كل شيء يُحزن المسلم أو يؤلمه، له فيه كفارة وله فيه أجر، لو صَدَع رأسُه له أجر، ولو أصابه زكام له أجر. وألم الموت أشد ألمٍ في الدنيا يصيب الإنسانَ المؤمنَ فله أجر بألم الموت، ألم الموت أشد بكثير من الزوبعة التي تدمر البيوت. سَكَراتُ الموتِ هي الشِّـدَّةُ التي يعانيها الْمُحْتَضَرُ أثناءَ خروجِ روحهِ من جسده. وكثير من الناس يموتون فجأةً من دون أن يقاسُوا سَكَراتِ الموت وكثير من الناس ساعةَ الاحتضار يعانُون سَكَراتِ الموتِ ويقاسُونها. الإنسان الذي يعاني سَكَراتِ الموتِ يشعر وكأنَّ مفاصلَه تَنحلُّ. كأنَّها ليست مُتَّصِلَةً ببعضِها. وأكثرُ الناس ترتبط ألسنتُهم تلك اللحظة فلا يقدِرون على الكلام. سكرة الموتِ أشَدُّ من ألفِ ضربةٍ بسيف. حتَّى على المؤمن هي أشَدُّ من ألفِ ضربةٍ بالسيف. لكنِ المسلمُ المؤمنُ يستفيد تكفيرَ سَيِّئاتٍ كانت عليه قبل خروجه من الدنيا ويستفيد رفعَ درجات. وأمَّا الكافرُ فلا يستفيد منها. الرسولُ، عليه الصلاة والسلام، عانى في مرضِ موته من سكراتِ الموت. قاساها. فعن عائشةَ أمِّ المؤمنين، رضي الله عنها، أنَّها قالت: لقد رأيتُ رسولَ الله r، وهو بالموتِ وعندَه قَدَحٌ فيه ماءٌ وهو يُدْخِلُ يدَهُ في القَدَحِ ثمَّ يمسحُ وجهَه بالماءِ ثمَّ يقول : اللهمَّ أعنِّي على سَكَراتِ الموت. رواه الحاكمُ في المستدرَك. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يلطف بنا قبل الموت وعند الموت وبعد الموت والحمد لله رب العالمين.