الإثنين أكتوبر 7, 2024

الحمد لله  أما بعد فإن الأمانة في العلم أهم من الأمانة في المال فينبغي للإنسان أن يكون محتاطاً في كلامه، وينبغي أن يعمل بما قال سيدنا عبد الله بن عمر بنِ الخطاب رضي الله عنهما. “العلم ثلاثة كتاب ناطق (أي القرءان) وسنة ماضية (أي حديث ثابت) ولا أدري. فعليكم بفهم السؤال على وجهه وعدم الاستعجال في إصدار حكم كما قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “أفهموني ما تقولون وافهموا عني ما أقول. هذا وكثير من المصائب في الكلام في أمور الدين تأتي مِن تجاوز الشخص حدَه فيُفتي بلا علم في مسائل جانبية في أثناء تدريسه ليست من أصل الكتاب الذي يُدَرِّسُه وهذا خطر كبير. فلو سأله الطالب لا يُجِب في المسائل الجانبية التي لم يجد فيها نقلاً بل يقول لا أدري، فيكون سلم لنفسه وسلم الطالب، ولا يفكرِ المدرس بأنه إذا لم يُجِب في هذه المسائل الجانبية يستضعفه الطالب الذي يدرّسه، ولا ينظر إلى هذا. ثم إن المهم أن يستحضر المدرس أول ما يبدأ بالتدريس أن مرادَه إفادةُ الناس بأمر دينهم لله تعالى، لا أن يقال عنه قويٌ في العلم، فإذا استحضر هذه النية أولَ الدرس يهون عليه أن يقول لا أدري فيما ليس له فيه نقل. ثم إن من المهم التفكير في حال الذي يدرس على المدرّس ومن يحضُر مجلسَه من غير طلبته، هل العبارة التي يذكرها أثناء درسه يفهمُ الحاضرون معناها كما ينبغي أم لا يفهمون ما يفهمُه ويريده هو من هذه العبارة. قال الإمام علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يفهمون أتحبون أن يكذب الله ورسوله. رواه البخاري. وفي الختام نسأل الله تعالى حفظ الأمانة بتعليم ما منّ به علينا من علم الدين والله تعالى أعلم وأحكم والحمد لله رب العالمين.