التَّوحيدُ والعَقائِدُ
ذاتُ اللهِ عزَّ وجلَّ وصِفاتُه
- سُئِلَ الشَّيخُ: هَل قالَ عَليٌّ: «التّوحِيدُ أنْ لا تتَوهَّمَه والعَدلُ أنْ لا تَتّهِمَه»؟
فقال الشَّيخُ: مَا ثبَت ولكن يحتَمِل. مَعناها أنّهُ لا يجوز أن تتّهمَ اللهَ بالظُّلم ، إنْ أَفقَر هذا وأَغْنى هذا فليسَ ظُلمًا وإنْ أمَاتَ الصّغيرَ وترَك غَيرَه فهذا ليسَ ظُلمًا.
- قال الشَّيخُ: المؤمنُ التّقيُّ يَسمَعُ كلامَ اللهِ الذّاتيَّ ويجِدُ راحَةً عظِيمَةً وسُرورًا عظِيمًا بسَماع كلامِ اللهِ أمّا الكافرُ لا يحصُل لهُ فَرَح، وقد ورَد في الحديث: «مَا مِن أحَدٍ منكُم إلّا سيكلّمهُ اللهُ يومَ القيامةِ ليسَ بينَهُ وبَيْنَه تَرْجُمَان» رواه والبخاري ومسلم وغيرُهما([1])، المؤمنُ التّقيُّ يسمَعُ كلامَ اللهِ فيَحصُل لهُ فَرحٌ عظيمٌ وسُرورٌ كبيرٌ بسَماع كلامِ الله أمّا الكافرُ فيَحصُل لهُ فزَع وخَوفٌ وانزعاجٌ لا يُوصَف، أمّا الرّؤيَةُ للهِ فلا تكونُ للكُفّار لا في الدُّنيا ولا في الآخِرة.
- قال الشَّيخُ: لا يُقال بالإطلاق: “مَعلوماتُ اللهِ أزليّةٌ” لأنّ من مَعلوماتِ اللهِ الحَوادثَ وهيَ ليسَت أزليّةً، ولا يُقالُ بالإطلاق: “معلوماتُ اللهِ حَادثةٌ” لأنّ مِن مَعلُوماتِ الله ما هوَ أزليٌّ وهو ذاتُه وصفاتُه، وعِلمُ الله الذي هو صفةُ ذاتِه فهوَ أزليّ أبديّ.
- قال الشَّيخُ: قال أبو جعفر الطحاويّ رحمه الله في عقيدتِه التي قال عنها إنّها بيانُ عقيدةِ أهلِ السُّنَّة والجماعةِ وسمَّى منهم ثلاثةً، أبا حنيفةَ وصاحِبَيه الإمامَين المجتهدَينِ أبا يوسفَ يعقوبَ بنَ إبراهيمَ الأنصاريَّ ومحمَّدَ بنَ الحسنِ الشّيبانيَّ لِكَون هؤلاء الثّلاثةِ مِن مشَاهيرِ السَّلف لأنّهم تُوُفُّوا في القَرن الثاني الهِجْريّ ما نصُّه: «ومَن وَصَف اللهَ بمعنًى مِن مَعاني البشَر فقَد كفَر». وهذه الجملةُ مأخُوذَةٌ مِن قولِ اللهِ تعالى:ليس كمثله شيء} لأنّ قضَايا العقلِ تُحتّمُها، التي منها لا يُشبِهُ الخَالقُ مَخلُوقَه، ومَعاني البشَرِ التي عنَاها المؤلّفُ كثيرةٌ منها الجلُوس والاتّصالُ واللّونُ والحَركةُ والسّكُونُ وطُروءُ صفاتٍ حادثةٍ على الذَّات.
- قال الشَّيخُ: مِنَ الناس مَن يعتقدُ أنّ اللهَ بقَدْر العَرش، ومنَ النّاس مَن يَعتقدُ أنّ اللهَ قَاعدٌ على الكرسِيّ والكرسيُّ دونَ العَرش أصْغرُ حَجمًا منَ العَرش، وزادَ بعضُ هؤلاء في ضَلالَتِهم بأنْ قالوا إنّه أخْلَى مَوضعًا منَ الكرسيّ ليُقعِدَ فيه محمَّدا يوم القيامةِ بجَنْبِه وهَاتان العقِيدَتَان كُفرِيَّتَان.
- سُئِلَ الشَّيخُ: هل يصِحُّ أن يُقالَ المادّة الفُلانيّةُ تَخلُق شُحنَة كهربائية؟
فقال الشَّيخُ: لا نَقُول تَخلُق لأنها لا تُوصَفُ بالتّقديرِ لأنَّ التّقديرَ يَحتاجُ إلى ذِي رُوح وعَقلٍ وافتراءُ الكَذب كذلك، يُقالُ عَمِلَ وصَنَع هذا يُضاف إلى الله وإلى غيرِ الله، أمّا بعضُ المعاني التي يُطلِقُ النّاسُ لأجْلِها كلمةَ “خَلَق” فهو أمرٌ قَبِيح، يقولونَ: “نَخلُق جِيلًا” والعياذُ بالله، ويقولونَ: “نَخلُق جَيشًا”، لو قِيلَ: “نُعِدُّ” لكانَ جَائزًا لأنّهُ تَعبِيرٌ جاءَ بهِ القرءانُ: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (60 سورة الأنفال.
- قال الشَّيخُ: قال أهلُ التّحقيق: «غَايةُ المعرفَةِ باللهِ الإيقَانُ بوجُودِه تَعالى بلا كيفٍ ولا مَكَان». الأنبِياءُ الذينَ هُم أفضَلُ الخَلق على الإطلاقِ لا يَتَصَوّرونَ اللهَ تَصَوُّرًا يجعَلُهم يُحيطُونَ بهِ بل لا يحِيطُونَ بعِلم اللهِ تعالى أي مَعلُوماتِه إلّا بالقَدْر الذي شاءَ لهم، الملائكةُ والأنبياءُ والأولياءُ لا يُحِيطُونَ بشَىءٍ مِن مَعلُوماتِ الله إلا بالقَدْر الذي أعطَاهُم والقَدرُ الذي أَعطَاهم هو قليلٌ في غايةِ القِلَّة بالنّسبَة لما لم يُعْطِهم مِن مَعلوماتِه مِن عِلمِه قال تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ255 سورة البقرة. مَعناه أنّ أهلَ السّماواتِ وهمُ الملائكةُ وأهلَ الأرض من أنبياءَ وأولياءَ فَضلًا عن غَيرهِم لا يُحِيطُونَ بشَىءٍ مِن عِلمِه أي مَعلُومِه إلّا بما شاءَ أي إلا بالقَدْر الذي علّمَهُم هذا الذي يحِيطُونَ به.
- قال الشَّيخُ: بعضُ العلماء قالوا: «الباطِنُ في تسميةِ الله تعالى معناه الذي يعلَمُ بواطِنَ الأمور، حَقائقَ الأمور»، وبعضُهم قال: «أي الّذِي لا تُدركُه الأوهامُ» وهذا التّفسيرُ أحسَن.
- قال الشَّيخُ: حقيقةُ اللهِ لا يصِلُ إليهِ أحَدٌ مهمَا أشغَل فِكرَه لذلكَ نُهينا عن التفكّر في ذاتِ الله وأُمِرْنا بالتّفكّر في مخلوقاتِه، فلْيتَفكّر الإنسانُ منّا بنَفسه كيفَ يَدخُل الطّعامُ والشّرابُ من مَدخَلٍ واحِد ثم يَخرجَانِ مِن مَخرجَين مختَلِفَين. التّفكّرُ في مصنوعاتِ اللهِ واجِب، اللهُ تبارك وتعالى أمرَنا بذلك، أمّا التّفَكّرُ في ذاتِ الله فهو مُحَرّم لأنّكَ لا تصِلُ إلى نتِيجَةٍ لأنّهُ موجُودٌ لا كالموجُوداتِ لذلكَ قال أهلُ الحق: «مَهما تصَوّرتَ ببالك فاللهُ بخلافِ ذلك»، وأمَرَنا اللهُ تعالى في القرءان الكريم بالتّفكّر في مخلوقاتِه: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﭐ 185سورة الأعراف. معناه ما يُفكِّرُون؟! تَوبيخٌ للكُفّار لعدَم تفَكُّرهم في ملَكُوتِ السّماوات والأرض، يرَون بأعيُنِهم وَلاَ يتفَكّرُونَ بل وقَفُوا عندَ ما يجِدُونَه مِن أجدادِهم مِن عبادَة الأوثانِ، ذمَّهُم اللهُ لأنّهم لم يتفَكّروا.
يقولُ بعضُ علماءِ أهلِ السُّنَّة في هذا الموضوع: [البسيط]
حَقِيقةُ المَرْءِ لَيْسَ المَرْءُ يُدْرِكُها
| õõõ | فَكَيْفَ كَيْفِيّةُ الجبَّارِ فِي القِدَمِ
|
فنحنُ لا نُحِيطُ عِلمًا بكُلّ ما في أنفُسنا. مَعنى كيفيّةُ الحقيقَةُ، حقيقةُ الجبّار في القِدَم كيفَ يُدركُها العَبدُ إذا كانَ حَقيقةَ نفسِه لا يُدركُها فكيفَ يصِحُّ أن يدركَ حقيقةَ الجبَّار الأزليّ.
- قال الشَّيخُ: يجوزُ أن يُقال: «اللّهم صلِّ على محمَّدٍ وعلى ءالِ محمَّدٍ وتَحنَّن على محمَّدٍ وعلى ءالِ محمَّدٍ» معنى تحَنّنْ أَنزِلْ عليهِ رحمتَك القَوِيّة.
- قال الشَّيخُ: موسَى سمِع كلامَ اللهِ الذاتيَّ مَرّتين، كلامُ اللهِ الذّاتيُّ مُستَمِرٌّ لَيسَ لهُ ابتداءٌ ولا انقطاعٌ لكن موسَى سمَاعُه لهُ ابتداءٌ ولهُ انتِهَاءٌ.
- سُئِلَ الشَّيخُ: ما معنى المعَارِف؟
قال الشَّيخُ: الأسماءُ عندَ النَّحْويّينِ قِسمانِ معَارفُ ونَكِراتٌ، فالمعَارفُ على مراتِبَ. قال سِيبَويه: “اللهُ أعرَفُ المعَارف”ِ لأنّ كلَّ شَىءٍ دليلٌ على وجودِه فلا شىءَ مَعروفٌ يَشهَدُ بوجودِه كُلُّ شَىء إلّا اللهُ، الله تعالى أعرَفُ المعَارف.
- سُئِلَ الشَّيخُ: ما عمَلُ الرُّقَى والتّعاويذِ وهذه الصلَواتِ التي نَستعينُ بها لكَفّ الشرّ عنّا ولجَلْبِ الخيرِ لنا؟
قال الشَّيخُ: هذه مِن جملةِ المقَدَّرَات، اللهُ تعالى قَدَّر أن يَعمَلَ قِسْمٌ منّا الطَّاعاتِ بإرادتنا لنَكتَسِبَ الدّرجَاتِ العُلَى في الآخرةِ بقَدَرِه، فهي مِن قَدَرِه، كذلكَ الآخَرُونَ الأشقياءُ الذينَ علِم اللهُ بعِلمه الأزليّ أنّهم يموتُون على الكفر، يَختارُونَ الكفرَ فيموتُونَ عليهِ ويكونونَ مِن أهلِ العَذابِ الدّائم ذلكَ أيضًا مِن قَدَرِ الله تعالى أي ممّا قدَّرَه اللهُ تعالى، فكُلُّ ما يَجري فِينا مِن أصلِ وجُودِنا ثم ما يَجري علَينا في حيَاتِنا هذه منَ الحركات والسّكونِ والنّوايا والخواطرِ والاعتِقاداتِ والإدراكاتِ كلٌّ بتقدير اللهِ تعالى وُجِدَ أي بمشيئتِه الأزليّةِ التّابعَةِ لعِلمِه الأزليّ، ليسَ معنى التابِعةِ أنّ مشيئةَ الله تَحدُث بعدَ وجُودِ عِلمِه الأزليّ، بل عِلمُه أزليّ ومَشيئَتُه أزليّةٌ، إنّما معنى التّابعةِ أنّها موافِقةٌ لعِلم الله الأزليّ فأعمَالُنا هذه وما يتَرتّبُ عليها كلٌّ بتَقدير الله.
فكلُّ ما يَرِد على العباد مِن اختِلاف الحالاتِ والصّفاتِ فهي على حسَب ما سبَق في عِلم الله ومشيئتهِ الأزليّين، وقولُه تعالى في بعضِ الآيات: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاﭐ} 7سورة هود. وقولُه: {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ} ﭐ 31سورة محمد. هذا معناهُ حتى نُظهِرَ للخَلق ليسَ معناهُ أنا أُريد أن يَظْهَرَ لي،{نعلم} معناه نُظهِرَ، نُميِّزَ لخَلقِنا، لعبادِنا.
- قال الشَّيخُ: عِلمُ الله أعَمُّ منَ الإرادةِ والقُدرةِ، الإرادةُ والقُدرَةُ تتَعلّقان بالممكناتِ العقليّةِ أمّا عِلمُه أعَمُّ لأنّه يتَعلّق بالممكنَاتِ العقليّة وبالمستَحيلات وبالواجِب العقليّ ولا اختِلاف بينَها، لا اختلافَ بينَ عِلمِه تَعالى وقُدرَتهِ ومَشيئتِه([2]).
- سُئِلَ الشَّيخُ عمَّن قال: “إنّنا مُسَيَّرون لأنّ الله شاءَ لنا أعمالَنا التي نَفعَلُها”؟
فقال الشَّيخُ: المشيئةُ صفَتُه أمّا المرادَاتُ فهيَ أعمالُنا حَركاتُنا وسكُونُنا، هذه يقالُ لها مُرادَاتٌ للهِ تَعلّقَت بها إرادتُه أي مشيئَتُه فحَدَثَت موافِقَةً لمشيئةِ اللهِ تعالى. الجوابُ في هذه المسئلةِ أنْ يُقال: إنّ اللهَ شاءَ وعلِمَ أنّ قِسمًا مِن عبادِه يكونُون مؤمنينَ يَختارُونَ الإيمانَ والطّاعةَ، أي يَنسَاقُون إلى الإيمانِ والطّاعةِ وأنّهم يكونونَ ممّن يتفَضّلُ عليهم ربُّهم بالنّعيم المقيم في الدّارِ الآخِرة وأنّ قِسمًا منهم ينسَاقُونَ على حسَب عِلم اللهِ ومشيئتِه إلى ما عَلِم اللهُ تعالى وشاءَ في الأزلِ فيَنسَاقون إلى الكفرِ والمعاصي باختِيارهم أو إلى المعاصي فقط، ثم لا يُقالُ: لِمَ اللهُ تعالى يُعذّبُ هؤلاء الأشقياءَ وبَعضَ العصاةِ الذينَ يمُوتُون بلا تَوبةٍ وهم مؤمنون؟! لِمَ يُعذّبُ هؤلاء على أمرٍ علِمَه وشاءَه في الأزلِ أنهُ يحصُل منهم؟! هذا الذي نَهى اللهُ عنه بقوله: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (23) سورة الأنبياء. نحنُ المسؤولونَ هوَ ليسَ عليه سؤالٌ، لا يُقال له لِمَ تُعَذّبُ هؤلاء الكفّارَ وهؤلاءِ العصاةَ على عمَلٍ عمِلُوه بعِلمِك الأزليّ ومشيئتِكَ الأزليّةِ على وجْهِ الاعتراضِ؟! هذا كُفرٌ.
- قال الشَّيخُ: قال رسول الله ﷺ: «إذا ذُكِرَ القَدَرُ فأَمسِكُوا» رواه ابن عساكر([3]). معناهُ لا تَتَوَغَّلُوا في البَحث، أمّا تفسيرُه يجبُ مَعرفتُه، يجبُ معرفةُ تفسيرِ القَدَر، أمّا التّوغُّلُ فيه للوصولِ إلى سرِّ القدَر فهذا ممنوعٌ، مُنِعْنا مِنه لأنّه بَحرٌ ليسَ لهُ سفِينةٌ.
- قال الشَّيخُ: الكتُبُ المنَزّلَة يُقال عنها كلامُ اللهِ لكونها ليسَت مِن تأليفِ بشَر ولا ملَك إنّما الملَك تلَقّاها تلَقّيًا رُوحَانيًّا بأمرٍ منَ اللهِ تعالى، وهذا الملَكُ هوَ جِبريلُ.
- قال الشَّيخُ: إذا قيلَ للعبدِ “إنّه مُسَيّر أي يَسيرُ بتَقدير الله بتَسيِير الله بتَمكِين اللهِ لهُ” حقٌّ، هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} 22سورة يونس. بمعنى التّمكينِ منَ السَّيْر، يُقال العَبدُ مُسَيَّر بتَسيِير اللهِ أي هو يمكّنُنا على السّير في البرّ والبَحر لَولا تمكينُه إيّانا مِن أينَ نَستَطيعُ. أوّلَ ما وُلِدنا ما كُنّا نستَطيعُ السّيرَ على ما يَلينا مِن أرض البيتِ فَضلًا عن أن نَذهَب بالبَاخرة لنركَب البَحر. اللهُ تعالى خلَق فِينا هذه القُدرةَ للمَشي وبهذا المعنى الإنسانُ مُسَيَّرٌ لله، أمّا بمعنى مجبُورٍ لا يُقال، غايةُ ما يُقالُ عندَ أهلِ السُّنَّة إنّ العبدَ لهُ اختِيارٌ لكنّه تحتَ مشيئةِ الله.
- قال الشَّيخُ: مَكرُ اللهِ ليسَ بمعنى المكْر الذي يُنسَبُ المكرُ إلى العَبد. المكْرُ بالنّسبَةِ للعَبدِ نَقصٌ أمّا مَكرُ اللهِ بالماكِرينَ ليسَ نَقصًا بل دليلٌ على كمَالِ قُدرتِه، مَعنَاه يُوصِلُ إليهمُ الضّررَ مِن حيثُ لا يَشعُرون.
- قال الشَّيخُ: بَعدَ أنْ تَصِفَ اللهَ بصِفاتٍ يجُوز أن تقولَ هذا اللهُ، ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ}.95سورة الأنعام. بَعدَما وصَفَ نَفسَه بما ذُكِرَ قَبلَ ذلك قال: ذَلِكُمُ اللَّهُ }أي هَذا الموصوفُ بما ذُكِرَ هوَ اللهُ، أمّا ابتداءً فلا يُقَال: “هذا الله”. أمّا إذا تكلّمتَ عن الله، وصَفتَه بصفاتِه الكمَاليّةِ فقُلتَ إنّه هو الذي يُحيِي ويُميتُ وقلتَ: “هذا هو اللهُ الذي نَعبُده” هذا كلامٌ جميل.
- قال الشَّيخُ: قال الإمامُ مالِكٌ لَمّا سئل عن الاستواءِ: «الاستواءُ مَعلوم والكيفُ غيرُ مَعقُول»([4])، وفي رواية: «مَرفُوعٌ»([5])، ومعنى «عَلَتْهُ الرُّحَضَاءُ» أي عَرِق.
- قال الشَّيخُ: يجوز تسميةُ ولدٍ بـ«نُور الله».
- قال الشَّيخُ: البخاريُّ أوّلَ الضّحِكَ بالرّحمَة([6]).
- سُئِل الشَّيخُ: كثيرٌ منَ الأحكام في القرءانِ الكريم فيها تميِيزٌ بينَ العبِيدِ وبين الأحرار، أليس العَبدُ عَبدًا مِن عِبادِ الله وإن كانَ عَبدٌ ءاخَرُ قَد استَعبَدَه فتَساوَوا جميعًا في العُبوديّةِ للهِ تَعالى فكَيف هذه الأحكامُ تُفَرّقُ بَينَ الحُرّ وبَينَ العَبدِ؟
فقال الشَّيخُ: أليسَ قُلنَا إنّ اللهَ تَعالى يَفعَلُ مَا يَشاءُ ويَحكُم مَا يُريدُ، هوَ جَعَلَ أحكَامًا خَاصّةً بالأحرار وأحكامًا خاصّةً بالعَبيدِ، هوَ اللهُ تَعالى بعِلمِه وحِكمَتِه جَعَلَ لهؤلاء أحكَامًا تَخُصُّهُم ولهؤلاءِ أَحكَامًا تَخُصُّهُم كما أنّه جَعلَ للنّسَاءِ أحكَامًا تَخُصُّهُنَّ وللرّجَالِ أحكَامًا تَخُصُّهُم، وهناكَ أحكَامٌ تَعُمّ الجميعَ يَشتَركُ فيها الجَمِيع.
- سُئِلَ الشَّيخُ: مَن ذكَر وفي أيّ كتاب عدَمَ ثبُوتِ: «والكَيفُ مجهُول»؟
فقال الشَّيخُ: أورَد البيهقيُّ هذه الرّوايةَ بإسنادٍ ضَعيف. ومَن فَهِم منه أنّ اللهَ له كيفيّةٌ وهيئةٌ وشَكلٌ وصُورةٌ لكن لا نَعرِفها فهذا لم يَعرِف الله، أمّا مَن فَهِم منه لا أعرِف ُحَقِيقةَ الاستواءِ لا يكفُر. أمّا الثابِتُ عن مالك فقولُه «والكَيفُ غيرُ مَعقُولٍ» أي لا يَجوزُ على اللهِ. في كتابِ «إحياءِ علوم الدّين»([7]) وغيرِه هذا اللّفظُ والكَيفُ مجهُول مَوجودٌ.
([1]) صحيح البخاري: كتاب التوحيد: بابُ قولِ الله تعالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) (7443)، وبابُ كلامِ الرَّبِّ عزَّ وجلَّ يومِ القِيامةِ معَ الأنبياءِ وغيرهم (7512)، وصحيح مسلم: كتاب الزَّكاة: بابُ الحَثّ على الصَّدَقة ولو بِشِقّ تَمْرة (1016).
([2]) أي لا تَناقُضَ بَينَها.
([3]) تاريخ دِمشقَ لابن عساكِرَ: حرف القاف (10484)، والمعجَم الكبير للطّبراني: أحاديثُ ثوبان موى رسول الله ﷺ (1427)، والقضاء والقدَر للبيهقي: باب ما ورَد مِن النَّهي عن مُجالَسة القدَرِية (44).
([4]) الأسماء والصفات للبيهقي (ص/408).
([5]) المصدر السابق (ص/515).
([6]) قال أبو سُلَيمان الخَطّابيُّ: «قال أبو عبد الله: معنى الضّحكِ الرحمةُ، وهذا مِن رواية الفِرَبرِيّ ليس عن ابنِ مَعقِل». أعلام الحديث للخَطّابيّ (2/1367).
([7]) إحياء علوم الدّين للغزالي (1/131).