو البالغ العاقل الذي بلغَته دعوةُ الإسلام، معنى بلغَتهُ دعوةُ الإسلام أي بلغَهُ أنه لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله، حتى لو سمعَ المؤذّنَ يؤذِّنُ فسمِعَ الشهادتينِ في الأذانِ وكان هذا السامعُ يفهمُ العربية وكان بالغًا عاقلًا صار مكلّفًا، فإنْ لم يدخل في الإسلام يكونُ قد استحقَّ عذابَ اللهِ تعالى المؤبّد في نارِ جهنم، ولو لم تبلُغْه تفاصيلُ الدعوةِ المحمدية لأنه صلى الله عليه وسلم كان قد اكْتَفى أنْ يُسمِعَ الناسَ في المواسِمِ لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله.

وكان عليه الصلاة والسلام يقول “أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تُفلِحوا” فمَن بلغَه ذلك فهذا أصلُ الدعوة ولو لم يبلُغْهُ شىءٌ سوى ذلك.

ثم بعد أنْ سمِعوا من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الشهادتين بعضُ القبائلِ جدّدَ لهم الرسولُ صلى الله عليه وسلم الدعوةَ إلى الإسلام وبعضُهم لم يُجَدّدْ لهم بل اعتبرَ عليه الصلاة والسلام ذلك كافيًا لانْتِفاءِ العذرِ عنهم.

فقد صحَّ عند مسلم (في الصحيح) أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قاتل بني المُصطَلِق وهم غارّون بعدَ أن كانوا قد سمعوا الشهادتين ولم يُسلِموا، قاتلَهم وهم غارّونَ، كانوا مشغولونَ بأموالِهم قاتلَهم عليه الصلاة والسلام واعتبرَ سماعَهم مِن قبلُ للشهادتينِ كافيًا لانتِفاءِ العذرِ عنهم.

يُعلَمُ من ذلك أيضًا أنه لا يجوزُ تأخيرُ الدخولِ في الإسلام ولا لحظة، مَن أرادَ الدخولَ في الإسلام فورًا يجبُ عليه أنْ ينطقَ بالشهادتينِ مُتَبَرّئًا من الكفر، لا يجوزُ له أنْ يؤَخِّرَ ولا يجوزُ أنْ يؤخَّرَ.

إذا ذهبَ هو إلى إنسان قال له أنا أريد أنْ أدخلَ في الإسلام لا يجوزُ لذاكَ أنْ يقولَ له انتظر فكّرْ في الأول في حقيَّةِ الإسلام، لا يجوز أن يقول له خذ وقتًا من الزمن وراجِعْ أحكامَ الشريعة فإذا اقتَنَعتَ فارجعْ لي، لا يجوزُ ذلك. مَن سألك قال لك أنا أريدُ أنْ أدخلَ في الإسلام فورًا قل له قل لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله.

لا يجوزُ أنْ يؤَخَّرَ دخولُه في الإسلام، البعض والعياذ بالله يقول له لا ليس الآن اذهب واغتسل أولًا، وهو هكذا إنما يؤخِّرُه عن الدخولِ في الإسلام

الدخولُ في الإسلام ليس بقولِ أستغفرُ الله ولا بقولِ سبحان الله ولا بالاغتسال ولا بالصلاة ولا بعرضِ القرآن عليه، الدخولُ في الإسلام بكلمة لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله، هكذا الدخولُ في الإسلام، ثم بعدَ ذلك تعلِّمُه الشريعة

ثم كذلك مَن أرادَ أنْ يدخلَ في الإسلام لا يحتاج أنْ يذهبَ أمامَ جَمعٍ من الناس لأجلِ أنْ ينطقَ بالشهادتين ليصحَّ دخولُه في الإسلام، فورًا لو كان وحدَه يقول أشهد أنْ لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمدًا رسولُ الله، ثم بعدَ ذلك يريدُ أنْ يذهب ليَشهرَ إسلامَه ويُجاهِرَ به فذلك حسنٌ، يُعلِنُه، إني أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسولُ الله، أما دخولُه في الإسلام فيجبُ أنْ يكونَ فورًا مِن غيرِ أنْ يؤَخّر.

هذه دعوةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فنبُوَّتهُ عليه الصلاة والسلام كما يقولُ الرفاعي “اعلموا أنّ نبوةَ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم باقيةٌ بعدَ وفاتِه إلى أنْ يرِثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها وجميعُ المكلفين مخاطَبونَ بشريعتِه عليه الصلاة والسلام”

اللهم انفعْنا بنبيِّنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام وانفعنا يا مولانا بالإسلام وانفعنا بالقرآن وأمدّنا بمددِ نبيِّنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام وأمِدَّنا بأمدادِ الأنبياء والمرسلين والأولياءِ والصالحين وبمددِ السيدِ أحمدَ الرفاعي رضي الله عنه.

ربنا تقبّل منا إنك أنت السميعُ العليم وتب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم

ربنا آتِنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذابَ النار وأدخلنا الجنةَ مع الأبرار برحمتِك يا عزيزُ يا غفار

سبحانك اللهم وبحمدِك نشهدُ أنْ لا إله إلا أنت نستغفركَ ونتوبُ إليك 

سبحانَ ربِّك ربِّ العزةِ عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين

وصلى الله على سيدِنا محمد وعلى آلِه وأصحابِه الطيبين الطاهرين.